القوات المسلحة الأردنية
إن ما نراه من ترجمة عملية للمبادئ الإنسانية النبيلة والعظيمة ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة، فالجيش العربي الأردني يمثل دائمًا رمزًا فريدًا للمبادئ والقيم الإنسانية العظيمة، التي تجسد القيم والمبادئ الأصيلة للمملكة الأردنية.
![جنود أردنيون يساعدون الأطفال اللاجئين بالقرب من الحدود السورية في أواخر عام 2015 ومطلع عام 2016. [وكالة الأنباء الفرنسية]](https://unipath-magazine.com/wp-content/uploads/2016/08/GettyImages-487712042.jpg)
إنّ ما يثلج صدورنا تلك الصور و الأخبار والتعليقات التي تناقلتها وكالات الأنباء المحلية والعربية والعالمية حول الصورة الإنسانية التي تتحلى بها القوات المسلحة الأردنية خلال استقبالهم لجموع وأفواج اللاجئين الفارين من خطر الموت والفوضى والدمار، والباحثين عن النجاة والحياة، ينشدون الأمن والسلام فيتلقاهم الجنود الأردنيون برحابة الصدر وحسن المعاملة والكرم، فنرى صور الجنود وهم يحملون الأطفال الذين يعبرون مع ذويهم حدودنا الشمالية، يحتضنونهم بمودة وعطف ورعاية، ويقبلونهم والابتسامة تعلو محياهم، لتلتمع أعين الأطفال سعادة بالاهتمام الذي أولاه الجنود لهم، وترى في صورة أخرى رجلاً عجوزاً طاعنًا يحمله جندي أردني، أو امرأة أرملة تتكئ على ساعد بطل أردني آخر لتقوى على المسير. أو تلك الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام وتحدثت عنها وهي تنقل نباهة وذكاء وإنسانية ذلك الجندي الأردني الذي أبعد سلاحه وخبأه عن عين طفلٍ لاجئ ليُشعره بالأمن ويصرف عنه الخوف.
وصور كثيرة لآخرين من جنودنا يقدمون الماء والغذاء، وصور لأطباء وممرضين عسكريين يفحصون المرضى من اللاجئين والمرهقين ويقدمون لهم الدواء والرعاية الصحية، ولكل المستجيرين بالحمى الأردني الذي ينشدون في ربوعه الأمن والسلام، إضافة إلى إيوائهم وتقديم الخدمات والرعاية والتخفيف من معانتهم في هذه الظروف العصيبة. وكل هذه الصور إنما هي ترجمة لما تدعونا إليه شيمنا الأردنية ونخوتنا العربية وخصالنا النبيلة وشرف رجولتنا ومبادئ جيشنا.
لقد استضافت بلادنا منذ مطلع عام 2016 نحو 650 ألف لاجئ سوري، تلقى أغلبهم العون من القوات المسلحة الأردنية عند المعابر الحدودية في العادة. وإنّ جيشنا وهو يقوم بهذه الأفعال ويقدمها ملتزمًا بلا منةٍ ولا تعالٍ، وهو لا يفعلها تمثيلاً أو تظاهراً أو لأجل التصوير ليس إلاّ، وإنما هي من صميم نهج ديدنه، وهي بعض من أعرافه وتقاليده اليعربية، وتعاليم حياته العسكرية التي تربى عليها وألفها وترسّخت في وجدانه، واستقرت في نفوس أفراده سلوكاً وأخلاقاً، وضمائر نقية لمعانٍ وصفات وسماتٍ عسكريةٍ عربيةٍ أردنية.
![أفراد من القوات الأردنية يساعدون مسنًا سوريًا في منطقة استقبال هدلات بالقرب من الرويشد، الأردن، يناير 2016. [رويترز]](https://unipath-magazine.com/wp-content/uploads/2016/08/RTSJGP.jpg)