أسرة يونيباث
يحتفل العراقيون كل عام بالذكرى السنوية لصولة الفرسان -25 آذار/ مارس 2008- تقديراً لقوات الأمن الوطني وتنفيذها للقانون والنظام.
فبعد الإطاحة بصدّام حسين عام 2003، واختفاء نظامه، عانى العراقيون من التنظيمات الإجرامية التي دأبت على تهريب النفط والمخدرات، وارتكاب عمليات خطف مقابل فدية. وعانت محافظة البصرة بجنوب العراق أكثر من غيرها على أيدي هؤلاء الخارجين عن القانون، الذين قاموا بترويع السكان المحليين تحت ستار صورة مشوهة للدين. استهدفوا النساء المتعلمات، وأصحاب الأعمال الأثرياء والأقليات الدينية. وأثّرت جرائمهم على الاقتصاد الكلي للبصرة، المدينة الساحلية بجنوب العراق الشهيرة كمركز للزراعة والصناعة البترولية. فقد أدى اختطاف ممثلي قطاع الأعمال الأجانب إلى خروج الشركات المتعددة الجنسيات والمستثمرين من البلاد. وارتكب الكثير من الجرائم محتالون يرتدون أزياء عسكرية حكومية باستخدام سيارات الحكومة.
لم يسع قوات الأمن العراقية أن تسمح بهذه الفوضى، فأطلقت عملية عسكرية واسعة النطاق لتخليص المنطقة من الميليشيات والعناصر الإجرامية. أُطلق على العملية صولة الفرسان وأصبحت حدثاً تاريخياً يتذكره الناس بولع شديد. قال مواطن محلي، “قبل صولة الفرسان، كنا نخشى إقامة الأعراس لأن الميليشيات منعت الغناء والرقص. ولكن بعد العملية، استأنفنا احتفالاتنا التقليدية القديمة”.
وفي فجر يوم 25 آذار/ مارس 2008، بدأت القوات العراقية الهجوم. كانت معركة شرسة لأن الإرهابيين استعانوا بخلايا نائمة لنشر القتال في جميع أنحاء البلاد من أجل ترهيب قوات الأمن وإفشال عمليتها. غير أن تصميم الجيش العراقي وفرق مكافحة الإرهاب – بدعم من المواطنين العراقيين، أدى إلى هزيمة الإرهابيين.
وبعد صولة الفرسان، عادت الحياة في البصرة إلى طبيعتها، وعاد الناس ينعمون مرة أخرى بأمسيات التجمعات العائلية، وزيارات المتنزهات العامة والتسوق حتى ساعة متأخرة من الليل دون خوف من الاختطاف. وساعد الاستقرار الذى جلبته العملية في توحيد السكان وتخفيف حدة التوتر الطائفي والصراع القبلي.
وبدون القرار الشجاع بإطلاق صولة الفرسان، لربما فقد العراقيون ثقتهم في قوات الأمن، ولاستمرت الميليشيات الطائفية والخارجون عن القانون في تقويض القانون وتخريب اقتصاد هذا الجزء الحيوي من العراق.
المصدر: جريدة الرياض