الخط الساخن 195 يساعد القوات الامنية العراقية على اقتلاع الإرهاب والفساد الإداري
بعد أنتكاسة الموصل وأجتياح داعش للمدينة، كانت الحكومة العراقية على يقين بأن هناك عدة أسباب قادت لهذه الأنتكاسة من اهمها فقدان الثقة بين اهل الموصل والقوات الأمنية، الفساد الأداري في المؤسسة العسكرية والحكومية وتذمر السكان من المعاملة السيئة من قبل بعض افراد السيطرات.
هذه الأسباب دعت السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي لأتخاذ قرار بإنشاء خط اتصال ساخن مرتبط بمكتبه مباشرة يستلم شكاوى المواطنين والعمل على حلها. كان لهذه الخطوة اثر كبير في التواصل مع السكان في المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش والإدلاء بمعلومات دقيقة عن اماكن تواجد الأرهابيين وتحركاتهم، كذلك أبلاغ المواطنين وأفراد القوات المسلحة عن حالات فساد وهذا يعتبر مؤشرا كبيرا لعودة ثقة المواطن في الحكومة. التقت مجلة يونيباث مع السيد سعيد نعمه الجياشي الأمين العام للخلية الوطنية للعمليات النفسية حيث حدثنا عن اهمية ونشاطات الخط الساخن:
يونيباث: ماهي بداية مشروع الخط الساخن؟
الجياشي: البداية كانت فكرة من السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي. بسبب كان في عام 2014 حيث كانت تتناقل وسائل الأعلام استغاثات من قبل جنود ومن قبل مواطنين عن حالات اعتداء وقطع تموين وفساد. كانت فكرة رئيس الوزراء خلال لقاءه في الخلية الوطنية للعمليات النفسية ان نعمل خط وطني ساخن نعلنه للمواطنين وان يكون قريب من مصدر القرار اي في مكتب رئيس الوزراء. مما يجعل اتخاذ القرار سريعا، حين استلام اي استغاثة من اي مواطن او عسكري يتم فتح تحقيق فوري للتأكد من البلاغ. تم افتتاح هذا الخط 195 في شهر آب 2014.
يونيباث: هل لك ان تتحدث عن معدل الأتصالات اليومية للمواطنين؟
الجياشي: الخط الساخن هو خط مجاني يعمل على كافة شبكات الهاتف النقال في العراق مثل كورك وزين وآسيا وعلى شبكات الهاتف اللاسلكي مثل كلمات والمنظومات المشابهه. في البداية، تم التروج له اعلاميا وكان معدل استلام المكالمات محدود جدا، اي لا يتجاوز 10 رسالة يوميا لكن بعد بدء عمليات تحرير صلاح الدين والأنبار ارتفع المعدل بشكل ملحوظ في المناطق التي تجري بها عمليات عسكرية. مع بداية عمليات تحرير نينوى اصبح معدل استلام الرسائل 6 بالدقيقة من الموصل. لكن شهد الخط ارتفاع كبير باستلام الرسائل بعد القاء المنشورات والترويج للخط الساخن من خلالها ومن خلال شبكة الأعلام العراقي.
يونيباث: هل قادت المعلومات من الخط الساخن لإلقاء القبض على ارهابيين خطرين؟
الجياشي: طبعا المعلومات التي نستلمها تصنف الى خمسة انواع. هناك معلومات تخص الأستغاثة الأنسانية، النشاطات الأرهابية، الفساد الأداري وتلكؤ الخدمات ومعلومات تخص الخلل داخل الوحدات العسكرية مثل تقصير بعض الضباط او فساد اداري داخل المؤسسة العسكرية. اما المعلومات الخاصة بالنشاطات الأرهابية فقد اقتصرت على تحديد اماكن والتجمعات ومخازن الأسلحة وأسماء الأرهابيين. وكل ما يتم استلامه من الخط الساخن يخضع لعميلة فرز وتدقيق على المعلومة ومن ثم ينتقل الى العمليات حتى يتم التعامل معه. لكني استطيع ان اقول 80% من المعلومات التي تردنا عن الأرهابيين كانت دقيقة جدا وتم معالجتها من قبل الجهات الأمنية.
يونيباث: ذكرت معلومات مهمه عن الفساد داخل مؤسسات الدولة، أي ان الأتصال الذي يصلكم بهذا الخصوص انتم ترفعونه لجهات مثل النزاهه؟ كذلك موضوع الأرهاب يذهب للجهات الأمنية المتخصصه؟
الجياشي: وجد هذا الخط ليكون جهة الأتصال المباشرة بين المواطنين والحكومة. كل ما يشغل المواطن ورجل الأمن يستطيع ان يوصله للحكومة من خلال هذا الخط. أستلمنا عدة رسائل من المواطنين يشكون سوء معاملة بعض افراد الأجهزة الأمنية في أحدى السيطرات وفتحنا تحقيق في الشكوى ونتج التحقيق عن محاسبة ضابط وأفراد السيطرة ونقل القسم الآخر. كذلك تم معاقبة ضابط كبير والأستغناء عن خدماته على أثر ورود معلومات من قبل جنوده عن فساد ادراي. أتخاذ الأجراءات الصارمة بحق المقصرين جعلت ثقة المواطن كبيرة بالأجهزة الأمنية وساعدت على الأنضباط وأحترام القوانين من قبل منتسبي الأجهزة الأمنية. وقد انعكس هذا الألتزام على مهنية المنتسبين حيث أحترام القوانين والتعامل مع السكان بأدب. فحينما يشعر المواطن بأن الحكومة تسمع لشكواه وتحاسب المقصرين، سيزداد ولاءه وثقته بالحكومة وهذه الثقة تردع الفاسدين والمقصرين الذين يتيقنون بأن الحكومة لا تتهاون معهم.
يونيباث: وزارة الداخلية لديها خط ساخن معروف بال 130 هل الخط لجديد 195 يضم بقية الخطوط ام كل خط يعمل منفصلا؟
الجياشي: خط 195 منظومة مستقلة وتعمل لوحدها وتابعه للخلية الوطنية للعمليات النفسية وموقعها في مكتب رئاسة الوزراء ولها اهمية اعلى من بقية الخطوط حيث تعتبر الأولى. ويتم تدقيق كل المعلومات الواردة وقد تشكلت مجالس تحقيقية ووجهت عقوبات لضباط ومسؤولين بسبب تقصيرهم.
يونيباث: هل يوجد قصة معينة تستطيع ان تخبرنا عنها حول القاء قبض على ارهابي خطر من خلال اتصال احد المواطنين؟
الجياشي: نعم، من خلال معلومات وردت لنا من اهالي الفلوجة، تم تدمير اكبر معمل تفخيخ لداعش. كذلك من خلال اتصال المواطنين تم القاء القبض على شبكة ارهابيين خطرين تسللوا لبغداد مع النازحين من الأنبار وكانت نيتهم القيام بهجمات ارهابية في العاصمة. وتم العثور على مخبأ للأرهابيين والعثور على 24 حزام ناسف في شمال بغداد.
يونيباث: كجهاز امني عراقي، هل انتم مستعدون لتدريب او ابداء المشورة لأي دولة مجاورة بأستخدام هذا البرنامج؟
الجياشي: تجربتنا في هذا المجال ناجحة جدا وساهمت في الكثير من معالجة المشاكل التي كانت قائمة في السابق. ونحن مستعدون ان ننقل تجربتنا لأي دولة مجاورة للستفادة منها ومستعدون لتدريب كوادر الدول المجاورة لأن المن الأقليمي متصل ولأن مثل هذه البرامج الناجحة ستعود بالفائدة لكل المنطقة. ونطمح لتطوير هذه المنظومة لتكون شبكة ضخمة على مستوى العراق من خلال التقنيات الحديثة حتى تكون لنا القدرة للتعامل مع كل اتصال بوقت قياسي وأبداء المساعدة للمواطنين بأسرع وقت.
لقد عملنا عن كثب مع التحالف الدولي في تطوير البرنامج حيث زار اعضاء التحالف موقع العمل ونطمح لتطوير البرنامج من خلال الشراكة الدولية حيث يعتبر هذا البرنامج هو خط المواجهه ضد الارهاب.
مؤتمر مكافحة داعش في الرياض
المشاركون يناقشون تحسين التنسيق والتهديدات الحالية

وكالة الأنباء الفرنسية/جيتي اميدجز