مركز التدريب على عمليات السلام في الأردن يعد القوات المتعددة الجنسيات لمهام في الخارج
العميد أمجد الزعبي آمر مركز التدريب على عمليات السلام التابع للقوات المسلحة الأردنية

لكل دولة في العالم سمة فريدة تميزها عن بقية الدول. فيمكن أن يكون لدولة ما موارد طبيعية هائلة؛ وقد تكون دولة أخرى معروفة بالتصنيع أو التجارة. وما يميزنا في الأردن، هو التزامنا بمساعدة الناس.
المملكة الأردنية الهاشمية لها تاريخ طويل نفخر به في المشاركة في عمليات حفظ السلام في جميع أنحاء العالم. فقد شاركت القوات المسلحة الأردنية في أكثر من 20 من بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام. وهذا الالتزام بالسلام والأمن الدوليين يذهب إلى أبعد من ذلك لأن الأردن مقر لمركز إقليمي ودولي مصمم لتمكين الأفراد العسكريين والمدنيين من المشاركة بنجاح في عمليات حفظ السلام. وهذا يسهم في نهاية المطاف في تحقيق مبادئ الأردن في دعم العدالة، والسلام والأمن في عالمنا المشترك.
بصفتي آمراً لمركز التدريب على عمليات السلام بمدينة الزرقاء في الأردن،لدي ايمانا مطلق بالمهمة الإنسانية النبيلة التي يساهم بها المركز عن طريق العمل داخلياً مع القوات المسلحة الأردنية وخارجياً مع القوات المسلحة الأجنبية ومنظمات أخرى. المهمة الرئيسية لمركز التدريب هي توفير كل من التدريب الأكاديمي والعملي، حيث يتم تأهيل المشاركين للعمل في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام العالمي.
التاريخ
في عام 1989، شارك الأردن في أول عملية سلام دولية بإرسال 14 مراقباً عسكرياً إلى أنغولا. وبعد التجربة الأولية للقوات المسلحة الأردنية كمراقب في أنغولا، بدأت في تدريب ونشر قوات دعماً لبعثات الأمم المتحدة العالمية. وفي البداية، تم تشكيل فرع في الأكاديمية الملكية العسكرية لتدريب القوات لبعثات الأمم المتحدة– وكان هذا البدء المبكر لما يعرف الآن بمركز التدريب على عمليات السلام. ركز التدريب في البداية على مناهج مرحلة ما قبل النشر، لكن تم تطويره ليشمل تدريباً أكثر تخصصاً للضباط.
وفي عام 1992، أرسل الأردن أول كتيبة لحفظ السلام في كرواتيا خلال الحرب الأهلية في يوغوسلافيا، وسرعان ما تبع ذلك مشاركة على نطاق أوسع. كنت أحد أفراد ثاني كتيبة لحفظ السلام أردنية إلى كرواتيا، حيث قضيت سنة وشهرين كنقيب وقائد فصيلة. كان العمل مع قوات متعددة الجنسيات شيئاً جديداً بالنسبة لنا، وقد تعلمنا الكثير من ذلك. وقد خدمت أيضاً في كوسوفو كضابط اتصال عسكري.
ساهمت القوات المسلحة الأردنية منذ عام 1989، بحوالي 72100 جندي لبعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، هذا الرقم لا يشمل ضباط الشرطة الذين أرسلهم الأردن أيضاً. فقد ذهب أكثر من 10000 إلى أفغانستان، بعضهم لدورتين أو ثلاث. كان الكثير من الدورات الدراسية في مركز التدريب على عمليات السلام دورات تأهيل المدرب. وقد سمح ذلك للقوات المسلحة الأردنية بضمان أن جميع أفرعها مزودة بمعرفة ومهارات عمليات حفظ السلام.
في عام 1999، بدأ مركز التدريب على عمليات السلام بتدريب قوات إقليمية ودولية. وكانت الأولى سرية عسكرية من دولة الإمارات العربية المتحدة. ولجعل التدريب أكثر ملائمة للقوات المسلحة والمنظمات الأجنبية، بدأ المركز في إرسال فرق تدريب متحركة إلى دول أخرى.

في عام 2011، تلقى مركز التدريب على عمليات السلام اعتماداً من حلف شمال الأطلسي واعتبر رسمياً مركز تدريب بمشاركة الحلف. وفي عام 2014، حظي المركز بإنجازين آخرين: أقرت الأمم المتحدة رسمياً دورتين من دورات المركز، وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن مركز التدريب على عمليات السلام مركز تدريب متميز على قانون النزاعات العسكرية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
يتبع مركز التدريب على عمليات السلام حالياً تحت مديرية التدريب المشترك التابعة للقوات المسلحة الأردنية ويعتبر أحد المدارس المتميزة للقوات المسلحة.
نظرة عامة
المشاركة في دورات مركز التدريب على عمليات السلام مفتوحة لجميع البلدان: القوات المسلحة، والمنظمات غير الحكومية والإدارات الحكومية. يقوم المركز بتدريب الضباط وضباط الصف، اعتباراً من عام 1992، دعم المركز أكثر من 63300 فرداً من أفراد القوات المسلحة الأردنية وما يقرب من 8000 فرداً من 25 دولة.
تغطي الدورات مجموعة واسعة من المواضيع مثل حماية الطفل؛ والمساواة بين الرجل والمرأة في عمليات السلام؛ ونزع السلاح؛ والتسريح وإعادة الإدماج؛ ومراقبو الأمم المتحدة العسكريين؛ والتنسيق المدني – العسكري في الأمم المتحدة؛ وقانون النزاعات المسلحة. تقدم جميع الدورات باللغة الانجليزية فيما عدا قانون النزاعات المسلحة. فهذه الدورة تكون دائماً باللغة الأصلية للمنطقة المعنية لضمان تطابق اللغة المستخدمة في القانون المحلي والديانة.
