أسرة يونيباث
أحد البرامج التي استهدف إعادة إدماج الشباب المتطرف في المجتمع يحقق نتائج ملحوظة في أفغانستان. يهدف برنامج اجتثاث التطرف لدى الشباب الأفغاني (DAY) إلى مساعدة الشباب الأفغاني الذين لا يتجاوز عمرهم 18 عامًا الذين تم وضعهم في مراكز إعادة تأهيل الأحداث نظرًا لارتكابهم أعمال عنف ضد القوات الأفغانية وقوات التحالف وتم اعتبارهم بمثابة تهديد للأمن القومي. حيث تعاون بعض هؤلاء الشباب مع الإرهابيين عن طريق تزوير الوثائق بينما خطط آخرون منهم لتنفيذ هجمات انتحارية وأعمال عنف أخرى.
ويحضر المقيدون بهذا البرنامج ثلاث ساعات محاضرات لمدة خمسة أيام أسبوعيًا ويتم تعليمهم تعاليم الإسلام على يد مُعلم مؤهل تأهيلاً صحيحًا (فقيه). وهذا البرنامج الذي تبلغ مدته 12 شهرًا تطوعي؛ فكل المشاركين فيه التحقوا به باختيارهم. ويعمل البرنامج من خلال ستة مراكز إقليمية: كابول، وجلال أباد، ولوغار، وقندهار، وهلمند، وهراة. بعد امتناعهم في البداية عن الاعتراف بأنهم أعضاء في جماعة إرهابية، تحدث المشاركون في نهاية المطاف صراحة عن تجاربهم واستنكارهم للعنف والإرهاب.
وفي الآونة الأخيرة، استقبل البرنامج الهادف إلى اجتثاث التطرف من الشباب الأفغاني أول أعضاء بتنظيم داعش من إقليم خراسان من أجل إعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع. وتشمل المحاضرات مناقشات حول موضوعات ذات صلة بالإسلام، ويسعى المدربون إلى تبديد الأفكار الإرهابية التي تتمحور حول الموضوعات الإسلامية الشائعة. ويتم تسجيل المناقشات بحيث يتسنى لفريق العمل تحليل حجج المقيدين بالبرنامج وليصبحوا أكثر فعالية من حيث تبديد نشر الفكر الإرهابي/المتطرف. فهم يعملون على وضع فهم أعمق للاختلافات العقائدية مع المنظمات المتطرفة العنيفة.
وصرح محمد صديق صديقي، مدير مراكز إعادة تأهيل الأحداث قائلاً “إن برنامج اجتثاث التطرف فعال للغاية، فهو يساهم في تغيير طريقة تفكير الملتحقين به”.
وأشاد بالبرنامج واصفًا إياه بأنه أحد الجهود الناجحة القليلة لاجتثاث جذور التطرف من الشباب الأفغاني. وحينما سُئل عن الوسيلة الرئيسية التي تستخدمها المنظمات المتطرفة العنيفة لتجنيد الشباب المعرضين للخطر، قال أن ذلك يتم من خلال برنامج “ديني” تلقيني انتقائي ومُعقد يتم تدريسه في المدارس الدينية في أفغانستان وباكستان. وقال أنه ذُهل من مدى ضآلة ما يعرفه حديثو السن هؤلاء في الواقع حول أسس الإسلام. حيث لا يمكنهم سوى الاستشهاد بالعبارات ومقاطع القرآن الكريم التي تقوم بتدريسها لهم المنظمات المتطرفة العنيفة هذه.
فعندما أعاد أئمة برنامج اجتثاث التطرف من الشباب الأفغاني عليهم تلاوة أحد الآيات الأساسية والجوهرية من القرآن الكريم، مثل “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا” أنكروا وجود مثل هذه الآية في القرآن الكريم. وأثبت هذا لصديقي أن الأداة المستخدمة لاستغلال مثل هؤلاء الشباب ليست الطاعة العمياء للإسلام، ولكن هي جهلهم شبه التام وعدم معرفتهم حتى بالمبادئ الأساسية للإسلام.
وقد نتج عن ذلك زيادة التركيز ليس فقط على تدريس الإسلام المعتدل، ولكن على التعليم الأساسي كذلك. وصرح صديقي قائلاً، ” إن العلاقة أصبحت واضحة بين قابلية التطرف وضحالة التعليم”.
إضافة إلى ذلك، سيقوم الشباب الذين جرى معالجتهم من التطرف بهذا البرنامج بإجراء زيارة لمراكز الأحداث لمشاركة قصص نجاحهم مع السجناء الحاليين. حيث سيشرح هؤلاء الشباب كيف تم استغلالهم وما الذي اتضح لهم من خلال خداعهم والتلاعب بهم من قبل المنظمات المتطرفة العنيفة.
وصرح مير فايز الدين أميني، مدير المركز في كابول، قائلاً، “إن برنامج اجتثاث التطرف من الشباب الأفغاني يساعد على التهدئة من روع الشباب حديثي السن وأن يصبحوا أقل عدوانية”. “وقد شعر الشباب حديثي السن بالندم تجاه ما قاموا به.”
وحثوا نظراءهم من الشباب على عدم الانسياق وراء خداع حركة طالبان وغيرها من الجماعات الإرهابية. وقال أميني أيضًا: “أن معظم الشباب الذين تم القبض عليهم فيما يتعلق بالهجمات الإرهابية قد تلقوا تعليمًا دينيًا غير صحيح، وعليه، فنحن نوفر لهم، هنا، علماء دين لتعليمهم أمور دينهم يوميًا — في الصباح والمساء”.
وذكر أحد هؤلاء الشباب لقناة طلوع نيوز، وهي قناة إخبارية تبث على مدار 24 ساعة، قائلاً “بعد ذلك سأركز في دراستي وأطالب أيضًا غيري من الشباب بعدم الانسياق وراء خداع حركة طالبان”.
ويأمل صديقي في توسعة نطاق برنامج اجتثاث التطرف من الشباب الأفغاني إلى مزيد من الأقاليم.