يُعتبر الإتجار في البشر وتهريب البشر تجارة مربحة بالنسبة للإرهابيين وجماعات الجريمة المنظمة التي تزدهر في غياب الاستقرار والحكم الرشيد. وتحاول موجات من المهاجرين غير الشرعيين من القرن الأفريقي الاستفادة من عدم الاستقرار في اليمن لتهريب أنفسهم إلى داخل المملكة العربية السعودية.
في أواخر عام 2014، كان آلاف الأفارقة، معظمهم من إثيوبيا، يستخدمون خليج عدن واليمن كنقاط عبور للوصول إلى ما يأملون أن تكون وظائف في المملكة السعودية. وتجلب هذه الهجرة غير الشرعية معها فرصة أكبر للاتجار في الأسلحة والمخدرات والسلع المهربة الأخرى – وكلها تدر أموالاً للجماعات الشائنة.
ووفقاً لتقرير بعنوان “رابطة التطرف والتهريب” الصادر عن جامعة العمليات الخاصة المشتركة، فإن “الاتجار في [البشر، والأسلحة، والمخدرات والسلع المهربة] مسؤول عن جني التنظيمات الإجرامية حول العالم أرباحاً بمليارات الدولارت، وأصبحت ترتبط تدريجياً بنشاطات تنظيمات التطرف العنيف مثل القاعدة والجماعات التي تسير على أفكارها. كما يقوض الاتجار غير المشروع المؤسسات الديمقراطية والنمو الاقتصادي، مما يؤثر تأثيراً مباشراً على التجارة، والنقل ونظم المعاملات”.
وقد دأب المسؤولون لسنوات طويلة على محاولة معالجة هذه المشكلة. فعلى سبيل المثال، استدعى اليمن مؤتمراً إقليمياً حول اللجوء والهجرة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 أدى إلى ترحيل 200000 أفريقي إلى أديس أبابا بإثيوبيا، ومقديشيو بالصومال. حضر المؤتمر، الذي أسفر عن التزام بمكافحة التهريب عُرف بإعلان صنعاء، الشركاء الإقليميون البحرين، والكويت، وسلطنة عُمان، قطر، والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
غير أن النزاع الأخير في اليمن فتح الباب أمام استئناف تهريب البشر. ويبذل بعض المهاجرين محاولة ثانية لعبور اليمن. قال كريستوفر هوروود، منسق الأمانة الإقليمية للهجرة المختلطة التي تتخذ من نيروبي مقراً لها، لوكالة أيرين للأنباء في أواخر 2014، “إن الكثير من المهاجرين في الموجة الجديدة هم أنفسهم الذين أعادتهم المملكة العربية السعودية عند بداية العام”.
ويقول الخبراء إنه رغم صعوبة وقف الاتجار في ضوء التفاوت الاقتصادي بين المملكة العربية السعودية والقرن الأفريقي، فإن التعاون الإقليمي، والحكم الرشيد وتعزيز أمن الحدود يمكن أن يساعد في التخفيف من المشكلة.
المصادر: المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ووكالة أنباء أيرين (www.irinnews.org)، وجامعة العمليات الخاصة المشتركة