تعزيز الأمن هو هدف مركز نداء الطوارئ 119 بأفغانستان
أسرة يونيباث
من خلال طلب رقم 119 من هواتفهم، أصبح المواطنون الأفغان لاعبين رئيسيين في أمنهم الخاص.
وسواء كانت المكالمات تطلب المساعدة في حالة طوارئ، أو تحديد إرهابيين أو الإبلاغ عن فساد في الحكومة، فإن مركز نداء الطوارئ 119 التابع للشرطة الوطنية الأفغانية مصمم لتعزيز الأمن ودعم سيادة القانون.
![Afghan Gen. Mohammad Humayoon Ainee [UNDP]](https://unipath-magazine.com/wp-content/uploads/2015/02/IMG_4251.jpg)
قال الجنرال الأفغاني محمد همايون عيني، رئيس المركز، “إن مركز نداء الطوارئ 119 هو المصدر الوحيد الذي يتيح ‘أصواتاً’ للمجتمع. فالمركز يتلقى كل يوم أكثر من 1000 مكالمة هاتفية من أفراد المجتمع الذين يبلغون عن حالات مختلفة، معظمها طوارئ، تقدم فيها الشرطة على أساسها خدمات فورية للمجتمع بصورة يومية لمدة 24 ساعة في اليوم”.
أنشأت وزارة الدولة للشؤون الداخلية بالبلاد أول مركز لنداء الطوارئ 119 في كابول عام 2008. ويوفر هذا النظام خطوطاً آمنة للمواطنين للإبلاغ ليس عن الإرهاب والجريمة فحسب، وإنما عن سوء الأداء الحكومية أيضاً.
مكافحة الفساد
وبصفته مركزاً وطنياً للإبلاغ عن الفساد والاستجابة، فإن مركز نداء الطوارئ 119 هو المستجيب الأول للشكاوى بشأن الفساد. ويقوم المركز بتجميع السجلات الرسمية لجميع الحالات ويرفع نتائج التحقيقات إلى وزير الداخلية.
حقق المركز في شكاوى عن سلوك الشرطة مما أسفر عن عمليات نقل، وإنهاء خدمة للمخالفين وإجراءات تأديبية أخرى. أقر الجنرال عيني بنزاهة جميع مراكز نداء الطوارئ، قائلاً إن كل شخص يتلقى نفس المعاملة حين يتعلق الأمر باتهامات الفساد. وإذا كانت الشكوى مشروعة لن يتم التساهل مع أي متهم سواء كان من أصحاب الرتب العالية أو الصغيرة.
حماية الأفغان
وبخلاف تدابير مكافحة الفساد، تتلقى مراكز نداء الطوارئ 119 وتنفذ طلبات الطوارئ للشرطة، والمطافئ والمساعدة الطبية. ويتناول حالات انتهاكات حقوق الإنسان والعنف ضد المرأة.
كما تلعب المراكز دوراً هاماً في الكشف عن المؤامرات الإرهابية ومنعها. فعلى سبيل المثال، تتلقى مراكز نداء الطوارئ بلاغات من أفراد المجتمع فيما يتعلق بالعبوات الناسفة المرتجلة، التي كثيراً ما يتم زرعها كقنابل على جوانب الطرق. وبحلول أوائل كانون الأول/ ديسمبر 2014، كان المواطنون قد أبلغوا عن 6041 من تلك العبوات الناسفة التي قامت قوات الأمن بنزع فتيلها، وجنّبت البلاد خسارة فادحة في الأرواح.
وقد أدت قدرة المراكز على جمع وربط المعلومات من المواطنين إلى اعتقال إرهابيين ومجرمين. ومن الحالات البارزة إلقاء القبض على 21 متطرفاً متهمين بتفجير قتل مدنيين كانوا في طريقهم لحضور حفل زفاف.
قال الجنرال عيني، “إنني فخور بكوني رئيس مركز نداء الطوارئ 119 وبتوفيره للخدمات الشرطية للمجتمع”.
إدارة مركز نداء الطوارئ
علاوة على مركز نداء الطوارئ 119 في كابول، تم إنشاء مراكز في مزار الشريف، وهيرات، وقندهار، وهيلماند و ننغراهار. وتود الحكومة الفيدرالية افتتاح مركزين إضافيين في إقليمي قندوز وباكتيا. وتُموّل المراكز من قبل القيادة الأمنية الانتقالية المشتركة في أفغانستان وصندوق الائتمان الخاص بالقانون والنظام للأفغان.
ومن خلال خبرته السابقة في مجال الاستخبارات، عمل الجنرال عيني كرئيس لمديرية الأمن الوطني في كابول وكُلّف بمهام في إقليمي فارياب وباروان. وعمل لثلاث سنوات ككبير مستشارين للمديرية العامة للأمن الوطني في كابول وكمستشار لوزارة الداخلية.
وكمدير لمديرية الشرطة المجتمعية ورئيس لمركز نداء الطوارئ 119، أقام الجنرال عيني علاقات مع شركاء أجانب عادت بالفائدة على البرامج التي كان يشرف عليها.
قال لمجلة يونيباث، “لقد تعلمت الكثير من الدروس الجيدة من المستشارين الأمريكيين، لا سيما في مجال التنظيم والإدارة، وأجهزة الاستخبارات، والعلاقات العامة والدبلوماسية”.
أما بالنسبة للمستقبل، قال الجنرال عيني إن من بين التحديات إيجاد عدد كاف من الموظفين لتشغيل المراكز التي تقدم الدعم على مدار الساعة.
وأضاف، “كلما يرد بلاغ من المجتمع، يجب الاستجابة له فوراً وتوفير المساعدة على النحو المطلوب من الشعب. وإلا فإنه سوف يضر بالثقة القائمة بين الشرطة والمجتمع”.
بناء الاستقرار عن طريق الألعاب الرياضة
استفادت أفغانستان من برنامج يوحّد الشرطة والشباب في الملاعب
أسرة يونيباث
تركت أكثر من 30 عاماً من الصراع شبه المستمر بصماتها على العلاقات بين الشرطة الأفغانية والمجتمعات المحلية التي تخدمها. ولكن خلال السنوات الثلاث الماضية، تفاعل آلاف الشباب الأفغان المنتشرين في أكثر من 15 إقليماً مع ضباط الشرطة بأقصى قدر من الحميمية كزملاء في فرق في المسابقات الرياضية.
ترعى منظمة الرياضة وتنمية الشباب غير الحكومية عشرات من الفرق التي تجمع مواطنين مع ضباط شرطة للتدريب والتنافس في البطولات الرياضية. وتشمل الرياضة الكرة الطائرة، وكرة القدم، وكرة السلة، وتنس الريشة، والتايكواندو، والكاراتيه. وقد ساعدت هذه الممارسة في التواصل الخلاق بين الشرطة والمجتمع في بناء الثقة بين المشاركين، ومن بينهم أكثر من 2000 ضابط شرطة.
قال ضياء دشتي رئيس منظمة الرياضة وتنمية الشباب لمجلة يونيباث، “إن من بين مؤشرات تلك الثقة القابلة للقياس زيادة الرغبة في الإبلاغ عن الجرائم والحوادث الأمنية، ولكننا لا نريد أن نشير ضمناً أن هذا هو الأثر الوحيد للبرنامج. فالفوائد المرتبطة بهذا البرنامج تشمل أيضاً توعية الناس بقيم الديمقراطية التشاركية، وبناء فريق العمل، والتعلم بأن يتحملوا مع الحكومة الأفغانية المسؤولية عن الأوضاع في مجتمعاتهم المحلية وعلى الصعيد الوطني”.
إن الشرطة المجتمعية مفهوم جديد نسبياً في أفغانستان. فلقد تم إنشاء الشرطة الوطنية الأفغانية عام 2002 مع التركيز على مكافحة الإرهاب على نطاق وطني أكثر من التركيز على مكافحة الجريمة على المستوي المحلي. وبحلول عام 2008، أكدت وزارة الداخلية في أفغانستان على ضرورة أن تلعب الشرطة المجتمعية دوراً أكبر ليس في كابول وحسب وإنما في كافة أنحاء الأقاليم.
![The Afghan Sport and Youth Development Organization sponsors a joint police/citizen volleyball game. Such tournaments are credited with increasing trust in the police and helping to foil dozens of potential terror attacks. [AFGHAN MINISTRY OF THE INTERIOR]](https://unipath-magazine.com/wp-content/uploads/2015/02/P1100521.jpg)