المقال والصور للرائد إيبوني إن. كالهون/الشؤون العامة بالجيش الأمريكي
في نيسان/ إبريل 2015، اجتمع ممثلون عسكريون من البحرين، ومصر، ولبنان، وعُمان، وقطر، والإمارات العربية المتحدة واليمن في العاصمة واشنطن لحضور أول دورة استراتيجية يعقدها الجيش الأمريكي لكبار القادة في الجزيرة العربية وبلاد الشام. أقيمت هذه الفعالية بدعم من مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية.
جمعت الدورة التي استمرت خمسة أيام عدداً من الرواد الاستراتيجيين والخبراء الأكاديميين لتبادل وجهات النظر حول ما يجعل الشرق الأوسط منطقة على هذا القدر من التعقيد. وأشار العميد الركن اللبناني كلود الحايك إلى أن “عقد مؤتمرات كهذه له آثار إيجابية في تناول المفاهيم، التي أحياناً ما تدور حول مسائل متعارضة تحدث في أجزاء مختلفة من العالم. وفي الوقت نفسه، فإنه يبني، ويغذي ويحافظ على الشراكات بين الدول. كان المؤتمر فعلياً بمثابة مسرح حر لكل دولة ممثلة تمارس فيه حرية التعبير، وتتبادل الأفكار، ومنح فرصة للمندوبين لتوطيد أواصر الروابط الاجتماعية والسياسية بين بعضهم البعض. وتتيح مثل هذه المؤتمرات فرصة لبناء أفضل الشراكات”.
وخلال الدورة، شهد 30 من ممثلي الدول السبع والجيش الأمريكي عروضاً لخبراء من وزارة الخارجية الأمريكية، وجامعة جورج واشنطن، وجامعة الدفاع الوطني وهيئات أخرى. وشملت المواضيع الدعم العسكري أثناء الكوارث الإنسانية وأثر إنتاج النفط على الاستقرار في الشرق الأوسط. واتفق جميع المشاركين على أن هذه كانت نقاط نقاش مقنعة، ولكن عدداً من الحضور ذكروا أن أبرز العروض تناولت قضية الإرهاب.
قال الدكتور مرهف جويجاتي الأستاذ بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية، السوري الأصل “إن هناك العديد من الصراعات في الشرق الأوسط. فالأمر لا يتعلق فقط بداعش. ولا يتعلق فقط بالتنظيمات التابعة للقاعدة. فتلك البصلة تحتوي على الكثير جداً جداً من الطبقات. وقد لمسنا بعضها هذا الأسبوع”.
وخلال محاضرته حول طبيعة الإرهاب، أكد الدكتور ديفيد أوكو، أستاذ الدراسات الاستراتيجية بجامعة الدفاع الوطني، أن التحديات التي يشكلها التطرف للبيئة السياسية والعسكرية فريدة في نوعها ومعقدة على نحو متزايد.
قال الدكتور أوكو، “إن الجماعات المتمردة سوف تستخدم الإرهاب باعتباره واحداً من العديد من الإجراءات المختلفة ذات المكونات الاستراتيجية. فلديها المكانة السياسية. قد تستخدم التخريب. وقد تستخدم توفير الخدمات الحكومية. وربما يكون لديها قسم تعليمي يتولى أساساً تربية الجيل التالي. والسبب في أنها تستطيع عمل كل هذا أن لديها أتباعاً سياسيين مؤكدين”.
وطوال حلقات النقاش، ردد أعضاء من عدة وفود ملاحظات الدكتور أوكو، مشيرين إلى أن الإرهاب ليس له دافع واحد، لذلك لا يمكن النظر إلى المشكلة بالتركيز على عنصر واحد.
شعر المشاركون ومنظمو الفعالية أن الأساس لمواجهة الإرهاب يتطلب تبادلاً متواصلاً للأفكار على غرار الحوار الذي دار في دورة الاستراتيجية لكبار القادة.
قال اللواء دانا بيتارد، نائب القائد العام للعمليات، بالجيش الأمريكي، في ملاحظاته الختامية، “كانت هناك بعض المشكلات الصعبة التي تمت مناقشتها. قضايا صعبة. ولا توجد حلول سهلة. سوف نواصل الحوار. ونحن نستخدم هذا المؤتمر كمنبر آخر لبناء العلاقات، لأن عملية بناء العلاقات هذه سوف تساعدنا في نهاية المطاف في فهم أفضل لمعالجة بعض هذه المشاكل في المستقبل”.