عمليات حفظ السلام محور سيناريوهات تدريب تشارك فيها ست دول
أسرة يونيباث
السيناريو: أمة هشة غارقة في صراع قبلي تطلب مساعدة من شركاء دوليين للمحافظة على اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار مع الميليشيات المتمردة. لذلك يتجمع ائتلاف من الجنود الأفغان، والطاجيك، والمنغوليين، والأمريكيين ليشكلوا كتيبة حفظ سلام تحت رعاية الأمم المتحدة.
الآن وفي عامها العاشر، تم تصميم تدريب التعاون الإقليمي 14 التابع للقيادة المركزية الأمريكية ليناسب القوات العسكرية لوسط وجنوب آسيا التي ترغب جميعها في شحذ مهاراتها في القيام بعمليات استقرار، وهو تغير كبير عن الأهداف السابقة للتعاون الإقليمي.
أجري التدريب ، الذي قادته طاجيكستان، في أيلول/ سبتمبر 2014 في معسكر إدواردز بالولايات المتحدة وجمع نحو 200 من المسؤولين العسكريين من أفغانستان، ومنغوليا، وباكستان، وطاجيكستان، وكازاخستان والولايات المتحدة. كُلّف المشاركون المتعددو اللغات بتنفيذ سيناريو تدريبي تخيل إقامة مقر قيادة أركان على مستوى كتيبة لتوفير الأمن لأرض سوثوالخيالية.
شرح العقيد سايدولو داداخانوف، أحد المشاركين من طاجيكستان، الغرض المزدوج من التدريب: هزيمة أولئك الذين يعملون على تقويض السلام في الوقت الذي يوفرون فيه المساعدة الإنسانية. وقال، “أعطى هذا التدريب خبرة عملية في إجراء عمليات حفظ سلام والعمل في بيئة متعددة الجنسيات”.
تشبه خصائص التدريب التي وضعها المصممون لدولة سوثو الخيالية تلك البقع المضطربة حول العالم: أرض مجزأة على أسس عرقية، تحيطها حدود سهلة الاختراق، ومزروعة بألغام لم تنفجر وفي أمس الحاجة إلى لفت انتباه قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
قال اللواء ريك ماتسون، مدير التدريبات والتمارين في القيادة االمركزية الأمريكية، “إن الدول التي تعاني الصراع كثيراً ما تتطلع إلى دول أخرى طلباً للدعم في التصدي للتحديات الأمنية. وتوضح مشاركة وفود من طاجيكستان، ومنغوليا وأفغانستان، فضلاً عن مراقبين من كازاخستان وباكستان، رغبة تلك الدول في توفير القيادة والتعاون الأمني في الأوقات العصيبة”.
وفقاً للمقدم جون كوستيس، كبير المخططين الأمريكيين لتدريب التعاون الإقليمي 14، فإن سيناريو تدريب التعاون الإقليمي 14 يقتضي ألا يحضر المشاركون المسائل العسكرية البحتة وحسب، وإنما يوفرون أيضاً حماية للمدنيين، ويتفاعلون مع المسؤولين المحليين، ويفضّون إضرابات عمالية وينسقون مع الهيئات الحكومية والمنظمات غير الحكومية. وكما حدث في التدريبات السابقة، كان جمع المعلومات وتبادلها، والتخطيط الكفء وتنسيق المهمة بين الجنود من الأمور الحيوية. وساعد المترجمون في سد فجوة اللغة بين أفراد القوة المتعددة الجنسيات.
كُلف أفراد الكتيبة بالعمل في فروع مختلفة من بينها العمليات، والخدمات اللوجستية، والتوعية، والأفراد والوعي بالظروف المحيطة.
قال العقيد الأفغاني غلام ساروار بيكان، “إن الأشياء التي تعلمناها مفيدة للغاية بالنسبة لنا لنستخدمها في أفغانستان. شارك الجميع وأدوا مهامهم على أفضل وجه. كان التدريب مفيداً ومهماً بالنسبة لنا”.
ورغم أن باكستان وأفغانستان لعبتا دور المراقب في تدريبات عام 2014، فقد شاركتا بصورة كاملة في السنوات الماضية. وقد تبادلت كازاخستان، وطاجيكستان وقرغيزستان جميعاً الأدوار في استضافة تدريبات التعاون الإقليمي. فقد أجري تدريب التعاون الإقليمي 13مثلاً في غارميش- بارتنكيرشن بألمانيا تحت قيادة كازاخستان.
وكان وجود وفد القوات المسلحة المنغولية في تدريب التعاون الإقليمي 14 مهماً استناداً إلى تاريخ البلاد في مساندة عمليات دعم السلام التابعة للأمم المتحدة وتدريبها السابق مع قوات طاجيكية.
وتستضيف منغوليا ذاتها تدريباً يُسمى خان كويست. ويجري الكثير من النشاط في مركز تدريب عمليات دعم السلام التابع للقوات المسلحة المنغولية، وهو مرفق بُني خصيصاً لتجهيز القوات الإقليمية لبعثات الاستقرار.
قال العقيد لاجفاسورين غانسيليم، وهو ضابط مخضرم شارك في أربع من بعثات الأمم المتحدة، إن تدريب التعاون الإقليمي 14 سمح له بتطبيق خبرته ونقلها إلى آخرين حتى يتمكن المشاركون من تحقيق النجاح في المستقبل. وأضاف، “أنهم سيقفون كتفاً بكتف في سبيل تحقيق السلام. سيعرفون بعضهم البعض، وكيف يشكلون فريقاً. سيكونون متآلفين مع بعضهم البعض، وعلى دراية بالمهمة، والبيئة وأدوات عملية صنع القرار”.
اشتمل تدريب التعاون الإقليمي 14 أيضاً على ندوات وتدريب أقامها معهد عمليات حفظ السلام وتحقيق الاستقرار التابع للجيش الأمريكي.
اعتبر تدريب التعاون الإقليمي 14 ناجحاً. قال ماتسون، “إنه تم توطيد العلاقات بين الدول المشاركة، وتحسين التوافقية بين قوات حفظ السلام الإقليمية، وشهد التعاون بين القوات العسكرية، والمنظمات المدنية، والسكان المحليين تحسناً ملحوظاً”.