دولة الإمارات العربية المتحدة تتصدر تكتيكات الدفاع الوطني على الإنترنت
عطّل قراصنة الإنترنت البنوك بإغراق المواقع بحركة مرور مزيفة، مما حال دون وصول العملاء إلى حسابات أموالهم. كما سرقوا تيرابايتس من المعلومات من أنظمة الكمبيوتر الحكومية، مما عرّض الأمن الوطني للخطر. وتعطلت البورصات على أيدي جهات مارقة تسعى إلى زعزعة استقرار الأسواق المالية.
هذه أحدث الأمثلة على الجرائم السيبرانية التي تهدد الاستقرار وتقوّض سيادة القانون. لقد باتت المعركة في حرب هذا “العالم الخامس” – الفضاء السيبراني- لا تقل أهمية عن المعارك في البر، والبحر، والجو والفضاء. لقد غيّر التقدم التكنولوجي طبيعة الحرب، وبدأت القوات العسكرية والحكومات تتطور لمواجهة هذا التحدي.
وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة الأمن السيبراني ضمن أولوياتها، مما جعل البلاد أفضل تجهيزاً من معظم الدول في التعامل مع تهديدات الإنترنت. وهذا أمر بالغ الأهمية لأن الإمارات واحدة من أكثر الدول المستهدفة في العالم من قبل قراصنة الإنترنت (المجرمون الذين يخترقون الأنظمة الأمنية على الإنترنت لسرقة المعلومات أو نسخها)، والمخادعين (الأشخاص الذين يحاولون على الإنترنت انتحال صفة ممثلين عن البنوك أو منظمات أخرى للحصول على معلومات شخصية)، وفقاً لمسؤولين أمنيين بدولة الإمارات العربية المتحدة.
أدت مثل هذه التهديدات إلى ابتكار أحدث سلاح لدى الإمارات: الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني وهي الأولى من نوعها في المنطقة وتتولى تنظيم دفاعات البلاد على الإنترنت.
قال سعادة جاسم بوعتابه الزعابي، المدير العام للهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني، “إن الأمن السيبراني يعتبر أحد أهم التحديات التي يواجهها الأمن الوطني والاقتصادي في العديد من دول العالم في القرن الحادي والعشرين. وقد تأسست الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني استجابة لهذا الواقع المعاصر حيث شرعنا فور تأسيس الهيئة في إجراء مراجعات شاملة لجميع الجهود الاتحادية لتأمين وحماية البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات”.
أنشئت الهيئة عام 2012 بمرسوم من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها البنية التحتية العسكرية والحيوية في المنطقة على شبكة الإنترنت. وتُعد منشآت النفط والغاز، ومرافق الطاقة النووية وشركات الكهرباء كلها أهدافاً محتملة. كذلك يسعى المهاجمون إلى الحصول على السجلات الطبية في المستشفيات وملفات الحكومة الخاصة بالأفراد والمواطنين، فضلاً عن حقوق الملكية الفكرية ونقاط الضعف في الأمن الوطني. بل إن منشآت بريئة مثل محطات تحلية المياه هي أهداف ثابتة للهجمات الخبيثة التي ترمي إلى تعطيل الخدمات أو شلّها. والتخريب السيبراني لديه القدرة على إلحاق قدر كبير من الضرر مما يجعل حماية العالم السيبراني على نفس القدر من أهمية أمن الحدود التقليدي.
