الأردن يستضيف الدورة العاشرة لمعرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة
أسرة يونيباث الصور مهداة من القوات المسلحة الأردنية
إن الأمر يحتاج لأكثر من مجرد القوة التكتيكية كي تكون قوات العمليات الخاصة ناجحة في عصر التكنلوجيا. فقد أجبر التطور السريع لميدان القتال قوات العمليات الخاصة على الاشتباك مع العدو ليس فقط على الأرض وإنما أيضاً في العالم الإلكتروني حيث ينفذ ممولو الإرهاب والمتطرفون الكثير من أعمالهم القذرة.
لقد جلبت فرصة مناقشة التهديدات القديمة والتحديات الجديدة الآلاف من المسؤولين العسكريين والخبراء الأمنيين من عدة دول إلى الدورة العاشرة لمعرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة في الأردن في أيار/ مايو 2014. وكان هذا التجمع فرصة لبناء علاقات، ومناقشة تحديات مشتركة وحلها واستيعاب أحدث التكتيكات، والأساليب والتكنولوجيات لمكافحة الإرهاب وتحسين الأمن الداخلي.
قال عامر الطبّاع المدير العام لمعرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة، “لقد احتضن الأردن الكثير من قصص النجاح على مر السنين. فنحن كبلد ذات موارد محدودة في واحدة من أكثر المناطق تحدياً، واضطراباً، وإن كانت من أكثرها استراتيجية في العالم، نواصل تحقيق مكاسب ومواجهة تحدياتنا المعقدة بكل فخر، ومهنية وتصميم. إن معرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة هو مجرد أحد قصص النجاح. فكل سنتين يجلب معرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة سوياً كبار قادة العالم من حكومات إقليمية ودولية وجيوش مع خبراء صناعة من كل ركن من أركان المعمورة. ونحن جميعاً نجتمع هنا في الأردن لتعزيز وتقوية العلاقات، وتبادل أفضل الممارسات وتطوير الشراكات في سياق الترويج للسلام وتوفير الأمن لجميع مواطنينا.”
قام جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل الأردن برعاية وحضور معرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة، الذي عُرضت فيه أحدث الابتكارات في مجال تكنولوجيا القوات الخاصة، وقُدّمت استعراضات تكتيكية للقوات المسلحة الأردنية وعرض جوي لسلاح الجو الملكي الأردني بطائرات الفالكون.
وصف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن الحسين مدير الدورة العاشرة لمعرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة، المعرض بأنه أكبر معرض دفاعي في العالم والوحيد في المنطقة المتخصص في قوات العمليات الخاصة. وقال لوكالة الأنباء الأردنية بترا، “أنه أفضل مكان لعرض التكنولوجيا الأكثر تطوراً في مجال الدفاع وقوات العمليات الخاصة”.
وفي قاعدة الملك عبد الله الأول الجوية في ماركا، خارج عمّان مباشرة، تفقد الآلاف الذين حضروا المعرض مجموعة من المعدات العسكرية الجديدة، مثل طائرة بدون طيار صغيرة الحجم تحلق بأزيز هادئ في الموقع الذي تبلغ مساحته 75000 متر مربع. وقد كشف مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير، وهى هيئة حكومية مستقلة مع القوات المسلحة الأردنية، النقاب عن بعض من أحدث مشاريعه. كان من بينها مركبة ستاليون 2 المدرعة الخفيفة، التي يتم الترويج لها باعتبارها ناقلة جنود، والطائرة الحربية الخفيفة AC-235 المصممة للمراقبة والاستطلاع.
غير أن مثل هذه المعارض التكنولوجية كانت جزءاً واحداً فقط من معرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة. فقد ابتدأت فعاليات الحدث بالدورة السابعة لمؤتمر قادة العمليات الخاصة في الشرق الأوسط في عمّان، وحضره 600 مندوب من 58 دولة.
وكان من بين الموضوعات التي ناقشها المؤتمر هي برغم تكيف القوات الخاصة على التكنولوجيا الجديدة من أجل دحر التهديدات الناشئة، يجب أن تبقى ملتزمة بالعناصر التي جعلت قوات العمليات الخاصة، تاريخياً، خصماً عنيداً. وينبغي أن يستمر التدريب المتقدم، والمهنية والقدرة على حل المشاكل في أي موقف كجزء هام من تشكيلة قوات العمليات الخاصة.
قال العقيد مسلّم محمد الراشدي قائد العمليات الخاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة وهو يقدم عرضه، “إن العصر الرقمي لم يغير الطبيعة الأساسية للقوات الخاصة. سوف نواصل التركيز على المهارات الجوهرية”.
حث الراشدي قادة قوات العمليات الخاصة على المحافظة على قدرة قواتهم على التكيف للتعامل مع العمليات السرية وعمليات تحقيق الاستقرار. وقال إنه يتعين على القوات أن تفهم على نحو أفضل التضاريس البشرية للبيئة وتظل جاهزة لاستخدام أدوات وتكتيكات غير تقليدية، مثل العمل مع الدلافين المدربة لتعزيز الأمن البحري.
ترأس الأمير السعودي سلطان بن خالد الفيصل، القائد السابق للقوات الخاصة بالبحرية الملكية السعودية، إحدى حلقات النقاش. ومن بين إنجازاته العسكرية دوره الأساسي في تعزيز وتحديث القوات الخاصة البحرية لبلاده. كما ساعد في تحديد مهمة قوات العمليات الخاصة كجزء من قوات مهام مكافحة القرصنة التي تعمل في خليج عدن.
وتُعتبر عمليات القوات الخاصة في البحر جزءاً لا يتجزأ من جهود منع المجرمين والإرهابيين من الاتجار بالبشر، والمخدرات والأسلحة- وهي جميعها تزعزع الأمن وحكم القانون. وتمثل قوات العمليات الخاصة وقوات البحرية الأخرى عنصراً حيوياً في تطهير الممرات الملاحية الدولية من الألغام تحت الماء ومن القراصنة لحماية التجارة والتبادل التجاري.
ويمثل وقف تمويل الإرهاب عنصرا مهماً آخر لقوات العمليات الخاصة. قال العميد مصطفى النواصرة، قائد العمليات الخاصة المشتركة الأردنية، “إن المال هو المحرّك الذي يقود الأعمال الإرهابية. والخطوة الأولى هي الحيلولة دون استخدام المال بهذه الطريقة”.
وأضاف أنه ينبغي على الجيوش إفشال التقارب بين الشبكات الإجرامية والإرهابية، واستشهد في ذلك بالأزمة السورية كمثال على الكيفية التي تستغل بها هذه الجماعات عدم الاستقرار وغياب سلطة الحكومة. قال العميد مصطفى، “إن هذا سيكون له على المدى الطويل آثار خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي”.
بالإضافة إلى ذلك، قال، يجب على قوات العمليات الخاصة أن تعالج نفس الأيديولوجية التي تسمح للإرهاب والمتطرفين بتجنيد أعضاء جدد وتلقى دعم شعبي. وأضاف أنه يتعين على الجيوش أن تعمل مع وسائل الإعلام، والحكومة ورجال الدين من أجل التصدي للدعايات الإرهابية من خلال عمليات المعلومات.
وجدت أهمية عمليات المعلومات طريقها في الكثير من العروض. وقال العميد عارف الزبن، المدير العام والقائد العسكري لمركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة، إنه سواء كان الأمر يتعلق بتويتر أو فيسبوك أو هيئة الإذاعة البريطانية، يجب على الجيوش أن تعتبر الإعلام جزءاً من ميدان القتال. فتوفير المعلومات للجمهور واحد من الأدوات العديدة للقوة الوطنية. “فمن يكسب الجمهور سوف يكسب المعركة”.
كان من الموضوعات الأخرى التي تكررت أثناء معرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة أهمية بناء العلاقات.
قال اللواء مايكل ناجاتا، قائد العمليات الخاصة بالقيادة الأمريكية المركزية، “إن الإرهاب لا يعرف حدوداً”. وهذا هو السبب في أنه من المهم أن تبني قوات العمليات الخاصة علاقات في جميع أنحاء العالم، حتى يمكن للشركاء الاعتماد على بعضهم البعض في المشورة، ووجهات النظر وتبادل المعلومات.
قال ناجاتا، “إن القتال الجيد ليس مثل تحقيق النصر. والحوار يكون أحياناً أفضل من التراشق بالنيران.”ومن خلال العمل سوياً تستطيع الجيوش تجنب مواقف قد تكسب فيها المعركة، ولكنها تخسر الحرب. كما يمكنها الاستفادة من خبرات ومعرفة الآخرين في تجنب الصراع في بعض الأحيان .
وقال اللواء الأردني الدكتور عمر الخالدي، رئيس الأركان للتخطيط الاستراتيجي، “إننا جميعاً لدينا الحق في العيش في سلام. ولتحقيق ذلك، علينا أن نعمل سوياً بقوة. ونحن بحاجة إلى أن نتعلم من بعضنا البعض”.