أسرة يونيباث
في رسالة قوية للعالم عن تماسك ووحدة لبنان، قام الجيش اللبناني بعملية بطولية لتدمير اوكار الأرهابيين لما يسمى الدولة الأسلامية في العراق والشام (داعش) التي تسللت الى طرابلس، شمال لبنان. معركة أكتوبر 2014 أثبتت ان الجيش اللبناني متماسك وقادر على هزم الأرهاب وبسط الأمن والأستقرار في لبنان. لقد وقف اللبنانيين مع جيشهم لتحقيق انجاز امني وعسكري وسياسي من خلال القضاء على جيوب الأرهاب في شمال لبنان وأيقاف المد الأرهابي العابر من سورية. فجرائم الأرهابيين ضد الأبرياء جعلت المواطنين ينبذون الفكر الضال ويعملون لتحرير مدنهم من براثن الأرهاب.
فبرغم التعقيدات الجغرافية للمنطقة، وبرغم التداخل الأمني والسياسي والعسكري بين لبنان وسورية، استطاع الجيش اللبناني من هزيمة التنظيمات الأرهابية داخل الحدود اللبنانية دون الأنجرار لما يحدث في سورية. لقد حاول تنظيم داعش والقاعدة من التنسيق مع بعض التنظيمات المتشددة في طرابلس لجعل المدينة قاعدة انطلاق لأعمالهم الأرهابية ومد العنف للعمق اللبناني.
لقد هددت جبهة النصرة-تنظيم القاعدة في سورية- في اكثر من مناسبة بأنها ستضرب العمق اللبناني، لكن قيادة الجيش اثبتت بأن لبنان اقوى مما كان يتصور الأرهابيين الذين راهنوا على احداث انقسام في الشارع اللبناني وجر البلاد والمنطقة للعنف الطائفي.
لقد كانت مهمة الجيش اللبناني صعبة للغاية، حيث كان هناك اجندة تحاول اقحام الجيش اللبناني بحرب طويلة الأمد ضد التنظيمات الأرهابية في القلمون السوري، وهناك اجندة اخرى تريد شل يد الجيش لمحاربة التنظيمات الأرهابية داخل لبنان والتي تعتبر شريان الحياة للنصرة وداعش. معظم الأرهابيين هم ليسوا لبنانيين بل مقاتلين أجانب ينتمون لداعش. لكن مهنية القيادة العسكرية وشجاعة الجيش اللبناني استطاعت خوض المعركة والأنتصار على الأرهاب والمحافظة على وحدة وتماسك الشعب اللبناني وعدم السماح لأحد بالعبث بأمن البلاد.
المصدر:جريدة الشرق الأوسط