قائد سابق في قوة الواجب الخاص الأردنية يشارك بتفاصيل حول مهمته في إقليم هلمند
العقيد الركن إبراهيم الحراحشةقيادة/العمليات الخاصة الأردنية
في منطقة هلمند بأفغانستان، كان يُنظر إلى قوة الواجب الخاصة التابعة للقوات المسلحة الأردنية باعتبارها قوة تأثير معتدل. ورغم أنها حليف ثابت لقوة المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان وللولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، فإن الكثير من الجهود الأردنية الأخرى للتأثير على مجريات الأمور في منطقة هلمند مستترة وحسب. ففي أفغانستان على سبيل المثال، كانت المهمة الرئيسية للأردن هي مكافحة التمرد. لكن القوات الأردنية قدمت المساعدة إلى إخوانها المسلمين، وشجعت الريفيين الأفغان على عدم احتضان حركة طالبان. كانت تلك المهمة جزءاً من مساعي الأردن لجلب الصوت الإسلامي المعتدل إلى المناطق النائية من أفغانستان، حيث تتواجد طالبان والمتطرفون الآخرين الذين يروجون لعقيدة أصولية متطرفة، والذين مثلوا غالبًا الصوت الوحيد. وقفت قوة الواجب الخاصة 300 بي التابعة للقوات المسلحة الأردنية في هلمند كأمة مسلمة معتزة بنفسها إلى جانب شركائها في قوة التحالف، وواصلت محاربة الإرهابيين ونشرت النوايا الحسنة وسط الشعب الأفغاني.
فريق المشاركة النسائية
كانت قوة الواجب الخاصة 300 بي التابعة للقوات المسلحة الأردنية تؤمن بأن للنساء تأثيرًا قويًا في القرية، كثيرا مايتم تجاهله، حيث لديهن القدرة على إحداث تأثير كبير. كانت مهمة قوة الواجب الخاصة 300 بي التواصل مع السكان المحليين، لاسيما النساء والأطفال، لبناء علاقات وإقامة اتصالات من أجل كسب ثقتهم واحترام ثقافتهم. ففي الأردن، يستطيع الرجل الاقتراب من أي امرأة والحديث معها. غير أن الحال يختلف في أفغانستان. فرب الأسرة أو أفراد العائلة هم وحدهم القادرون على التحدث مع النساء في تلك الأسرة. هنا جاء دور قوة الواجب الخاصة 300 بي التابعة للقوات المسلحة الأردنية. كانت مهمتنا الاستماع إلى هموم النساء والأطفال ومعرفة الوضع وفق تصورهم. كان التدريب وتكراره ضروريًا. وكان أمام فريق المشاركة النسائية خمسة أسابيع للتدرب على لغة الباشتو، والوعي الثقافي والوعي الأمني، الذي ساعدنا على التواصل مع النساء الأفغانيات بلغتهن الخاصة.
وكجزء من المهمة الإنسانية للأردن في أفغانستان، عمل فريق المشاركة النسائية رفع الوعي بحقوق المرأة الأفغانية، وتقديم المساعدة التعليمية والصحية. كما عقدت قوة الواجب الخاصة 300 بي ندوات دينية بشكل روتيني، وبثت برامج إذاعية ركّزت على رسالة عمّان، التي تسعى إلى توضيح الصورة الحقيقية للإسلام.
استطاع فريق المشاركة النسائية أيضًا تقديم مساعدة مناسبة ثقافياً في المجهود الحربي من خلال القيام بمهام التفتيش البدني للنساء، والتعامل مع النساء أثناء عمليات التفتيش من منزل إلى منزل. كنا نؤمن بأن المرأة هي مفتاح تغيير عقلية القرويين الأفغان، الذين، بدون ذلك، قد يتبنون رؤى طالبان أو القاعدة.
الأئمة
بدأ الأردن قبل أربع سنوات إيفاد أئمة إلى القرى الأفغانية. كانت مهمتهم نشر الدعوة الإسلامية المعتدلة بين الذكور الأفغان. تواصلنا مع كبار القادة وأعضاء مجلس العلماء في هلمند. وحضر القادة الكبار إلى معسكرنا وناقشوا بعض القضايا معي، بصفتي قائد قوة الواجب الخاص 300بي، ومع كبير الأئمة الأردنيين فيما يتعلق بالمساعدة الإنسانية والتعاليم الإسلامية لشعب هلمند والجيش الأفغاني في منطقة شورباك. كما طلبوا منا تقديم محاضرات للفقهاء في شورباك لتعريفهم بكيفية إدارة صلاة الجمعة.
كان إمامنا يلقي خطبة كل يوم ثلاثاء عبر محطة الإذاعة المحلية تتناول العديد من المواضيع الهامة للسكان المحليين في هلمند وتعلمهم المبادئ الأساسية للإسلام. في البداية، جاء عدد قليل من الناس إلى المحاضرات، ولكن أعدادهم ازدادت بمرور الوقت. وبعد ذلك كان لديهم الشجاعة لمناقشة الكثير من القضايا – المتعلقة بالإسلام أو غيرها – التي كانت تمس أمنهم. كان من بين المواضيع سلوك طالبان تجاه شعب أفغانستان.
![{SOCOM PAO]](https://unipath-magazine.com/wp-content/uploads/2015/02/MDB7146-150x150.jpg)