برنامج الخدمة الوطنية يرسخ الحس الوطني لدى الشباب القطري ويعزز الأمن القومي
العقيد الركن عبدالله شاهين الدوسري ممثل دولة قطر لدى القيادة المركزية الأمريكية
”علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل”—
عبارة قالها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه — حثت على ضرورة تعليم الأبناء المهارات اللازمة للدفاع عن بلادهم في أوقات الحرب. وهاهو مشروع قانون الخدمة الوطنية في قطر يأتي ترسيخاً لهذه المقولة التاريخية الخالدة.
يتضمن القرار تكليف كل قطري من الذكور أتم الثامنة عشرة من عمره ولم يتجاوز الخامسة والثلاثين بالخدمة العامة، بحيث تكون مدة الخدمة ثلاثة أشهر لكل من تخرج من إحدى الكليات أو المعاهد المعتمدة بالدولة، والتي لا تقل مدة الدراسة فيها عن سنتين أو ما يعادلها، ومدة أربعة أشهر لكل من لم يلتحق بالمدارس أو الجامعات أو المعاهد العليا أو المتوسطة.

وكالة أسوشيتد برس
من وجهة نظري، هذا البرنامج لايفيد طرفاً واحداً فحسب؛ بل يعود بالنفع على الدواة والشباب على حد سواء. فبرامج الخدمة الوطنية، والمعروفة أيضا باسم الخدمة الإجبارية أو الخدمة العسكرية والتجنيد، تساعد على غرس روح الانتماء إلى الوطن والاعتزاز به. في قطر، كان هذا القرار استراتيجياً وحكيماً وفي الوقت المناسب. فكما هو معروف أن القطريين ينعمون بالاستقرار والأمن داخل حدود بلادهم، وهم بمنأى عن التحديات التي تواجهها بلدان أخرى مثل ارتفاع معدلات البطالة. ومع ذلك، من الضروري تعزيز الأمن الداخلي للحفاظ على هذه البيئة الآمنة، وهو أمر يتطلب القيام بتضحيات. ولكن التضحيات تجلب فوائد عظيمة — وفي حالة برنامج الخدمة الوطنية، فإن شعب قطر وشبابها هم من سيحصدون ثماره.
حينما افتتح التسجيل لبرنامج الخدمة الوطنية في شهر شباط/فبراير تسابق الشباب القطري على التسجيل بشكل فاق كل التوقعات، وقام 2000 شاب قطري بالتسجيل للدفعة الأولى لبرنامج الخدمة الوطنية العسكرية. وفي مؤتمر صحفي بهذه المناسبة، قال اللواء الركن طيار مبارك محمد الكميت الخيارين قائد القوات الجوية الأميرية القطرية رئيس لجنة مشروع الخدمة الوطنية أشار رئيس لجنة الخدمة الوطنية إلى إمكانية أن يلتحق الطلاب الذين يؤدون الخدمة الوطنية وينهون التدريب بالمؤسسات الأمنية أو العسكرية إذا رغبوا في ذلك، وقال “إن الطلاب المتفوقين في التدريب ستكون فرصتهم أكبر في المؤسسات العسكرية والأمنية لكون هذه المؤسسات ترغب دائما في تعيين المتميزين الذين يحرزون المراكز الأولى”.
في قطر، حاولنا أن نتعلم من تجارب الآخرين لإنشاء برنامج يعزز قيمة الوطن والشباب على حد سواء. والشعب القطري يثق ولديهم الثقة في حكومتهم بقيادة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
وكأب، أعتقد بوجوب تحفيز أبنائنا على الالتحاق بهذه الخدمة. فمن خلال تعليم أبنائنا، نحن نظهر لهم محبتنا، ونسعى إلى تأمين مستقبل آمن ومزدهر لهم.

دولة الإمارات العربية المتحدة. وكالة الأنباء الفرنسية/ صور غيتي