أسوشيتد برس
قامت حكومتا دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بإطلاق مركز اتصالات رقمي جديد شرق أوسطي يعتمد على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي من أجل مقاومة حملات الدعاية التي يقودها تنظيم داعش الإرهابي عبر الإنترنت.
حيث قام مناصرو تنظيم داعش باستغلال شبكات التواصل الإجتماعي لنشر مقاطع أفلام تلك الجماعة الإرهابية والتي تم تصويرها ببراعة على شاكلة أفلام هوليوود، هذا بالإضافة إلى نشر رسائل أخرى تهدف إلى استقطاب الدعم من الشباب المسلمين المتصلين بالإنترنت.
وقد دعا العديد من قادة الدول عبر العالم إلى أهمية القيام بالمزيد من أجل مناهضة تلك الحملات الإعلامية الشرسة، واصفين جبهة الاتصالات على أنها ركن أساسي من أركان الجهود المبذولة للقضاء على تنظيم داعش.
هذا، ويعتبر مركز صواب الذي افتتح في يوليو 2015 أحد أكثر الاستجابات الملموسة لهذه الدعوة في المنطقة. ويقع هذا المركز الذي جاء اسمه تعبيرًا عن القيام بما هو صحيح وصائب في إمارة أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد انتقل ريتشارد ستينجل وكيل وزارة الخارجية الأميركية للدبلوماسية العامة والشؤون العامة إلى دولة الإمارات ليشهد إطلاق مركز صواب، حيث أدلى هو والدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي ببيان مشترك مفاده أن هذا المركز يهدف في الأساس إلى دعم جهود التحالف والتصدي لحملات داعش الإعلامية بالإضافة إلى “إظهار الأصوات المسلمة المعتدلة وإيصالها إلى ملايين المسلمين في المنطقة.”
وفي حوار لاحق مع وكالة أسوشيتد برس أعرب ستينجل عن أمله في قيام هذا المشروع بالمساعدة في “عكس مفعول الروايات” المنتشرة حول هذه الجماعة الإرهابية والعمل كنقطة انطلاق لغيره من المراكز المشابهة في أماكن أخرى.
وأضاف ستينجل قائلا “إن ما سيقوم به مركز صواب هو العمل على تصويب الأفكار الخاطئة بأن داعش تتغلب علينا في حرب المعلومات وحرب شبكات التواصل الإجتماعي”.
وفي يوليو 2015 أطلق المركز مقاطع فيديو على موقع يوتيوب ورسائل بالعربية والإنجليزية على موقع التواصل الأجتماعي تويتر معلنًا عن انطلاقه. وسيعمل ما يقرب من 15 إلى 20 موظف بدوام كامل أغلبهم من الإماراتيين في المركز، هذا حسبما ذكر رشاد حسين المبعوث الأمريكي الخاص ومنسق الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة التطرف والإرهاب.
وفي سياق منفصل كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على توسيع قسم قائم بوزارة الخارجية الأمريكية تم تأسيسه عام 2011 برئاسة رشاد حسين يدعى مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة التطرف والإرهاب.
وشملت مهامه مناهضة الرسالات المتطرفة عبر الإنترنت وتنسيق جهود الرسائل الأمريكية المكافحة للتطرف والإرهاب. ويقوم هذا المركز بشكل متزايد، حسبما يذكر رشاد حسين، بنشر القصص حول المنشقين والمتطرفين السابقين مسلطًا الضوء على الضحايا المسلمين من الإرهاب وعارضًا الظروف الواقعية ووقائع ساحة المعركة في المناطق التي تسيطر عليها داعش.
كما أردف قائلاً أن موظفي مركز صواب بأبو ظبي سيعملون على استقطاب العديد من مستخدمي شبكات التواصل الأجتماعي وتكوين شراكة مع منظمات وأفراد بارزين من أجل التصدي لرسائل تنظيم داعش. كما سيستضيف المركز منصة لمشاركة المحتوى كي يتمكن الشركاء من رفع وتحميل الملفات.
هذا وقد ذكر رشاد حسين أن هذا المركز سيقوم بإطلاق رسالة قوية حينما تعمل المجتمعات الإسلامية بشكل علني على رفض رسائل المتطرفين، وأعرب عن تقديره للدور القيادي الإماراتي في دعم هذا المركز الجديد. وجاء على لسانه “أنه من المهم لشركائنا أن يدخلوا بكامل قوتهم في ساحة التواصل الإلكتروني بشكل يعكس مواقف المجتمعات الإسلامية عبر العالم”. F