دعم القوات المسلحة لضحايا الزلازل والفيضانات وغيرها من الكوارث يوفر الاستقرار
تسبب الزلزال الذي ضرب نيبال بقوة 7.8 ريختر في أبريل 2015 في مقتل آلاف البشر وإتلاف ملايين المباني. وقد كان الزلزال وتوابعه من الهزات الارتدادية من القوة بمكان بحيث أدى إلى تحريك جبل إفرست أطول جبال العالم بمقدار 3 سنتيمترات، مما أدى إلى حدوث انهيارات جليدية حصدت أرواح المزيد من الضحايا.
تتطلب مثل هذه الكوارث استجابات هائلة ومعقدة من الجيوش والحكومات والمنظمات غير الحكومية والجهات المانحة الدولية. وبفضل دعم الجيش وقوات الحماية، تتمكن الحكومات من إنقاذ حياة المواطنين والحد من المعاناة البشرية وتقليل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بصورة أفضل.
ويكون التنسيق بين جميع الجهات أمرًا حيويًا لضمان الاستجابة الفعالة – لا تكون الجيوش هي أولى الجهات المستجيبة بوجه عام ويجب على القائمين عليها فهم أدوارهم ومسؤولياتهم عبر التدريبات المشتركة للاستجابة للكوارث. تعي العديد من الدول أهمية القيام بذلك وتقيم التدريبات المنتظمة التي تشمل استجابة جميع الجهات الحكومية للكوارث الطبيعية أو الناجمة عن الأنشطة البشرية.
استجابة نيبال
بعد أن انتشرت أخبار الدمار المرعب الذي خلفه زلزال نيبال في جميع أنحاء العالم، كانت باكستان في طليعة الدول التي قدمت المساعدات. حيث أرسلت هيئة إدارة الأزمات الوطنية فريقها، بالتنسيق مع الجيش والقوات الجوية الباكستانية، فرق البحث والإنقاذ بالإضافة إلى طائرتين C-130 مُحمَّلتين بمواد الإغاثة من الأغذية والبطانيات والخيام والأدوية، إلى جانب مستشفى متنقل. كما سافر أطباء ومسعفو الجيش إلى نيبال لتقديم المساعدة للجرحى.
قال اللواء عاصم باجوا مدير العلاقات العامة بالخدمات الداخلية للجيش الباكستاني في تصريح صحفي “تم إرسال فريق بحث وإنقاذ تابع للجيش الباكستاني مجهز برادارات مخترقة للأرض وقواطع خرسانية وكلاب بوليسية ومعدات لمساعدة فرق الإنقاذ”.

وقد تلى هذه الاستجابة الأولية تقييم تم إجراؤه على أرض الواقع لتحديد الاحتياجات الأخرى. والعمل على إنقاذ الضحايا الذين تهدمت منازلهم فوقهم هو عمل محفوف بالمخاطر ويتطلب فرقًا مُدربة تدريبًا عاليًا وقادرة على التنقل في الأحوال الخطرة. ولكن الخطر لا يقتصر على سقوط خطوط نقل الطاقة الكهربائية وتسريبات الغاز والأنقاض غير المستقرة.
حينما شرع أحد طواقم القوات الجوية الباكستانية في الاستعداد لإنزال 40 طنًا من المواد الإغاثية و18 مهندسًا، ضربت الهزات الارتدادية مهبط الطائرات في نيبال. في تصريح له لوكالة أخبار “إن بي سي” قال اللواء طيار بالقوات الجوية أحمد بلال “اعتقدت أن الاتصالات تعطلت”. “كانت الأرض تدور بنا. ثم عاد المراقب بعد 15 دقيقة. فقد فر هاربًا بسبب الهزات الارتدادية.”
وقد أدلى الخبير الفني الباكستاني سناء الله خان بتصريحات لوكالة أنباء “إن بي سي” قال خلالها أن الأرض ظلت ترتج بعد الوصول.
وحينما انتهى الفريق من إنزال المواد، اندفعت الطائرة البالغ وزنها 150000 باوند بشكل مفاجئ للأمام لمسافة 4 أقدام. وعلق الخبير بقوله “اندفعت الطائرة بالكامل للأمام لمسافة 4 أقدام. وحينئذ انهار أحد المباني على مقربة منا واندفع الغبار باتجاهنا. لقد كان الأمر شبيهًا بعاصفة من الرمال، كانت مسرعة نحونا للغاية”.
لعبت الإمارات العربية المتحدة أيضًا دورًا مهمًا بعد الزلزال، بفضل سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة. وبعد أن أصدر الشيخ محمد بن زايد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية أوامره، تم حشد فريق البحث والإنقاذ التابع لوزارة الداخلية، وقد شمل 88 ضابطًا وعسكريًا وخبيرًا في الإغاثة من الكوارث. وقد شارك هذا الفريق في بعثات مشابهة لمساعدة ضحايا الزلزال في باكستان وإندونيسيا في 2006 و2007 وفي أفغانستان في 2008.
