الإسهامات الحيوية لدولة الإمارات العربية المتحدة في حفظ السلام في أفغانستان
المقالة والصور من القوات المسلحة الإماراتية
إن إيمان القوات المسلحة الإماراتية بدورها الإنساني ألهمها بأن تكون جزءاً من قوة المساعدة الأمنية الدولية في جمهورية أفغانستان الإسلامية. والغرض من وجودها في أفغانستان ثلاثي الأبعاد: تقديم المساعدة الإنسانية، وتوفير الأمن والاستقرار، والمعاونة في إعادة البناء والتنمية في البلاد. وتضمنت الواجبات التزامًا قويًا بإحياء الأمل في قلوب الأفغان، الأخوة في الإسلام. كانت مهمة رياح الخير تعبيرًا عن رغبة دولة الإمارات في دعم الشعب الأفغاني في إعادة بناء حياته عن طريق إعادة تشييد البنية التحتية، ومساعدته في التغلب على ظروف المعيشة الصعبة، وتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
بشكل كلي، تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أكبر المساهمين في تقديم المساعدات الإنسانية عن طريق قواتها المسلحة وجمعية الهلال الأحمر الإماراتية. بدأت قوة العمل الإماراتية عملياتها في أفغانستان عام 2003، عندما بدأت القوات في تقديم المساعدة هناك لأول مرة. وقد دأبت قوة المساعدة الأمنية الدولية بالتضامن مع الهلال الأحمر ومنظمات إنسانية أخرى على مساعدة أفغانستان في العمل نحو إعادة التنمية، وإعادة البناء، والتأكد من تنسيق وتكامل العمل الأمني والإنساني.
![A member of the UAE Armed Forces provides medical care to an Afghan boy. [United Arab Emirates Armed Forces]](https://unipath-magazine.com/wp-content/uploads/2015/02/KMA_5454.jpg)
وفي ظل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، سعت الإمارات جاهدة إلى تحقيق الاستقرار والتجديد في أفغانستان. وشملت هذه التوجيهات على مبادرات خيرية لدعم شعب أفغانستان، كجزء من جهود الشيخ خليفة لتعزيز العمل الإنساني في الدول الحليفة والصديقة حول العالم. ويأتي ذلك تأكيدا لمنهج وثوابت السياسة الخارجية لدولة الإمارات التي أرساها المغفور له الشيخ زايد مؤسس الدولة، والتي ترتكز على بناء علاقات طيبة مع الدول الشقيقة والصديقة ونتيجة لذلك، تم توزيع المساعدات الإنسانية لمشاريع في جميع أنحاء أفغانستان.
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، على التحديات الكبيرة التي لا تزال تواجها أفغانستان. وتتضمن هذه التحديات مجالات السلام والأمن، وإرساء دعائم التعافي الاقتصادي، والتصدي للإرهاب ومواجهة عدم الاستقرار الإقليمي.
وفي هذا السياق، تسهم دولة الإمارات العربية المتحدة بسخاء في الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في أفغانستان ودعم مساعيها لاستعادة الأمن. ويزيد إجمالي مساهماتها المالية عن 1.5 مليار دولار أمريكي منذ مؤتمر طوكيو عام 2009.
وعلى الصعيد الدولي، تعاملت القوات المسلحة الإماراتية مع أزمات طبيعية ومن صنع الإنسان، وشاركت في مهام إنسانية ومهام لحفظ السلام منذ عام 1976. وهذا يتماشى مع إيمان الشيخ زايد الثابت بالتضامن العربي والدعوة إلى التعاون بين الدول، على أساس مبدأ الصداقة، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
ولتسليط الضوء على مهمة رياح الخير في أفغانستان، أصدرت القوات المسلحة الإماراتية كتاب الأيادي الممدودة، الذي يوضح تاريخ المشاركة الفعالة للقوات المسلحة الإماراتية في العمليات الدولية.
وأشار الرئيس الأفغاني آنذاك حامد كرزاي أثناء زيارته لدولة الإمارات عام 2011، إلى الدور الحاسم الذي لعبته قوة العمل الإماراتية في إعادة الإعمار، وتقديم المساعدات الإنسانية، إضافة إلى مهمتها الأساسية المتمثلة في الحفاظ على الأمن والاستقرار. كما عبّر عن عميق شكره وامتنانه للمساعدات الإنسانية والمنح السخية التي قدمتهاالإمارات في مؤتمر باريس، مؤكداً أنها دفعت بالروابط القوية بين البلدين إلى الأمام. وقال، “إن تقوية علاقات الصداقة بين أفغانستان ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة هو هدفنا ورغبتنا”.
مع الرؤى الطبيعية للاحتياجات الثقافية الأوسع للشعب الأفغاني وبهدف تلبية احتياجات إخوانهم المسلمين، قوبل أفراد قوة العمل الإماراتية في أفغانستان بالترحيب كجنود مسلمين متحالفين يفهمون، ويثمنون ما لاقوه من كرم ضيافة أفغاني.
وللمساعدة في النمو الاقتصادي لدولة عانت من تركة حروب أهلية، وعنف وعدم استقرار، التزم الجنود الإماراتيون بتحقيق الاستقرار في أفغانستان وتقديم المساعدة إلى الحكومة الأفغانية في كافة المجالات، بما في ذلك المجالات العسكرية والتنمية الاقتصادية. إن المشاريع الإنسانية في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم وتوفير البنى الأساسية للمجتمعات المحلية لا يمكن لها أن تنجح في بيئة تشهد حالة مستمرة من عدم الاستقرار، حيث تواصل الجماعات المتمردة تهديد أمن واستقرار السكان.
![Members of the UAE Armed Forces meet with Afghan community members to help bring security and aid to the country. [United Arab Emirates Armed Forces]](https://unipath-magazine.com/wp-content/uploads/2015/02/SBH_8038.jpg)
أتاحت المهارات اللغوية والوعي الثقافي لأفراد قوة العمل الإماراتية ميزة كبيرة في طرح مبادرات فعّالة لتنمية المجتمعات المحلية في دولة مسلمة مثل أفغانستان. فقد لبى قيام أفراد قوة العمل الإماراتية ببناء المساجد وتقديم هدايا الأعياد التقليدية، حاجة ثقافية محددة في المجتمعات المحلية ويُعتبر عنصراً ضرورياً للتنمية المجتمعية الناجحة في الكثير من أجزاء أفغانستان.
وطوال وجودها الطويل في أفغانستان، قامت قوة العمل الإماراتية ببناء الكثير من المساجد من مختلف الأحجام في مناطق مختلفة، أهمها مسجد الشيخ زايد ومسجد أحمد خليفة السويدي. كما شيدت القوة مساجد صغيرة أخرى في القرى والمناطق النائية. علاوة على ذلك، ساعدت قوة العمل الإماراتية في بناء مدارس لتعليم البنين والبنات، إضافة إلى توفير اللوازم المدرسية، والكتب والمستلزمات الأخرى. كما ساعدت القوة في إقامة مؤسسات للتعليم المهني وجامعات، مثل جامعة الشيخ زايد.
لقد أثبت النهج الذي سارت عليه قوة العمل الإماراتية حتى الآن نجاح السياسة الخارجية الإماراتية التي تقودها مبادئ إنسانية. وهناك سبب يدعو للتفاؤل، لأن أفغانستان تخوض الآن غمار عملية صعبة، ألا وهي عملية بناء الأمة والتي تخوضها بعزم وتصميم لتطهير البلاد من المقاتلين الأجانب ومهربي وتجار المخدرات.