حلف شمال الأطلسي
اجتمع خبراء من دول آسيا الوسطى وأفغانستان في عشق أباد، بتركمنستان، في آذار/ مارس 2015 لحضور مؤتمر إقليمي برعاية حلف شمال الأطلسي حول “السلام والاستقرار في آسيا الوسطى وأفغانستان: من منظور تركمنستان المحايدة”.
كان هذا الحدث الرفيع المستوى، الذي نظمته وزارة الشؤون الخارجية في تركمنستان ومكتب ضابط اتصال حلف شمال الأطلسي، غير مسبوق في تاريخ الشراكة التركمانية مع الحلف.
وكان الرابع في سلسلة من الأحداث يرعاها حلف شمال الأطلسي بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لبرنامج الشراكة من أجل السلام في الدول الشريكة بآسيا الوسطى. إضافة إلى ذلك، تم إدراجه في البرنامج الرسمي للمناسبات التركمانية احتفالاً “بسنة من الحياد والسلام” بمناسبة مرور 20 عاماً على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يعترف بحياد البلاد.
افتتح نائب وزير الخارجية التركماني بردينياز ماياتيف الفعالية، بينما خاطب جيمس أباثوراي، الممثل الخاص لأمين عام حلف شمال الأطلسي لمنطقة القوقاز وآسيا الوسطى، المشاركين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من مقر الحلف.
كان من بين المشاركين التركمان مسؤولون وخبراء من طائفة منوعة من المؤسسات، من بينها وزارة الشؤون الخارجية، وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية، ومكتب المدعي العام، ومعهد الدولة والقانون التابع لرئيس تركمنستان، ومعهد العلاقات الدولية والجامعة الدولية للعلوم الإنسانية.
كما تحدث في الفعالية خبراء من أفغانستان، وكازاخستان، وجمهورية قرغيزستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان والولايات المتحدة، وممثلون عن مركز الأمم المتحدة الإقليمي للدبلوماسية الوقائية لآسيا الوسطى، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأشار السفير صابر بردينيازوف المبعوث الخاص لوزارة الشؤون الخارجية التركمانية إلى الوضع الحيادي لتركمنستان وسياساتها الخارجية والدفاعية الشفافة، قائلاً إنها ساعدتها في كسب ثقة الجيران ومنع الصراعات وحلها. كما أعاد إلى الأذهان دعم تركمنستان لتحقيق الاستقرار في أفغانستان المجاورة، على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، من خلال عملية قلب آسيا/ اسطنبول.
وصرح الدكتور أولوغبيك خسنوف، الأستاذ المشارك في جامعة الاقتصاد العالمي والدبلوماسية، بأوزبكستان، “أننا جميعاً نواجه تهديدات من جهات لا تمثل دولاً، لا يسع أي دولة في المنطقة أن تتعامل معها بمفردها”.
وأشارت الدكتورة كورالاي بايزاكوفا، الأستاذة في جامعة الفارابي الكازاخستانية الوطنية، إلى أن “درجة أهمية التهديدات المشتركة يُنظر إليها بشكل مختلف من جانب مختلف دول آسيا الوسطى”. ودعت إلى وضع آليات إقليمية جديدة، مثلاً، حول تقاسم الموارد المائية، الذي يمكن أن يصبح عاملاً للتقارب في آسيا الوسطى.
وسلطت إلنورا أوموركولوفا-أوزيرسكا، الباحثة في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية، بجمهورية قرغيزستان، على التهديد المتزايد للأمن في آسيا الوسطى الذي يشكله التطرف، بينما حذرت من أن السياسات القاسية لمكافحة الإرهاب التي تعتمدها بعض الدول يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية.
وأشاد هارون مير، مدير مركز البحوث والدراسات السياسية في أفغانستان، بالإسهام الهائل الذي يقدمه المجتمع الدولي لأفغانستان. ورغم أنه رأى أن عام 2015 اختبار رئيسي لقدرة قوات الأمن الوطني الأفغاني على ضمان الأمن في جميع أنحاء البلاد، فقط سلط الضوء أيضاً على وجود فرصة للمصالحة الوطنية، معرباً عن الأمل في أن يشهد عام 2015 انفراجه في عملية السلام الأفغانية.
كذلك تبادل المشاركون وجهات النظر بشأن التهديد الذي يشكله التطرف وجماعة داعش الإرهابية؛ والحدود الثنائية والتوترات المتعلقة بالطاقة بين دول آسيا الوسطى؛ ومشكلة المخدرات وأهمية معالجتها بشكل فعّال؛ وغير ذلك من المواضيع المتعلقة بالأمن.