فرق القوات المسلحة المصرية تصقل مهاراتها المعلوماتية
في غرفة عمليات مغلقة وفي جو مشحون بالتوتر والعمل الدؤوب حيث يجلس 24 ضباطا من الجيش المصري مقسمين على شكل خمسة مجاميع تعمل كفريق واحد لأيجاد حل لأزمة أمنية وبشرية. كل مجموعة تخطط لكافة الأحتمالات المتوقعة ضمن المهمه المناطة بهم وطرق معالجتها. بعض الأحيان تسمع نقاش حاد على احدى الطاولات، بينما تكون الطاولة القريبة ترسم مخطط على السبورة والمجموعة الثالثة تعمل على كتابة اعلانات وتغطية أعلامية. ثمة أوراق مبعثرة على الطاولة لرسومات وملاحظات تم الأستغناء عنها. كل ما في المكان يوحي على أن المكان هو غرفة عمليات منهمكة بواجب مهم. بين الفريق اربع سيدات برتبة عسكرية وسيدة أخرى مدنية يعملن بجهد متواصل مع المجموعة. أحدى الطاولات كانت مكتظة بالضباط الشباب الذين يذهبون للاستشارة، وهي طاولة العميد عصام خليل رئيس الوفد ويشاركه المكان العقيد عصام عبد اللطيف، والعقيد محمد الشرقاوي والعقيد علي السيد. كان هذا ضمن تمرين مشترك لفريق العمليات النفسية والشؤون المدنية المصري والأمريكي، حيث كان المصريون يديرون التمرين.

رقيب. أول جريجوري ساندرز/يعمل بالجيش الأمريكي
نظرا لما يحدث بالمنطقة من أحداث امنية لها تبعات مؤلمة على المدنيين، كان التمرين عبارة عن سيناريو حدوث هجمه ارهابية على دولة مجاورة وهروب السكان من بطش الأرهابيين ليعبروا الحدود الدولية لجمهورية مصر العربية. يبدأ السيناريو من لحظة عبور اللاجئين، حيث تبدأ التحضيرات الأمنية واللوجستية لأستقبالهم، بينما تقوم قوات خاصة بسد الثغرات الحدودية للسيطرة على تدفق اللاجئين والتأكد من عدم تسلل الأرهابيين. ويقوم فريق الشؤون المدنية والعمليات النفسية بقيادة المهمه بكل تفاصيلها بدءاً من بناء معسكرات لأيواء اللاجئين آخذين بالنظر التقاليد والأعراف العربية وأنتهاءً بعودة اللاجئين لوطنهم. كانت مرحلة التخطيط جدا دقيقه وواقعية، حيث تم وضع المستوصف الصحي ومدرسة الأطفال والدورات التعليمية والترفيهيه لسكان المعسكر.
أشترك في التمرين ضباط ومراتب من قوات العمليات الخاصة المركزية بدور مستشارين ومراقبين، اما دور التخطيط والتفيذ فقد كان للجانب المصري. عمل الجنود الأمريكيين والمصريين كفريق واحد لأنجاز مهمه معقدة أذ كان السيناريو مشابها لحوادث حقيقية وقعت في منطقة الشرق الأوسط. كان دور الضباط الشباب في الجيش المصري في غاية المهنية سواء في القيافة العسكرية والتخطيط وتقديم الموقف اليومي. كان الأيجاز الأخير بمثابة حالة تحدث على ارض الواقع حيث يشرح الضباط المصريون الحالة وعملية التنفيذ. لقد كان الأعجاب والأنبهار واضحا على وجوه الحضور من الجانب الأمريكي وقد عبر الضباط والمراتب الأمريكيون عن ارتياحهم للأداء المتفوق لرجال العمليات النفسية والشؤون المدنية المصريين.
