القوات المُسلحة الفرنسية تُشجع على الاكتفاء الذاتي والتعاون المدني-العسكري والتنمية الريفية
اللواء برنارد كومين/كبير المندوبين الوطنيين الفرنسيين إلى القيادة المركزية الأمريكية
إن استخدام القوات المسلحة بمفردها، حتى لو كانت جزءًا من تحالف عالمي وقوي من الدول ذات النوايا الحسنة، لا يكفي لضمان تحقيق السلم والاستقرار بالصورة التي تتوقعها الحكومات المحلية والشعوب أيضًا بعد انتهاء القتال.
هدفنا الرئيسي في أفغانستان هو السكان المحليين، ومستوى المعيشة في أعقاب الحرب، والارتقاء بهما بشكل ثابت في المنظور بعيد المدى. وتعد فرنسا من بين أكبر الدول التي شاركت بقواتها في أفغانستان، وقد عملنا بجد حتى تنعم الدولة بالسلم والاستقرار. غير أن هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به. لتحقيق أهدافنا، يمكننا فقط تطبيق منهج شامل يجمع بين الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية والقضائية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والإدارية حتى تتحول جهود كافة الجهات الفاعلة إلى نجاحات شاملة يستفيد منها الجميع.
منظور استراتيجي
إن قوات التدخل السريع ما هي إلاّ حالة انخرطت في نمط الحياة المحلية للسكان، وسوف تتلاشى عاجلاً أو آجلاً. ومن ثم فإنه مهما كانت لقوات التدخل السريع مهامها وأجنداتها وأيًا كانت القيود والعراقيل التي تواجهها، يجب علينا رؤيتها بنظرة أشمل وأن نتذكر بأننا لسنا سوى جزء، أو مُكون، ضمن جميع التحديات التي تُعبِّد الطريق المؤدي من الأزمة إلى الاستقرار الدائم.

يتوجب أن ينال السكان المحليون بعض الفوائد من تواجدنا والتغيرات التي جلبها ذلك على الدولة. لذلك علينا توفير الاحتياجات الأساسية (المأوى والطعام والأمن) وغيرها (التعليم وفرص العمل والخدمات الإدارية وحفظ النظام والسلطة والعدالة والمتوازنة) لجميع المواطنين، بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الديني. ويتعين على الحكومات المحلية والوطنية الاستمرار في تبني هذه المسؤوليات.
نقل المسؤوليات
لا تمتلك قوة التدخل السريع الأدوات اللازمة لتنفيذ جهود الاستقرار على المدى البعيد. ويجب أن تضطلع جهات وطنية أو محلية أخرى بهذه الجهود بشكل سريع. حدث ذلك في بعض أنحاء أفغانستان حيث أخذت القوات المسلحة والحكومة والمسؤولون المحليون زمام المبادرة، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به. وإذا أظهرت التقييمات أن هذه الجهات ليست جديرة بالثقة بعد، فيمكن أن تساهم دوائر أخرى (وزارة الشؤون الخارجية أو غيرها) أو أي منظمة دولية ذات صلة بعمليات شحن مواد الإغاثة الإنسانية أو التنمية الاجتماعية-الاقتصادية بخبراتها.
ويتخذ التخطيط والتنسيق لنقل المسؤوليات بشكل تفصيلي من قوة التدخل السريع إلى هذه المنظمات وتنفيذ ذلك على أرض الواقع أهمية قصوى.
وكجزء من عملية التسليم التدريجي للمسؤوليات الأمنية إلى قوات الأمن الوطنية في أفغانستان، ولضمان دوام الانتقال، يجب دعم المناطق والمحافظات المشاركة في عملية الانتقال بواسطة قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان (اختصارًا: إيساف).
ويجب مكافأة كافة الجهود التي بذلتها هذه القوات ثم المنظمات الدولية بخصوص تحسين نظام الحكم والاقتصاد فور تولي الجهات الأفغانية بمفردها هذه المسؤوليات.
مثال: الزراعة
طالما كان الأمر يتعلق بالتجربة الفرنسية، يمكننا توضيح هذه الأفكار بعرض المثال الخاص بالتنمية الزراعية والريفية في أفغانستان.
