المناورة العسكرية الثنائية تجمع القوات لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة
أسرة يونيباث
حلقت طائرتا فايتنج فالكون طراز إف 16- تابعتان للقوات الجوية المصرية فوق قرية حدودية في مهمة استطلاعية. اكتشفت الاستخبارات وجود مستودع كبير من الأسلحة والذخائر بالإضافة إلى أدلة أخرى تشير إلى أن القرية تشكل قاعدة للإرهابيين. أسفر ذلك عن رد فعل هائل من جانب القوات المصرية والأمريكية.
احتشدت السفن البحرية بالقرب من الساحل وتحركت الدبابات إلى مواقعها، وحلقت طائرات الهليكوبتر المحملة بالصواريخ المضادة للدبابات في السماء وقفز المظليون من الطائرات. ولم يمض وقت طويل حتى تم القضاء على التهديد الإرهابي، مخلفًا وراءه أهدافًا محترقة وسحبًا من الغبار.
شكّل هذا العرض المثير للإعجاب للقوة العسكرية خلال مناورة بالذخيرة الحية تتويجًا لمناورة النجم الساطع العسكرية لعام 2017. وركّزت التدريبات الميدانية وتدريبات مراكز القيادة للقيادة المركزية الأمريكية على تحسين الأمن والاستقرار الإقليميين. وقد أقيمت التدريبات خلال الفترة ما بين 10-20 أيلول/سبتمبر 2017، في قاعدة محمد نجيب العسكرية، التي تعد القاعدة الأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
حضر الفريق محمود إبراهيم محمود حجازي، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية السابق، استعراض الذخيرة الحية المشتركة، وأشاد باحترافية وبسالة القوات المشتركة.

وصرّح حجازي في هذا الصدد قائلاً “لدينا الإرادة والتصميم والقدرة على استئصال جذور الإرهاب الذي يهدد المنطقة وشعوب العالم”. وأضاف قائلاً “هذه العملية المشتركة التي تقوم بها قواتنا المسلحة تبعث برسالة لطمأنة الشعب المصري إلى أن قواته المسلحة قادرة على حماية الوطن والحفاظ على سلامة أراضيه”.
أقيمت أولى مناورات النجم الساطع في عام 1981، وهي تستند على العلاقة الأمنية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر. عقدت النسخة السابقة للمناورات في 2009 بمشاركة أكثر من 15 دولة و 15,000 جندي.
قال اللواء ناصر محمد عاصي، قائد هيئة تدريب القوات المسلحة المصرية، “نحن سعداء باستئناف هذه التدريبات بين الجيش الأمريكي أقوى جيش في العالم، والجيش المصري أقدم جيش منظم في التاريخ، وصاحب الخبرة القتالية الواسعة. أن هذه المناورة ستتيح لنا فرصة تبادل الخبرات في التعامل مع الأوضاع العسكرية المختلفة وتطوير الأساليب القتالية لمكافحة الإرهاب”.
شهد مناورة النجم الساطع لعام 2017 ممثلون عن دول البحرين وبوروندى وقبرص وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإريتريا وأثيوبيا وفرنسا واليونان وإيطاليا والأردن وكينيا والكويت وعمان وباكستان ورواندا والمملكة العربية السعودية والسودان وتنزانيا وأوغندا والامارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة.
وأضاف اللواء خالد خيري، مدير تدريبات النجم الساطع لعام 2017 عن القوات المسلحة المصرية “تجسّد هذه التدريبات علاقات التعاون والصداقة التي تربط بين بلادنا وقواتنا المسلحة، وتؤكد على المصلحة المشتركة في إطار مكافحة الإرهاب والحفاظ على السلام والأمن الدوليين”.

وقال اللواء خيري “إن هذه البيئة تمكننا من كسر حواجز التدريب والاتصالات والقدرات والعمل معًا في بيئة ملائمة”. وأضاف “تساعدنا هذه المناورات في تبادل الخبرات وزيادة التفاهم والقدرة على التعاون المشترك حتى نتمكن من العمل معًا في مكافحة الإرهاب والحفاظ على السلام والأمن الدوليين وإعطاء مثال دولي يحتذى به”.
إن تاريخ مصر الحافل بالقوة والمثابرة في مواجهة التهديدات يوفر فرصة كبيرة للبلدان التي تعمل معنا. وذكر اللواء الأمريكي جون موت مدير المناورات والتدريب بالقيادة المركزية الأمريكية أنه يتطلع إلى العمل مع مصر في المستقبل ودراسة ما تعلمته الدولتان من التدريبات المشتركة.
وأشار اللواء موت “تمثل مناورة النجم الساطع تعاونا رائداً بين الولايات المتحدة ومصر للتعامل مع المصالح المشتركة التي نتقاسمها في مواجهة التحديات الإقليمية”. وأضاف “إن تدريبات مثل النجم الساطع التي تجمع قواتنا تساعدنا على بناء الثقة وتعزيز الشراكات وتقوية القدرات”.
بدأت فعاليات النجم الساطع بتدريبات مراكز القيادات التي استمرت خمسة أيام، والتي عقدت في قاعات. وشكلت القوات المصرية والأمريكية كتيبة مشتركة من الأفراد وتعاملت مع سيناريوهات تخيلية للأزمات. وأوضح اللواء خيري أن هذا الجزء من مناورة النجم الساطع كان مهماً للغاية: “تعتبر المناورات مثل تدريبات مراكز القيادة واحدة من أفضل الطرق لتدريب القادة على اتخاذ القرارات وإجراءات قيادة الجنود والتصرف خلال حالات الطوارئ. كما يساعد هذا التدريب في تبادل الخبرات وزيادة التفاهم والقدرة على التعاون المشترك”.
وشارك قادة عسكريون من 14 دولة مراقبة، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، في حلقة نقاش لكبار القادة استمرت يومًا واحدًا خلال مناورة النجم الساطع حيث شاركوا المعلومات من منظور أكثر استراتيجية.
