مديرية التعاون العسكري-المدني الجديدة في لبنان تساعد في بناء الثقة
العقيد يوسف مشرف/ رئيس مديرية التعاون العسكري – المدني في القوات المسلحة اللبنانية
تصوير القوات المسلحة اللبنانية
تفخر القوات المسلحة اللبنانية بتاريخ حافل بحماية المدنيين. فمنذ وقت طويل يرجع إلى عامي 1928 و1930، ساعدت القوات المُسلحة اللبنانية في مكافحة أسراب الجراد الذي غزا الدولة. وفي الشتاء، تساعد القوات المُسلحة في إبقاء الطرق خالية من الثلوج. وحيث يتدفق اللاجئون السوريون عبر الحدود، تمد القوات المسلحة يد العون لعلاج المرضى وتوزيع الطعام.
ويعتبر التعاون العسكري-المدني في لبنان أداة مهمة لدعم عملية حفظ الأمن المحلية. كما أن التعاون مع السلطات المدنية والجماهير هو أمر ضروري لقادة الوحدات العسكرية لأداء مهامهم. إن تنوع الديانات والأصول العرقية في القوات المُسلحة قد مكنها من بناء تفاهم ثقافي أفضل بحيث يمكنها الدعم والتفاعل مع الأشخاص في مختلف أنحاء لبنان.

وقد تطور التعاون العسكري-المدني للقوات المسلحة اللبنانية مع مرور الوقت، حيث بدأ كمفهوم نظري قبل أن يتم دمجه بشكل رسمي في القوات المسلحة. وفي عام 2012، وبدعم وتشجيع قوة الأمم المتحدة في لبنان، أسست القوات المُسلحة اللبنانية قسم التعاون العسكري-المدني. وقد كان هذا القسم الجديد بمثابة ممر للحصول على الدعم الدولي لأنشطة التعاون العسكري-المدني للقوات المُسلحة اللبنانية، وهو ما ساعد على رفع قدرات القوات المسلحة.
وفي يناير 2015، تمت ترقية القسم إلى مديرية – وهي ركيزة أساسية للتعاون العسكري-المدني في لبنان. وتوفر المديرية الدعم لمعتنقي جميع الديانات، مما يعكس التنوع الطائفي للقوات المُسلحة اللبنانية.
بصفتي رئيس المديرية، فإنني أفتخر بالقول أن التعاون العسكري-المدني قد ساعد القوات المسلحة اللبنانية على كسب سمعة جيدة كمؤسسة وطنية عالية الكفاءة وجديرة بالثقة والاحترام. لقد ساعدنا على تأسيس العيادات الطبية، وقمنا بتوفير المستلزمات المدرسية للأطفال، علاوة على تحديث مراكز التنمية الاجتماعية المختلفة وتجديد المدارس والمباني الحكومية والبنية التحتية. لقد زرعنا الأشجار ووفرنا المستلزمات والمعدات الطبية للمجتمعات. ونعمل على ترسيخ علاقات دائمة مع موظفي الحكومة المحلية، واستمرار حالة التناغم التاريخية بين القوات المسلحة وقادة المجتمع المدني بالدولة.

ونتيجةً لذلك، ارتفع مستوى الوعي العام بأهمية الأنشطة المدنية-العسكرية، حيث أصبح للجماهير انطباعًا إيجابيًا عن القوات المسلحة. سوف أستشهد بكلمة لأحد المواطنين اللبنانيين بعد توزيع الحقائب المدرسية على الأطفال مؤخرًا: “ليس هناك وطن من دون الجيش. هذا هو الجانب الإنساني لديهم. أسأل الله أن يحفظهم.”
وأشادت مواطنة أخرى بالجيش بعد توفير التطعيمات لأطفالها: “نشكر الجيش على معاملة أطفالنا كأطفالهم. ونتمنى لهم التوفيق دومًا.”
يوضح الرقيب علي سيف الدين بالقوات المُسلحة اللبنانية السبب في أهمية إدارة تصورات المواطنين عن القوات المسلحة: “من المهم جدًا بالنسبة لنا إظهار أن دور الجيش لا يقتصر على حماية الحدود ومكافحة الإرهاب. وإنما يتعدى ذلك ليشمل الجانب الاجتماعي والإنساني والتنموي.”
كما عبر لاجئ سوري عن شكره بقوله: “نشكر إخواننا في الجيش اللبناني. فقد حمونا نحن وأطفالنا. نشكرهم على المساعدة التي منحونا إياها. نحن والجيش يد واحدة. نشعر بالأمان تحت مظلته.”
