أسرة يونيباث
علت الابتسامة وجوه الأطفال العراقيين المصطفين خارج المدرسة التي افتتحت حديثًا في معسكر اللاجئين بجدة. لم يرَ العديد من هؤلاء الأطفال فصلاً دراسيًا طيلة عامين.
وتحاول الحكومة العراقية والأمم المتحدة وشركاؤها بخطوات راسخة إصلاح الضرر الذي سببته الجماعة الإرهابية داعش التي كان لدورها تأثيرًا مدمرًا على جيل من الأطفال.
ورفض ببساطة كثير من الآباء إرسال أبنائهم إلى المدرسة أثناء احتلال داعش الذي بدأ في 2014. وضعت الجماعة المتطرفة منهجها وطبعت الكتب الدراسية التي أكدت وجهات نظرها المحرّفة للدين وجنونها بالأسلحة والقتال.
وقالت سارة حسن، أم لطفلة تستعد لأول يوم لها في المدرسة في جدة: “لقد كان كل شيء عن الذخيرة والتدريب العسكري والأفكار المتطرفة”. وبعد انقطاع دام فترة طويلة تحت نيران ووحشية المتطرفين، يعد إحضار الأطفال إلى المدرسة تحديًا وفقًا لما ذكرته المعلمة خولة حسن.
وأضافت المعلمة خولة حسن التي درّست في إحدى الخيام بالمعسكر قائلةً: “إنهم شرعوا فقط في التركيز مرة أخرى ويتعلمون السلوك المناسب الواجب الالتزام به في الفصل الدراسي”.
ووفقًا لصندوق الأمم المتحدة للطفولة، لم يتعلم حوالي 3.5 مليون طفل عراقي في سن المدرسة ولم يحضر أكثر من 600,000 طفل لاجئ سنة دراسية كاملة.
وأعلنت خولة حسن أنه عند استئناف الحصص الأولى في القيارة في ديسمبر 2016، كان الأطفال من نفس القرية سيجلسون معًا. وأعادت خولة تنظيم الفصول الدراسية، ودمجت الأطفال “لخلق نوع من الأخوة”.
يدرس ما يقرب من 250 طفلاً في معسكر جدة كل يوم، رغم أن الأرقام تتفاوت بسبب نزوح أسر وعودة آخرين إلى القرى التي استردتها القوات العراقية. يتم التركيز على تعليم الأطفال دروس الكتابة بالعربية والإنجليزية، وكذلك الرياضيات، والعلوم، والدراسات الإسلامية. صرح محمد عثمان الذي يرأُس واحدة من المدرستين بأن الدراسات الإسلامية تُعد عنصرًا أساسيًا لتفكيك المعتقدات التي تم تلقينها لبعض الأطفال تحت سيطرة المتشددين.
وتم تصميم فصول دراسية أخرى للوفاء باحتياجات الأطفال اللاجئين وتعليمهم أهمية النظافة الشخصية أو كيفية تجنب الذخائر التي لم تنفجر التي خلفتها داعش.
وصرحت نورة البجاري، عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة نينوى التي تقع فيها الموصل والقيارة، أن إعادة تعليم الأطفال الذين تم إخراجهم من المدارس هو السبيل الأساسي لازدهار مستقبل العراق بعد القضاء على داعش.
”يتكلم هؤلاء الأطفال فقط عن الدماء والحرب. إنهم بحاجة إلى دروس تُركز على حقوق الإنسان وحياة المجتمع”.
المصادر: وكالة الأنباء الفرنسية، الأردن تايمز