Share Facebook Twitter Telegram WhatsApp Copy Link اختبار قدرة صمود مؤسسات الدولة، وقطاعي الطاقة والمالية خالد الهاشمي، وكيل وزارة مساعد للأمن السيبراني في قطر على مدى السنوات السبع الماضية في قطر، كنا نروج لسياسات، وإجراءات، وتكنولوجيات واستجابات للحوادث. ونحن نحاول تبسيط الأمور: تبسيط أطر العمل، وتبسيط التكنولوجيا، والتركيز على العنصر البشري. ورغم أننا هيئة تنظيمية، لم نكن صارمين أكثر مما يجب في تطبيق هذه الأدوات. وكان السبب هو الخوف من أننا لو ضغطنا بقوة، ستكون هناك مقاومة. وعندما تكون هناك مقاومة من الهيئات، لا شيء يتحرك. لذلك بدأنا بنهج يستعين بسياسات وأدوات قانونية لمساعدة الهيئات في قطاعات مثل الطاقة، والنقل، والمياه والخدمات المصرفية في بناء القدرات حين يتعلق الأمر بالامتثال. في عام 2012، كانت الأمور تتحرك ببطء أكثر مما كنا نود، لذلك قررنا أن نأتي بشيء جديد، شيء لتشجيع الهيئات على الأخذ به، والقبول والتقدم السريع. وما توصلنا إليه كان لعبة، لعبة وطنية أخذت شكل تدريب سيبراني متكرر. ولاختبار فعالية الضمانات المطبقة على شبكات الكمبيوتر، قمنا في عام 2013 بتنظيم المناورة السيبرانية الوطنية “ستار 1”. وكان الهدف تقييم الحوادث، ودعم استمرارية الأعمال التجارية، ومراقبة التصعيد وتحسين عملية اتخاذ القرار. كنا نريد أن نرى ما إذا كانت هيئاتنا قادرة على معالجة هذه القضايا في الوقت المناسب. وللإعداد لذلك، أجرينا دراسة شاملة لألعاب أخرى يؤديها شركاء دوليون مثل العاصفة السيبرانية في الولايات المتحدة، وشبكة وكالة أمن المعلومات الأوروبية في الاتحاد الأوروبي، ومركز أمن المعلومات الوطنية في اليابان. درسنا هذه التدريبات لأكثر من سنة: الأهداف، والمحتوى، والنتائج والأثار. قمنا بتبسيط كل هذه التدريبات كي تناسب قطر. عندئذ قمنا بصياغة وتقديم ورقة لكسب الاعتراف الدولي بجهودنا، وقبلت وكالة أمن المعلومات الأوروبية ورقتنا في مؤتمر عام 2013. عدنا إلى بلادنا وقمنا بالترويج لتدريبنا السيبراني الوطني، مشددين على الكيفية التي حصلنا بها على اعتماد دولي. عند هذه النقطة، كان هناك خياران أمام الأمن السيبراني لقطر – قسم الفريق القطري للاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي المعروف باسم (كيوسيرت) بوزارة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. أن يكتب الفريق القطري للاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي خطابات إلى الرؤساء التنفيذيين وإجبارهم على المشاركة. فقسم الأمن السيبراني، على أي حال، هو الجبهة الوطنية المنظمة في المجال السيبراني. وكان الخيار الثاني اللجوء إلى التشجيع بدلاً من الإجبار، بتسليط الضوء على الفوائد التي تعود على الرؤساء التنفيذيين. وقد اخترنا النهج الطوعي، ويسعدني أن أبلغكم أن 20 منظمة لديها 120 شخص قبلت المشاركة. وعندما جلس هؤلاء المسؤولون من مؤسسات الحكومة، وقطاعي الطاقة والمالية للتدريب النظري حول الطاولة والتدريب العملي الفني، كان علينا التغلب على المخاوف المبدئية أن التدريبات ستُعرّض المشاركين للسخرية من منافسيهم في مؤسسات الحكومة والقطاع الصناعي. واستغرق الأمر ساعات كثيرة، حافلة بالتساؤلات والمجادلات، قبل أن نُقنع المشاركين بأن المناورة السيبرانية الوطنية “ستار 1” سوف تعود عليهم بالفائدة في نهاية المطاف. حددنا إجراء هذا التدريب السيبراني الوطني الأول في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2013، قبل العيد الوطني لقطر مباشرة. وخلال عيدنا الوطني سوف تشاهدون عروضاً للجيش، والبحرية وسلاح الطيران. لقد اخترنا هذا التاريخ لأننا كنا بحاجة إلى أن نعرض على الشعب وجود قوات أخرى، ربما أقل ظهوراً، تبذل عملاً شاقاً من أجل حماية ثروات البلاد. كان لدينا فريق أحمر من المهندسين ليبتكروا هجمات ضد الآلات التي قدمناها للمنظمات لحمايتها. ولتبديد القلق إزاء قدراتها، أنشأنا ثلاثة مستويات من التدريب في ترتيب تصاعدي للصعوبة: البرونزي، والفضي، والذهبي. خشي بعض المشاركين من أنهم إذا جلسوا في نفس الغرفة مع بنوك وشركات طاقة كبرى، قد يشعرون بالإحراج إذا كانت معداتهم ومهاراتهم على مستوى أدنى. كان الهدف الأكبر للتدريب ملاحظة ما إذا كان المشاركون سيتحدثون مع بعضهم البعض. لذلك إذا جعلنا البنك س يجلس إلى جوار البنك ص، وكانت لديهما قضايا مماثلة مع الأمن السيبراني، فكانت نيتنا هي أن يتعاونا على حل المشكلات خلال المناورة السيبرانية الوطنية “ستار 1”. لقد نجحنا في تجميع وتحديد نقاط القوة، ومع ذلك كان هناك حالة استياء فيما يتعلق بتبادل المعلومات، والتعاون وتبادل ممارسات التهدئة عبر القطاعات. استعنا بهذه الدروس في استضافة المناورة السيبرانية الوطنية “ستار 2” في نفس التاريخ من عام 2014. جذبت المناورة السيبرانية الوطنية ”ستار 2” اهتمامًا أكبر: 32 هيئة وشركة تتألف من أكثر من 320 مشاركاً. أدخلنا بعض التغيير على التدريب. سلّمنا آلات افتراضية إلى أعضاء كل مجموعة لتعمل كشبكة أو خادم للشبكة. وكانت مهمتها تحصين تلك الآلة الافتراضية لمحاولة حمايتها من الفريق الأحمر المهاجم. استغرق التدريب قرابة 15 ساعة. ومرة أخرى، كان الهدف هو معرفة ما إذا كان هؤلاء الخبراء سينسقون فيما بينهم خلال الأزمات الوطنية. وتشجيعاً لهذا التعاون، استخدمنا سيناريوهات من شأنها التأثير على كل قطاع كمجموعة: انقطاع في الاتصالات من شأنه أن يضرب كل جهاز حكومي أو مسالة تحكم صناعي تصيب كل شركات الطاقة في آن واحد. كنا نبعث برسائل إلى هذه المؤسسات المالية، وشركات الطاقة والدوائر الحكومية نعلن فيها عن تهديدات ونطلب منها التصرف بشكل منتظم وتعاوني. حققنا أهدافنا. قمنا بتبسيط الأشياء لشركائنا، وشجعناهم على الامتثال داخل إطار عمل وحفزناهم على التوصل إلى حلول. وطلبنا منهم الابتكار، وهذا ما فعلوه. تحقق كل هذا باستخدام لعبة بسيطة. وبناء على هذا النجاح، نود التوسع في مثل هذه التدريبات لتمتد إلى المنطقة. فغالبية الدول تعاني تحديات مماثلة: البحرين، وعُمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والأردن، ومصر، والكويت والمملكة العربية السعودية. نحن جميعاً بحاجة إلى أن نفعل شيئاً مشابها بالتعاون مع الحكومة الأمريكية، التي يمكن أن تساعد في وضع معايير مشتركة يمكن أن نلتزم بها جميعاً.