خلال العام الماضي تصدت قوات الأمن القرغيزية للتطرف وجهاً لوجه. فقد كشفت النقاب عن تنظيمات سرية متطرفة، واعتقلت إرهابيين مشبوهين وعطّلت طرق نقل المجندين الإرهابيين المسافرين للانضمام إلى الحروب في الشرق الأوسط.
قال نائب رئيس الوزراء عبد الرحمن ماماتالييف في شباط/ فبراير 2015 خلال اجتماع لمجلس تنسيق وكالات إنفاذ القانون في مقاطعة أوش، “في عام 2014، ظهرت نشاطات ثلاث جماعات سرية تابعة [لمنظمة إرهابية] إلى النور في جنوبي قرغيزستان، وفتحت السلطات 12 قضية جنائية واعتقلت 15 من المشتبه فيهم”.
تقول الشرطة إن الجزء الأكبر من المقاتلين القرغيزيين في أفغانستان، والعراق وسوريا يأتي من مدينة أوش ومقاطعة أوش.
قال ماماتالييف “إنه برغم تقدمنا في حل مثل هذه الجرائم، فإن عملنا يجب أن يستمر لمنع الجرائم التي يمكن… أن تزعزع استقرار بلادنا. في عام 2014، احتجزنا 40 مواطناً ينتمون لجماعات إرهابية”. وأضاف، “أن معظمهم كان قد تلقى بالفعل تدريباً قتالياً في سوريا”.
تضيق جمهورية قرغيزستان الخناق على المتطرفين الذين يلقنون أفكارهم للشباب. على سبيل المثال، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، عاد مقاتل يدعي ديليوربيك ماحكموف من مقاطعة أوش، إلى بلاده قادماً من سوريا وحاول تجنيد الشباب غير المتعلم، من بينهم ابن أخيه، للقتال في سوريا. أقنع شابين آخرين بالانضمام إليهم، ولكن والداهما منعوهما. اعتقلت الشرطة محكموف في أيلول/ سبتمبر 2014. ووجهت إليه تهمة ممارسة أنشطة مرتزقة والتحريض على الكراهية بين الأديان. كما حققت الشرطة مع شركائه لروابطهم بمنظمات إرهابية أجنبية دولية وبذل محاولات أخرى لتجنيد شباب قرغيزي للقتال في مناطق الحرب.
يستفيد وكلاء التجنيد من الجهل بالإسلام. قال جاكيب زولبوييف، رئيس الدائرة العاشرة لشرطة مقاطعة أوش، “إن من السهل [على المتطرفين] أن يغسلوا أدمغتهم بأفكار مشوهة عن القرآن”. والحكومة القرغيزية والمواطنون يعملون سوياً من أجل إحباط أنشطة المتطرفين. وأضاف أن المساجد، والمجمعات السكنية، والمجالس النسائية ومجموعات الشباب المحلية أصبحت جميعاً مواقع للتوعية.
وقال ميرلان توكتوموشيف، إمام مسجد شيعة-دوبو، “إنه بفضل الاجتماعات المتواصلة، بدأ المشاركون في التجمعات يدركون أن الشرطة ورجال الدين يريدون حمايتهم من الأفعال الطائشة، والجرائم والجماعات المتطرفة”. وأضاف “أن الجمهور على استعداد الآن لإبلاغ الشرطة عن الغرباء الذين يجندون الشباب”.
قال زولبوييف إن المدرسين والتلاميذ يناقشون التعاليم الدينية في المدارس الثانوية ويساعدون في دحر عمليات التجنيد التي يقوم بها المتطرفون والإرهابيون.
قال زولبوييف، “إن مثل هذه النشاطات [الإعلامية] تجري بين طلاب المدارس الثانوية في مدينة أوش ومناطق أرافان، وكارا-سو وأوزجين، التي ينشط فيها الجهاديون بدرجة أكبر. فالأطفال يعرضون مقالاتهم، وأشعارهم ورسوماتهم. وتحفز [هذه النشاطات] الأطفال على تشكيل آراء مناهضة للتطرف وتثير الروح الوطنية في نفوسهم”.