كانت مكافحة العبوات الناسفة محلية الصنع واحدة من المواضيع الرئيسية التي انصب عليها الاهتمام في الندوة التي عُقدت في أيار/ مايو 2014 وجمعت قادة عسكريين من الشرق الأوسط، وآسيا الوسطى والولايات المتحدة.
فقد استضافت القيادة المركزية الأمريكية ندوة التخلص من الذخائر المتفجرة ومكافحة العبوات الناسفة المرتجلة في واشنطن العاصمة، بهدف تبادل المعلومات حول الكيفية التي تتغلب بها الدول على تهديدات العبوات الناسفة التي تقتل وتهدد المدنيين، وتقوّض الحكومات وتعرقل التجارة.
حضر ضباط وضباط صف من سبع دول شريكة الندوة التي استمرت خمسة أيام. وتعلم المتخصصون في التخلص من الذخائر المتفجرة كيفية خفض المخزون، والعمل الإنساني الخاص بالألغام، وأدوات وأساليب مكافحة العبوات الناسفة، والطب الشرعي، والمتفجرات المحلية الصنع والتهديدات العابرة للحدود الوطنية.
قال المقدم كوشكيف إسلانبيك، رئيس الخدمات الهندسية ، بوزارة الدفاع في قرغيزستان، “إن هذه هي المرة الثانية التي تتاح لي فيها مثل هذه الفرصة العظيمة للاشتراك في ندوة لمكافحة العبوات الناسفة. فالمشاركة في مثل هذه الأحداث تمثل فرصة لتبادل وجهات النظر حول التحديات الراهنة، والنجاحات، ومجالات التعاون المحتملة في مجال مكافحة العبوات الناسفة”.
وأضاف إسلامبيك، “بعد المشاركة في الندوة الأولى، التي عُقدت في ولاية فلوريدا عام 2011، قررنا تعزيز برنامج التدريب القتالي للوحدات الهندسية بوزارة الدفاع في جمهورية قرغيزستان لتشمل تدريباً على مكافحة العبوات الناسفة، وتم تنفيذ البرنامج حالياً بنجاح وخدم الغرض منه”.
حضر الندوة أيضاً مسؤولون من سلطنة عُمان. ورغم أنهم تزودوا بأقل قدر من الخبرة من بين المشاركين في التعامل مع العبوات الناسفة، أعربت سلطنة عُمان عن رغبتها الشديدة في التواصل مع الدول الأخرى في الندوة.
قال الملازم عبد الواحد البلوشي، وهو ضابط أركان بالجيش العُماني، “إنني أعمل في هذا المجال لنحو 20 سنة، ولم أصادف مطلقاً مثل هذه العبوات، ولكننا جاهزون للعمل إذا كان هناك أي تهديد – نحن على أهبة الاستعداد!”.
اتفق الشركاء على أن العبوات الناسفة كانت وستظل السلاح المفضل للإرهابيين. ورغم أن هذه العبوات أسلحة تكتيكية، يمكن أن يكون لها أثر استراتيجي من خلال التأثير على الرأي العام وخلق جو من الخوف والقلق . وهناك خطط تتبلور بالفعل لإقامة الندوة المقبلة للتخلص من الذخائر المتفجرة ومكافحة العبوات الناسفة المرتجلة عام 2015.
قال العقيد جودي نلسون، رئيس قسم الأسلحة الكيماوية، والبيولوجية، والإشعاعية والنووية، والمتفجرات في الجيش الأمريكي، “إن هدفنا خلال هذا المؤتمر هو بحث السبل التي نستطيع من خلالها توسيع نطاق برنامجنا وتوفير الدعم، على شكل تدريب، وتبادل للمعلومات، وتمرينات، ونأمل أن تكون هناك أيضاً تمرينات متعددة الأطراف”.
كما حضر الندوة جنود من الحرس الوطني للجيش بولاية ميسييسبى الأمريكية، الذين يتشاركون مع أوزبكستان من خلال برنامج الشراكة الخاصة بالولاية. وهدف البرنامج هو بناء شراكات دفاعية لتطوير القدرات العسكرية المتحالفة والصديقة للدفاع عن النفس والعمليات المتعددة الجنسيات.
قال المقدم بنجامين ليباري رئيس وحدة التخلص من الذخائر المتفجرة بالجيش الأمريكي، “إن العبوات الناسفة ستواصل الانتشار كسلاح مفضل للمجاميع المسلحة، مثل التنظيمات الإرهابية. ومؤتمرات مثل ندوة التخلص من الذخائر المتفجرة التي أقامها الجيش الأمريكي تسمح لنا بتطوير نهج إقليمي لمهاجمة التهديد. فليس بمقدور دولة واحدة أن توقف انتشارها؛ وإنما يحتاج الأمر إلى جهد جماعي مسؤول في مختلف أنحاء المنطقة”.