أسرة يونيباث
تشكل الألغام الأرضية و الذخائر غير المنفجرة خطرًا شديدًا بوجه خاص على الأطفال، الذين ينجذبون في بعض الأحيان إلى تصاميمها الملونة والغريبة.
كما أن وجود الألغام الأرضية المهجورة والذخائر غير المتفجرة يشكل انتهاكًا لكافة مواد اتفاقية حقوق الطفل، وهي معاهدة متعددة الأطراف لحقوق الإنسان تعزز حقوق الأطفال في جميع أنحاء العالم. فللطفل حق في الحياة والعيش في بيئة آمنة يلعب فيها، والتمتع بالصحة، والحصول على مياه نقية، وعلى أوضاع صحية وتعليم مناسب.
ففي تموز/يوليو 2006، تم قصف ما يقرب من 1300 موقع في جنوب لبنان بما يزيد عن 4 ملايين قذيفة عنقودية أدت إلى تلوث مساحة 55 كيلومترًا مربعًا تقريبًا، مما أثر على ما يزيد عن مليون شخص، أي ثلث السكان تقريبًا. وتشكل الذخائر غير المنفجرة تهديدًا كبيرًا على الرعاية الاجتماعية للأطفال الذين يعيشون هناك.
بدعم من المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام (LMAC) وجامعة البلمند ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، يتلقى الأطفال الذين ينجون من انفجارات الألغام دعمًا نفسيًا وعمليات إعادة التأهيل.
وقد تستغرق عمليات إزالة الألغام الأرضية عقودًا، وحماية الأطفال من هذه الألغام يمثل التزامًا كبيرًا بالنسبة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). وتعمل المنظمة مع شركاء آخرين لزيادة توعية الأطفال والأسر بهذا التهديد وتمكينهم كذلك من العيش بأمان في ظل وجود هذه الألغام الأرضية وغيرها من مخلفات الحرب.
ففي الفترة بين نوفمبر 2015 و مارس 2016، شارك ما يزيد عن 240,000 فتاة وفتى في برامج التوعية بمخاطر الألغام المُقدمة من قبل جمعيات الكشافة والشباب والمنظمات غير الحكومية.
إضافة إلى ذلك، استخدم عاملونمُدربين ومتخصصين في إزالة الألغام، كان معظمهم من النساء، أجهزة كشف معدنية محمولة باليد لإزالة مئات الآلاف من الأجهزة غير المنفجرة في جنوب لبنان. وبالرغم من هذا التقدم، لا تزال الكثير من المناطق ملوثة بهذه الألغام. وتعرض فرق إزالة الألغام اللبنانية والدولية حياتها للخطر يوميًا.
ووفقًا للمركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، قُتل عدة آلاف من الأشخاص أو تعرضوا للإصابة منذ عام 1975 نتيجة لهذه الألغام المهجورة أو غيرها من العبوات الناسفة. وبلغ عدد الضحايا ذروته في عام 2006، عندما قتل أو أُصيب 209 شخص في الفترة بين شهري أغسطس وديسمبر. وبالاستعانة ببرنامج شامل، تم تقليل عدد الوفيات والإصابات إلى ستة فقط في عام 2011. ومع ذلك، لا تزال مُعاناة الأطفال مستمرة، فقد قُتل أو أصيب 40 طفلاً تقل أعمارهم عن 12 عامًا و 75 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 عامًا منذ عام 2006.