يتعزز الأمن من خلال تبادل المعلومات بين الدول والعمل كقوة عسكرية واحدة
أسرة يونيباث
من الصعب ايجاد قصة نجاح حدثت بشكل مفاجئ مثل قصة قوات المهام المشتركة 151 (CTF 151)، الأسطول متعدد الجنسيات لمحاربة القرصنة والذي تشكل في البحرين عام 2009 للقضاء على القرصنة البحرية الصومالية.
بعد شهور قليلة من بدء القوات البحرية المشتركة حراسة منطقة القرن الأفريقي، انخفضت جرائم قتل البحارة وسرقة الشحنات ودفع الفديات التي تقدر بملايين الدولارات. وبحلول عام 2014، أعلن قادة قوات CTF 151 انخفاض أعمال االقرصنة الصومالية إلى ما يقارب الصفر. ولم يسجل اختطاف سفينة واحدة.
يمثل تحالف مكافحة القرصنة، إلى جانب قوات المهام المشتركة في منطقة المحيط الهندي والخليج العربي — قوات التحالف المشتركة 150 و152 — انتصارًا لمفهوم التعاون التعاون الأمني. لقد كانت عمليات القوات العسكرية فعالة وناجحة مثل الشراكات التي تم بناؤها، والمعلومات التي تم تبادلها والتوافق العملياتي الذي تم تحسينه مع الدول الصديقة.
لقد لعب كل من البحرين والكويت وباكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة دورا في واحدة من قوات المهام أو أكثر، إلى جانب الشركاء من الولايات المتحدة وأوروبا وشرق آسيا.
”لا تستطيع دولة بمفردها مواجهة هذا الخطر. إذ تمثل القرصنة تحديًا للجميع لذلك يتحتم مواجهته من خلال الجهود الدولية الشاملة والتعاون،” جاء ذلك على لسان العقيد البحري زاهد إلياس من البحرية الباكستانية، والذي تولي قيادة قوات المهام المشتركة CTF 151 في ديسمبر 2015. “كان يتعين علي، خلال فترة قيادتي، مواصلة إحباط وعرقلة أعمال القرصنة في حين الحفاظ على منهج مرن في التعاون”.

يتخذ مفهوم التعاون الأمني عدة أشكال. إذ يمكن أن يكون ممثلا في عمليات عسكرية متعددة الجنسيات مثل تلك التي شاركت في استقرار أفغانستان. ويمكن أن يتخذ شكل مهام حفظ السلام في الخارج تحت شعار الأمم المتحدة. ولا يتضمن دائمًا عمليات عسكرية فحسب، كما يتضح في عمليات الإغاثة من الكوارث والاتفاقيات الدولية التي تحكم الأمن السيبراني.
جذبت عمليات السلام والاستقرار في كافة أنحاء الشرق الأوسط ووسط آسيا تحالفات كبيرة. على سبيل المثال، كرست كلا من الأردن والإمارات العربية المتحدة سنوات لمساعدة الشعب الأفغاني على النهوض بعد سنوات من إراقة الدماء والحرب الأهلية.
ركزت الأردن على تقديم فرق تدخل كجزء من مهمة إنسانية ذات حساسية ثقافية. إذ انتشر أئمة الجيش وفرق مشاركة الإناث في كافة أنحاء البلاد.
وكما صرح أحد القادة الأردنيين، العقيد محمد الخريشة، في نهاية مهمة استمرت ستة أشهر في قاعدة بغرام الجوية: واصلت الأردن المهمة الأفغانية لأنها تؤمن أن السلام والأمن العالمي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الجهود المشتركة والروابط القوية بين الدول.
وقد أطلقت الإمارات على مهمتها الإنسانية في أفغانستان مسمى رياح الخير. وترى القوات أن دورها يتمثل في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات النائية منعدمة الخدمات في وسط آسيا. وكانت المهمة تتمحور حول إنشاء العيادات الطبية والمدارس والمساجد والطرق والآبار.
من بين التحالفات النشطة الأخرى، عملية العزم االصلب، تلك الحملة الجوية التي تهدف لإضعاف وتفكيك إرهابيي داعش في سوريا والعراق. وشاركت البحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات في آلاف الضربات الجوية للتحالف في سوريا. كما قام الطيارون الأردنيون بمهام مماثلة في سوريا والعراق. وشنت مصر ضربات ضد أهداف داعشية في ليبيا المجاورة.
بالإضافة إلى ذلك اشترك التحالف المؤلف من تسع دول عربية بقيادة السعودية مع اليمن لهزيمة محاربي الحوثي الذين كانوا يهددون السلام والاستقرار في اليمن. ويجسد التحالف الذي شمل الإمارات والأردن والبحرين وقطر والكويت مثالا للفوائد المستمدة من توحيد القوى لحماية المنطقة من الميليشيات المعادية.
وبعيدا عن الوطن، ضمت مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الآلاف من القوات الأمنية المصرية والأردنية والباكستانية. فيما استفادت دول مثل جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكنغو الديمقراطية وهايتي والسودان من سخاء هذه المهام.
أعاد الفيضان الأخير في الشرق الأوسط في أواخر عام 2015 وبداية 2016 التأكيد على الاحتياج إلى قوات عسكرية متكيفة قادرة على المساعدة في الكوارث الطبيعية. عانت العراق والكويت والمملكة العربية السعودية واليمن جميعًا من هطول أمطار بمستويات غير معهودة، شمل ذلك عواصف ناتجة عن إعصارين نادرين في المحيط الهندي والتي ضربت شبه الجزيرة العربية.
ولقد ترتب على مساعدة النيبال على التعافي من الزلزال المدمر الذي ضرب هذه الدولة الواقعة في جنوب آسيا في أبريل 2015. فقد قدمت باكستان على سبيل المثال مستشفيات ميدانية وفرق بحث وإنقاذ لمساعدة النيباليين المنكوبين. فيما قدمت الإمارات العربية المتحدة الإمدادات والطعام والخيام إلى المشردين النيباليين.
في مجال مكافحة المخدرات — مع الاهتمام على وجه التحديد بدول وسط آسيا المستخدمة كمسارات تهريب لمهربي الأفيون – لم يكن التعاون الأمني خيارًا بل كان أمرًا ضروريًا. وتم تنظيم تدريب متعدد الجنسيات لقوات حرس الحدود ومكافحة المخدرات وموظفي الجمارك بشكل متكرر في أماكن مثل طاجيكستان، وجمهورية قيرغيزستان وأفغانستان.
في النهاية، أصبح التعاون مكونًا هامًا في مجال الأمن السيبراني. ويعد المؤتمر السنوي للأتصالات والأمن السيبراني الذي ترعاه االقيادة المركزية الأمريكية في واشنطن العاصمة واحدًا من هذه المبادرات لبناء شبكة من محترفي الأمن السيبراني أصحاب التوجه العسكري. ويهدف المؤتمر إلى بناء القدرة على التغلب على المشاكل في كافة أنحاء المنطقة ضد قراصنة الكمبيوتر الذين يرغبون في إضعاف الدفاعات الوطنية وتشتيت المجتمع.
إن أهم شيء يمكن أن تتعلمه القوات العسكرية في الشرق الأوسط وجنوب ووسط آسيا على مر العقود القليلة الماضية في مواجهة التحديات الإقليمية، هو أننا نصبح أقوى حين نعمل معًا.
نود أن نسمع منك
• هل تشارك دولتك في شراكات عسكرية وتدريبات متعددة الأطراف ومهام حفظ السلام?
• كيف ساعدت التجربة في رفع مستوى أداء الجنود وتحسين الأمن الوطني?
• كيف تتغير الشراكات العسكرية ومهام حفظ السلام؟
ترحب يونيباث بأفكارك وآرائك وصورك على CENTCOM.UNIPATH@MAIL.MIL