تدريبات التعاون الإقليمي تركز على عمليات حفظ السلام للقوات متعددة الجنسيات
أسرة يونيباث
تصوير الطيار الأول نايجل ساندريدج / القوات الجوية الأمريكية
إن أمة هشة بالفعل تتلاطم بها أمواج التهديدات الأمنية والأعمال العدائية العرقية والقبلية، وعنف مجموعات المليشيات العسكرية فضلاً عن أعمال الخطف وحقول الألغام المجهولة والاشتباكات المسلحة على امتداد حدود غير محددة المعالم. وإذ يثير جزعها انعدام الاستقرار الذي قد يجتاح المنطقة، أرسلت الأمم المتحدة تحالفاً متعدد الجنسيات للعمل كقوات لحفظ السلام.
ويمثل هذا السيناريو التخيلي خلفية لتدريبات التعاون الإقليمي العسكري في العالم الحقيقي. ضم تدريب مركز القيادة الذي عقد في سبتمبر 2015 في دوشنبه، طاجكستان ما يربو عن 200 ممثل من طاجكستان وباكستان ومنغوليا والولايات المتحدة.
”يتمتع هذا التدريب بتاريخ كبير من النجاح في تسهيل التدريب الفعال كما ساعد في تحسين التنسيق والتطوير العسكري العالمي” وفق ما أعلن الفريق تشارلي ميرزو، وزير الدفاع الطاجيكي في رسالته للمشاركين بالتدريب.

ويتمثل الهدف من التعاون الإقليمي في تحسين قدرة الدول على الاستجابة للأزمات وتعزيز قدرتها على تنفيذ عمليات ثابتة. كما أنه يساعد في بناء العلاقات وتحقيق التعاون بين الدول المشاركة ويزيد من التنسيق مع المؤسسات المدنية والدولية.
يتطلب كل تدريب نحو عام من التخطيط ،ولم يشمل فريق التخطيط هذا العام الدول المشاركة فحسب، بل ضم أفغانستان كذلك على حد قول المخطط الرئيسي للتدريب، المقدم بالجيش الأمريكي ريجينالد ويليامز.
فضلاً عن ذلك، ساعدت القيادة الوطنية 51 للحرس الوطني العسكري لولاية ماساتشوستس بالولايات المتحدة في التخطيط للحدث وتنفيذه. وقد تولى العقيد الطاجيكي نور الدين ساتوروف، نائب قائد القوات المحمولة، منصب قائد لواء القوات متعدد الجنسيات داخل سيناريو التدريب.
وقال العقيد ساتوروف أن “التعاون الإقليمي يعد تدريباً يمكننا من خلاله مشاركة المعرفة والتعرف على خبرات الآخرين حتى يتسنى لنا الاستفادة من تلك المعرفة”. “ويعد هذا الأمر هاماً لنا للغاية، حتى يتسنى لنا تطوير قوات حفظ السلام التابعة لنا والعمل مع القوات الأخرى حول العالم”.
وحيث أن العقيد ساتوروف قاد القوات متعددة الجنسيات في حل أزمة تلو الأخرى، فقد أشار إلى مزايا امتلاك هذا الكم الكبير من االخبرة الدولية لدينا. وقال “عادة في أي دولة يحدث فيها هذا الأمر، فإنه لا يمكنها التغلب عليه بمفردها”. “ومن المنطقي أن نعمل مع باكستان ومنغوليا والولايات المتحدة للمساعدة في الاستعداد لتلك المواقف”.
ولقد كان تدريب التعاون الإقليمي هذا يعقد كل عام منذ 2001 ويتغير مكانه فيما بين أماكن مختلفة. عقد تدريب عام 2014 في الولايات المتحدة وتضمن مشاركين من أفغانستان وكازاخستان ومنغوليا وباكستان وطاجاكستان.
”ويعد هذا التدريب وثيق الصلة للغاية نظراً لوجود العديد من المسائل الأمنية والخاصة بحفظ السلام تواجه العالم اليوم. وقد أدى عدم الاستقرار إلى وجود آلاف المهاجرين والأشخاص المشردين داخلياً الذين يسعون للحصول على المأوى وهو ما من شأنه تحقيق عدم استقرار أكبر حيث أنهم يبحثون عن منازل جديدة” على حد قول اللواء بالقوات الجوية الأمريكية، ريك ماتسون، مدير التدريب والتمرين في القيادة المركزية الأمريكية. “إن ضمان تدريب قواتنا لتقديم المساعدة على نحو مناسب، والانتظام كقوة لحفظ السلام يعمل على حماية الجميع خلال هذه الأحداث الضبابية وإنه لمن دواعي شرفنا أننا تمكنا من التدرب في طاجكستان”.
كما تحدث اللواء ماتسون عن أهمية وجود شركاء مثل باكستان ومنغوليا – التي يمتلك كلاهما خبرة واسعة في تنفيذ عمليات حفظ السلام. وعلى مدار عقود، شاركت باكستان بقوة في مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وغالباً ما تصنف على أنها أكبر مساهم بالقوات في تلك المهام. بدءاً من إرسال فرقة عسكرية إلى الكونغو عام 1960، قدمت باكستان قوات لحل النزاعات لمدة نصف قرن.
أثنى اللواء علي حق، رئيس وفد باكستان، على التدريبات نظراً لمساعدتها في تحسين التنسيق متعدد الجنسيات قبل ظهور الأزمة. “يوفر تدريب التعاون الإقليمي ساحة ومنتدى حيث يمكن للمشاركين من الدول المختلفة داخل المنطقة وخارجها العمل سوياً تحت مظلة قوات الأمم المتحدة متعددة الجنسيات ويمكنهم التخطيط والإعداد لأي توظيف مستقبلي بتفويض من الأمم المتحدة” على حد قوله.
كما حظيت القوات المسلحة المنغولية باعتراف على الساحة الدولية كقوة قادرة على دعم عمليات السلام المتنوعة. وقد كان العقيد إردنيبات باتسوري، رئيس قسم عمليات دعم السلام بالأركان العامة للقوات المسلحة المنغولية، أعلى رتبة منغولية بالتدريب.

”لقد خدم غالبية المشاركين من القوات المسجلة المنغولية في بعثات الأمم المتحدة مثل الكونغو والصحراء الغربية وسيراليون وتشاد وجنوب السودان وأيضاً في بعثات التحالف بالعراق وأفغانستان وكوسوفو. وإننا لا نشارك خبرتنا في مجال حفظ السلام فحسب، بل إننا نرغب أيضاً في التعلم من خبرات الدول المختلفة كما أننا نبني القيادة العسكرية والتكامل والثقة والصداقة بين دول وسط وجنوب آسيا” على حد قول العقيد باتسوري.
كما يكون لمشاركي التعاون الإقليمي دور في حلقة نقاش عمليات دعم السلام التي أجريت من قبل مركز جورج مارشال الأوروبي لدراسات الأمن التي تضمنت عروضاً قدمها اللواء حق والعقيد باتسوري التي سلطوا من خلالها الضوء على تجاربهم وتاريخهم الواسع مع مهام حفظ السلام.
وأوضح العقيد ساتوروف أن التعلم من خبرات الآخرين يعد أمراً هاماً للقوات الطاجاكستانية في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لنشر وحدة لحفظ السلام بتفويض من الأمم المتحدة. وفي عام 2011، أسست طاجاكستان كتيبة لحفظ السلام وتستمر تلك القوات في التدريب والمشاركة في التدريب على مهام مثل حفظ السلام ونسر السهوب وخان كويست.
