يعد التدريب والتعليم والشراكة عوامل أساسية لتحسين أداء القوات العسكرية في المنطقة
أسرة يونيباث
إن المناورات العسكرية رعد-الشمال تمثل خير دليل على عزم المملكة العربية السعودية في الدفاع عن حدودها الشمالية التي تفصل المملكة عن الصراعات الإرهابية في العراق وسوريا. وفي واحدة من أكبر مظاهر القوة في التاريخ الحديث بالشرق الأوسط، فقد ضمنت مناورات رعد الشمال قوات من البحرين ومصر والأردن والكويت وعمان وباكستان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرها الكثير الدول الأخرى.
وبعد عدة أشهر، وفي فبراير 2016، أعلنت المملكة قيادة تحالف لمكافحة التطرف العنيف في المنطقة، بما في ذلك البديل الذي أعلنته داعش في سوريا والعراق.
وقد صرح المتحدث باسم الجيش المصري محمد سمير لصحيفة ديلي نيوز مصر قائلا: “يهدف التدريب المشترك إلى دعم قدرات مصر والمملكة العربية السعودية ودول التحالف لتشكيل قوة دفاع عربي مشترك وتوحيد خططنا ومكافحة التحديات الإقليمية الحالية”.
فهناك العديد من العناصر للوصول إلى الاحتراف مطلوبة من القوات المسلحة في جميع أنحاء العالم. وتشمل هذه العناصر الشراكات متعددة الجنسيات والتدريب المشترك والقيادة الملتزمة والاستعداد. وتنسق كل من دول الشرق الأوسط وجنوب ووسط آسيا جهودها في مكافحة الفكر المتطرف ووحشية داعش. فهي تبني الجيوش المهنية وتنسق ردودها على التهديدات التي تشكلها هذه المجموعات الإرهابية.
فهذه الجيوش المُدربة إلى جانب الشراكة متعدد الجنسيات بين الحكومات المختلفة والمؤسسات المدنية والعسكرية تعد أمرًا حيويًا لاستئصال شبكات الإرهاب التي تهدد السلام والأمن لكل دولة في المنطقة وخارجها. وبالمثل، أيضًا، تعد جهود مكافحة الفساد التي تعزز المؤسسات الحكومية الداعمة للقوات.

بسلاح الجو الأفغاني ومستشاروهم من مهمة الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي يهبطون في كابول.
رقيب بيري أستون/الولايات المتحدة القوات الجوية الأمريكية
يساعد التدريب والتنسيق على عكس المكاسب التي حققتها داعش وقد عطل وصولها إلى المال والوقود الذي يحتاجه الإرهابيون لشن حملاتهم الشريرة. إضافة إلى ذلك، فهناك جهود قوية تبذل حاليًا في عدد من الدول لمواجهة التهديد الناشئ من الهجمات الإلكترونية والدعاية الارهابية على الإنترنت والتي تستخدم لجذب مجندين ونشر الخوف.
ومناورة رعد الشمال ليست التمرين الوحيد الذي يترك بصمته في المنطقة. فكل عام، تجري البلدان العشرات من التدريبات العسكرية الثنائية والمتعددة الأطراف، وكلها تهدف إلى بناء التوافق العملياتي ودعم المهارات. ومناورة الأسد المتأهب عبارة عن تدريب سنوي للقيادة المركزية الأمريكية تستضيفه الأردن، ويشمل التدريبات العسكرية الثنائية والمتعددة الأطراف. وقد استضافت الكويت بفخر التدريب التابع للقيادة المركزية الأمريكية-حسم العقبان في عام 2015 وتسعى إلى القيام بذلك مرة أخرى في عام 2017.
وحيث إنها تحلق في نفس التشكيلات وتعمل على متن نفس القوارب وتنصب خيامًا على نفس بقع الرمل وتقتحم المباني نفسها، فإن القوات متعددة الجنسيات لا تتقاسم المعرفة فحسب ولكن بناء صداقات حميمة.
”إن هذه التدريبات مهمة نظرًا لما تعاني منه المنطقة والعالم من صعود الجماعات المتطرفة والتي تعد بعيدة عن القيم الإنسانية وترتكب جرائم فظيعة” صرح بذلك العميد فهد فالح أحمد الضامن، مدير مديرية التدريب المشترك الأردني في تدريب الأسد المتأهب لعام 2015. وأِضاف قائلا، “وهذا يحتم وجود تعاون مشترك وتبادل للخبرات من أجل محاربة جميع جوانب وأنواع الإرهاب.”
وتعد العديد من الدول المشاركة في مناورات الأسد المتأهب أعضاءً أيضًا في التحالف الدولي لمحاربة داعش المعروفة باسم عملية “العزم الصلب”. وقد نفذت البحرين والأردن والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة هجمات جوية كجزء من هذه العملية. بينما توفر دول أخرى، مثل قطر، ضربات الجوية مضادة حيوية.
وفي أفغانستان، يبلغ عدد قوات الأمن الوطني الأفغاني أكثر من 300،000 جندي وهي تقود الجهود الأمنية في البلاد. وعلى الصعيد الداخلي، تهدف جهود مكافحة الفساد هناك إلى إعادة الاستقرار إلى الحكومة.
وتقدم “مهمة الدعم الحازم” التي يقودها حلف شمال الأطلسي، والتي بدأت في يناير 2015، التدريب والمشورة والمساعدة لقوات الأمن الأفغانية والمؤسسات. حيث يشارك حوالي 12،000 فرد من حلف شمال الأطلسي والدول الشريكة في المهمة التي تدعم التخطيط والبرمجة ووضع الميزانيات وتضمن الشفافية والمساءلة والرقابة؛ وتدعم سيادة القانون والحكم الرشيد.
ولا يحظى الجنود في المنطقة بأفضل مستوى من التدريب فقط، بل إنهم يتلقون أفضل تعليم. إن دعم المجهود العسكري المنسق يعد استيعابًا للجنود المهنيين الذين تخرجوا من الأكاديميات العسكرية في الشرق الأوسط. في الأكاديمية العسكرية المصرية في القاهرة، يتلقى الطلاب من مصر وكذلك جنود من البحرين والعراق والكويت والمملكة العربية السعودية التدريب على الأسلحة الحديثة وفنون الدفاع عن النفس وأحدث أساليب القتال.
وفي الأردن، يعظ التعليم الدينية للقوات المسلحة الأردنية عن صورة الإسلام الصحيحة لتحصين الجنود ضد الفساد الأيديولوجي لداعش. وتقود كلية الأمير حسن للعلوم الإسلامية في عمان الطريق في هذا النموذج الفريد من التدريب الذي يركز على العقول أكثر من الأجسام. لقد استخدم الإرهابيون الدين كسلاح لخداع الشباب والتلاعب والطرق الملتوية بعيدًا عن النصوص المقدسة بهدف تجنيد الشباب.
“إن الأداة الأكثر فعالية لمكافحة هذه العقيدة الخاطئة هي إظهار الإسلام الحقيقي،” صرح بذلك اللواء الدكتور ماجد سالم الدراوشة، مدير الدراسة الأكاديمية في كلية الأمير حسن لفريق يونيباث. وأِضاف قائلا، “وبالنسبة للشباب، فهناك محاضرات وندوات تبيِّن لهم الوجه الحقيقي لهؤلاء المجرمين ومن أين أتوا، وذلك لحماية الشباب المسلم من التغرير.”
وتحارب هذه القوات المهنية غير الطائفية من أجل أمن وحرية بلدانهم وحلفائهم وضد الأيديولوجية المتطرفة المتجذرة في الكراهية تجاه الآخرين.
إن التأهب العسكري والأكاديميات العسكرية الوطنية والتدريبات متعددة الجنسيات والتوافق العملياتي الإقليمي والتعاون المدني والعسكري وتدابير مكافحة الفساد ومبادرات الحكم الرشيد كلها وسائل هامة لمكافحة الإرهاب والسياسات المناهضة للطائفية تشنها القوات الحاقدة في بلدان في منطقة الشرق الأوسط.
وبتعزيز القدرات العسكرية والمدنية من خلال التدريب وتبادل المعرفة يزداد التطلع لتحقيق سلام دائم.
نود أن نسمع منك
هل هناك أكاديمية عسكرية أو برنامج تدريبي في بلدكم ترغب في تسليط الضوء عليه في يونيباث؟
ما هي بعض أفضل برامج التطوير المهني العسكرية الدولية (المؤتمرات والندوات والمدارس) التي شاركتم فيها؟
ترحب يونيباث بمدخلاتكم حتى نتمكن من تبادل أفضل فرص التعليم والتدريب للقوات المهنية على الإطلاق. راسلونا على CENTCOM.UNIPATH@MAIL.MIL