Close Menu
Unipath
    Facebook X (Twitter) Instagram
    Facebook X (Twitter) Instagram
    Unipath
    • English
      • Русский (Russian)
      • العربية (Arabic)
      • Kurdish
    Subscribe
    • Home
    • Features

      The Power of the U.S. Department of War Rewards Program

      October 28, 2025

      Cohesion in a Crisis

      October 23, 2025

      Many Countries, One Mission

      September 19, 2025

      Cooperation in a Crisis

      August 15, 2025

      Lebanese Armed Forces Protects Southern Region of Country

      August 15, 2025
    • Departments
      1. Senior Leader Profile
      2. Around the Region
      3. Key Leader’s Message
      4. View All

      Professionalism in the Service of Counter-Terrorism

      August 11, 2025

      A Special Soldier to Command Special Forces

      April 9, 2025

      A Forceful Voice Against Violent Extremists

      October 18, 2024

      Service to the State

      January 24, 2024

      Egypt Plays Pivotal Role in Stabilizing the Middle East

      August 11, 2025

      Pakistan’s Air Force Supports Iraqi Counterparts

      August 11, 2025

      Arabian Gulf States Uphold Kuwaiti Sovereignty Over Offshore Gas Field

      August 11, 2025

      Tajikistan Strengthens Security Partnership with Kuwait

      August 11, 2025

      Key Leader’s Message

      August 15, 2025

      Key Leader’s Message

      April 11, 2025

      Key Leader’s Message

      January 13, 2025

      Key Leader’s Message

      August 6, 2024

      Key Leader’s Message

      August 15, 2025

      Professionalism in the Service of Counter-Terrorism

      August 11, 2025

      Egypt Plays Pivotal Role in Stabilizing the Middle East

      August 11, 2025

      Pakistan’s Air Force Supports Iraqi Counterparts

      August 11, 2025
    • About Unipath
      • About Us
      • Subscribe
      • Contact
    • Contribute
    • Archive
    • English
      • Русский (Russian)
      • العربية (Arabic)
      • Kurdish
    Unipath
    Home»إصلاح جذري

    إصلاح جذري

    UnipathBy UnipathAugust 11, 2016No Comments10 Mins Read
    Share
    Facebook Twitter Telegram WhatsApp Copy Link

    برامج‭ ‬مناهضة‭ ‬التطرف‭ ‬والمتطرفين‭ ‬ضرورية،‭ ‬لكنها‭ ‬غير‭ ‬كافية

    أسرة‭ ‬يونيباث
    تكمن عملية‭ ‬اجتثات‭ ‬التطرف‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬تعطي‭ ‬أثرها‭ ‬بين‭ ‬لحظة‭ ‬وأخرى،‭ ‬فالمتطرف‭ ‬الذي‭ ‬وهب‭ ‬نفسه‭ ‬للتطرف‭ ‬قد‭ ‬يرى‭ ‬النور‭ ‬لكنه‭ ‬يختار‭ ‬الإعراض‭ ‬عنه،‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬يصيبه‭ ‬الذهول‭ ‬من‭ ‬قدر‭ ‬العنف‭ ‬المحيط‭ ‬به‭ ‬ويقرر‭ ‬التوبه‭. ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الواقع‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدًا‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فمع‭ ‬الأسباب‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬الأشخاص‭ ‬إلى‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬فإنهم‭ ‬يتركونها‭ ‬أيضًا‭ ‬لأسباب‭ ‬على‭ ‬القدر‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬التعقيد‭. ‬فالدوافع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬المحفزات‭ ‬الدينية‭ ‬أو‭ ‬خيبة‭ ‬الأمل‭ ‬أو‭ ‬وفاة‭ ‬أحد‭ ‬القادة‭ ‬العظام‭ ‬أو‭ ‬الخوف‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الأسر‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬كلها‭ ‬أسباب‭ ‬تدفع‭ ‬شخصًا‭ ‬ما‭ ‬إلى‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وبمجرد‭ ‬اختياره‭ ‬تركهم،‭ ‬يبدأ‭ ‬العمل‭ ‬الحقيقي‭. ‬
    رغم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬مخطط‭ ‬لمناهضة‭ ‬التطرف،‭ ‬فالحكومات‭ ‬تجرب‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬تاريخيًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطبيق‭ ‬استراتيجيات‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬المتطرفين‭ ‬داخل‭ ‬البلدان‭ ‬والمقاتلين‭ ‬العائدين‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أنهكتهم‭ ‬المعارك‭. ‬فدول‭ ‬الشمال‭ ‬الإفريقي‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬تصارع‭ ‬ظاهرة‭ “‬الأصوليين‭ ‬العائدين‭” ‬وهم‭ ‬شباب‭ ‬تركوا‭ ‬ساحات‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬وعادوا‭ ‬إلى‭ ‬بلادهم،‭ ‬ويكون‭ ‬هدفهم‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬مواصلة‭ ‬تطرفهم‭ ‬في‭ ‬أوطانهم‭. ‬ففي‭ ‬تونس‭ ‬وحدها‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬1500‭ ‬إلى‭ ‬3000‭ ‬شخص‭ ‬تركوا‭ ‬بلادهم‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬داعش،‭ ‬وسوف‭ ‬يعود‭ ‬أغلبهم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ما‭ ‬إلى‭ ‬بلادهم‭.‬
    ومن‭ ‬النقاط‭ ‬الأساسية‭ ‬لفهم‭ ‬عملية‭ ‬اجتثاث‭ ‬جذور‭ ‬التطرف‭ ‬إدراك‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬حدوث‭ ‬تحول‭ ‬كلي‭. ‬ويقول‭ ‬الدكتور‭ ‬عمر‭ ‬عاشور‭ – ‬الخبير‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التطرف‭ ‬الذي‭ ‬يدرّس‭ ‬بجامعة‭ ‬إكستر‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ – ‬إن‭ ‬العنصر‭ ‬الأساسي‭ ‬لمواجهة‭ ‬التطرف‭ ‬هو‭ ‬تخلي‭ ‬الشخص‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ ‬كوسيلة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافه،‭ ‬
    رجال يلعبون الكرة الطائرة في مركز مناهضة التطرف في الرياض بالمملكة العربية السعودية. وكالة الصحافة الفرنسية/صورغيتي
    رجال يلعبون الكرة الطائرة في مركز مناهضة التطرف في الرياض بالمملكة العربية السعودية.
    وكالة الصحافة الفرنسية/صورغيتي
    وأضاف‭: “‬إنه‭ ‬انتقال‭ ‬من‭ ‬النشاط‭ ‬المسلح‭ ‬إلى‭ ‬النشاط‭ ‬غير‭ ‬المسلح،‭ ‬ويعني‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬العنف‭ ‬كوسيلة‭ ‬للتغيير‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي‭ ‬أصبح‭ ‬أمرًا‭ ‬عفا‭ ‬عليه‭ ‬الزمن،‭ ‬فيبدأ‭ ‬بنبذه‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬إضافية‭ ‬نحو‭ ‬نزع‭ ‬الشرعية‭ ‬عنه‭.”‬
    لا‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬الإرهابي‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬عملية‭ ‬إصلاحه‭ ‬سيغير‭ ‬نظرته‭ ‬كلها‭ ‬للعالم‭. ‬فيقول‭ ‬عاشور‭: “‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬تغييرًا‭ ‬تجاه‭ ‬الاعتدال‭ ‬أو‭ ‬قبول‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬داخل‭ ‬دائرته‭.”‬
    ويفرق‭ ‬بعض‭ ‬العلماء‭ ‬تفريقًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬تخلصوا‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬والتطرف‭ ‬وتخلوا‭ ‬عن‭ ‬المعتقدات‭ ‬المتطرفة‭ ‬وأصبحوا‭ ‬يقبلون‭ ‬بقيم‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتعددية،‭ ‬والأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يفعلوا‭ ‬سوى‭ “‬عدم‭ ‬المشاركة‭” ‬بتركهم‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬واستنكروا‭ ‬العنف‭.‬
    ويقول‭ ‬رشاد‭ ‬علي‭ ‬زميل‭ ‬معهد‭ ‬الحوار‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬إصلاح‭ ‬الشباب‭ ‬الخاضع‭ ‬لأنشطة‭ ‬مناهضة‭ ‬التطرف‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الخطير‭ ‬وقوف‭ ‬العملية‭ ‬عند‭ ‬مرحلة‭ ‬عدم‭ ‬المشاركة،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعالج‭ ‬البرنامج‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬أيضًا،‭ ‬وإلا‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬هو‭ ‬احتواءه‭ ‬واحتضانه‭ -‬‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قوله‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مستوى‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬الحوار‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬وقف‭ ‬عند‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬منها،‭ ‬ومستوى‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬حركتهم،‭ ‬والقضايا‭ ‬التي‭ ‬سحبتهم‭ [‬نحو‭ ‬التطرف‭].” ‬
    نطاق‭ ‬عمل‭ ‬البرنامج
    هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬أنواع‭ ‬عامة‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬مناهضة‭ ‬التطرف‭ ‬وذلك‭ ‬طبقًا‭ ‬لبحث‭ ‬الدكتور‭  ‬عاشور‭: ‬
    وتمثل‭ ‬البرامج‭ ‬الشاملة‭ ‬باقة‭ ‬متكاملة،‭ ‬فتشمل‭ ‬تغيير‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬الفردية‭ ‬للمتطرفين،‭ ‬وتغيير‭ ‬سلوكياتهم،‭ ‬وتفكيك‭ ‬بنية‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وتلك‭ ‬النقاط‭ ‬هي‭ ‬الأصعب‭ ‬والأعلى‭ ‬تكلفة‭ ‬لكنها‭ ‬صاحبة‭ ‬أعلى‭ ‬معدلات‭ ‬النجاح‭ ‬وأطولها‭ ‬مدى‭.‬
    أما‭ ‬البرامج‭ ‬الجزئيه‭ ‬بذاتها‭ ‬فتعمل‭ ‬مع‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغيير‭ ‬أيديولوجياتهم‭ ‬وسلوكياتهم‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬تعمل‭ ‬بالضرورة‭ ‬مع‭ ‬الجماعة‭ ‬ككل،‭ ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬البرنامج‭ ‬أن‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬غلوّ‭ ‬الجماعة‭ ‬وطاقتها‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬جذر‭ ‬المشكلة‭.‬
    أما‭ ‬البرامج‭ ‬الواقعيه‭ ‬فلا‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬المتطرف‭ ‬وإنما‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬سلوكه،‭ ‬ويتضمن‭ ‬ذلك‭ ‬دفع‭ ‬المتطرف‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬خيارات‭ ‬محسوبة‭ ‬لتحسين‭ ‬حياته‭ ‬بنبذ‭ ‬السلوك‭ ‬المتطرف‭ ‬مقابل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فوائد‭ ‬معينة‭.‬
    في‭ ‬العالم‭ ‬المثالي،‭ ‬قد‭ ‬تثبت‭ ‬جميع‭ ‬برامج‭ ‬مناهضة‭ ‬التطرف‭ ‬شموليتها،‭ ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬الطريقة‭ ‬النفعية‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬الخيار‭ ‬الوحيد‭ ‬الممكن‭. ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬بعض‭ ‬الإستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭ ‬الخبراء‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬استخدام‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الإستراتيجيات‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬واحدة‭ ‬منها‭ ‬تضع‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬خضع‭ ‬لبرنامج‭ ‬مناهضة‭ ‬التطرف‭ ‬حاجزًا‭ ‬يمنعه‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ينتهجها‭ ‬سابقًا‭. ‬
    التدخل‭ ‬العقائدي‭:‬‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يتلقى‭ ‬المتطرفون‭ ‬توجيهًا‭ ‬عقائديًا‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬آراء‭ ‬دينية‭ ‬هي‭ ‬ببساطة‭ ‬غير‭ ‬صحيحة،‭ ‬وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬يتم‭ ‬اجتذاب‭ ‬الكثيرين‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬صفوف‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ممن‭ ‬لم‭ ‬يحتكّوا‭ ‬بالدين‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬احتكاكهم‭ ‬به‭ ‬ضعيفًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬انضمامهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعلهم‭ ‬عرضة‭ ‬لقبول‭ ‬التعاليم‭ ‬المنحرفة‭. ‬
    مجموعة من المتطرفين الذين كانوا منضمين للقاعدة في أحد مراكز تأهيل المتطرفين في الرياض بالمملكة العربية السعودية. وكالة الصحافة الفرنسية/صورغيتي
    مجموعة من المتطرفين الذين كانوا منضمين للقاعدة في أحد مراكز تأهيل
    المتطرفين في الرياض بالمملكة العربية السعودية.
    وكالة الصحافة الفرنسية/صورغيتي
    يعتمد‭ ‬برنامج‭ ‬مناهضة‭ ‬التطرف‭ ‬على‭ ‬جلوس‭ ‬العلماء‭ ‬والأئمة‭ ‬المسلمين‭ ‬المعتدلين‭ ‬وجهًا‭ ‬لوجه‭ ‬مع‭ ‬أولئك‭ ‬الشباب‭ ‬وتوضيح‭ ‬لهم‭ ‬خطأ‭ ‬ما‭ ‬تعلموه،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬السجون‭. ‬وقال‭ ‬علي‭ ‬إن‭ ‬التدخل‭ ‬العقدي‭ ‬يثبت‭ ‬فاعليته‭ ‬عندما‭ ‬يبين‭ ‬للشخص‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬لبرنامج‭ ‬مناهضة‭ ‬التطرف‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يعتنقه‭ ‬يخالف‭ ‬بالفعل‭ ‬حقيقة‭ ‬الإسلام‭. ‬وقال،‭ ‬هناك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬كتاب‭ ‬لأحد‭ ‬المتطرفين‭ ‬بعنوان‭ ‬إدارة‭ ‬التوحش‭, ‬يعتنق‭ ‬فكرة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬ذبح‭ ‬غير‭ ‬المؤمنين‭ – ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬المسلمين‭ – ‬تستخدمه‭ ‬داعش‭ ‬لتبرير‭ ‬القتل،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬دحضه‭ ‬بواسطة‭ ‬العلماء‭ ‬المسلمين‭. ‬
    وقال‭ ‬ليوني‭ ‬باث‭: “‬تعرض‭ ‬عليهم‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يتبعون‭ ‬تعاليم‭ ‬الدين‭ ‬التي‭ ‬نقلت‭ ‬إلينا‭ ‬والتي‭ ‬يدعون‭ ‬أنها‭ ‬كذلك،‭ ‬وهذا‭ ‬تمضي‭ ‬عملية‭ ‬الحوار‭ ‬لدينا‭. ‬إنها‭ ‬أشبه‭ ‬بالأسئلة‭ ‬والبراهين‭ ‬والتفكيك‭ ‬السقراطي‭ ‬للكذب‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬إقناعهم‭ ‬بالتفكير‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬آخر،‭ ‬فعندما‭ ‬يمضون‭ ‬في‭ ‬السلسلة‭ ‬يصلون‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬قرار‭ ‬بأن‭ ‬قناعتهم‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تنهار‭ ‬أو‭ ‬أنهم‭ ‬يكتفون‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬أو‭ ‬أنهم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭ ‬فيها‭.” ‬
    تمتلك‭ ‬بعض‭ ‬الحكومات‭ – ‬كحكومة‭ ‬السعودية‭ – ‬والتي‭ ‬تعلن‭ ‬أن‭ ‬معدلات‭ ‬النجاح‭ ‬لديها‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬80‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬آليات‭ ‬تدخل‭ ‬عقائدية‭ ‬مؤسسية‭ ‬راسخة،‭ ‬فقد‭ ‬افتتحت‭ ‬الحكومة‭ ‬السعودية‭ ‬مبنى‭ ‬فخمًا‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬76‭ ‬ألف‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬يستضيف‭ ‬المتطرفين‭ ‬المشتبه‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬عشرات‭ ‬البلدان‭ ‬حيث‭ ‬يتعرضون‭ ‬لبرنامج‭ ‬شامل‭ ‬لإعادة‭ ‬التأهيل‭ ‬يشمل‭ ‬علاجًا‭ ‬نفسيًا‭ ‬وإرشادًا‭ ‬دينيًا‭ ‬ويتلقون‭ ‬مساعدة‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬والإصلاح‭ ‬الأسري‭. ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الوسيلة‭ ‬فعالة‭ ‬لكنها‭ ‬أيضًا‭ ‬مكلفة‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬صعبة‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬قلة‭ ‬الموارد‭ ‬وكثرة‭ ‬عدد‭ ‬المتطرفين‭. ‬
    وتتبنى‭ ‬بلدان‭ ‬أخرى‭ ‬نظرة‭ ‬كلية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زيادة‭ ‬النتائج‭ ‬المرجوة،‭ ‬حيث‭ ‬تغلق‭ ‬تلك‭ ‬البلدان‭ ‬المساجد‭ ‬الخاضعة‭ ‬لإشراف‭ ‬المتطرفين‭ ‬وتؤدي‭ ‬دورًا‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدريب‭ ‬أئمة‭ ‬معتدلين‭. ‬فالمغرب‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬افتتحت‭ ‬مركزًا‭ ‬أنفقت‭ ‬عليه‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬لتدريب‭ ‬علماء‭ ‬الدين‭ ‬والأئمة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬
    ويسعى‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬إلى‭ ‬تقوية‭ ‬الأصوات‭ ‬الإيجابية‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬صارمة‭ ‬تجاه‭ ‬من‭ ‬ينشرون‭ ‬الكراهية،‭ ‬فتونس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬وبعد‭ ‬هجومين‭ ‬إرهابيين‭ ‬أغلقت‭ ‬80‭ ‬مسجدًا‭ ‬تابعًا‭ ‬للمتطرفين‭. ‬كما‭ ‬رعت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ – ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬نزع‭ ‬الشرعية‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ – ‬جهودًا‭ ‬لإنتاج‭ ‬برامج‭ ‬وبيانات‭ ‬تليفزيونية‭ ‬يقدمها‭ ‬علماء‭ ‬لتوضيح‭ ‬أن‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬تعارض‭ ‬تعاليم‭ ‬الإسلام‭. ‬
    وأشارت‭ ‬هدايات‭ ‬حسن‭ – ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ – ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬هاجمتهم‭ ‬جماعة‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬نيجيريا‭ ‬كانوا‭ ‬علماء‭ ‬الدين‭ ‬وغيرهم‭ ‬ممن‭ ‬كانوا‭ ‬يعارضون‭ ‬التعاليم‭ ‬العقائدية‭ ‬التي‭ ‬تتبناها‭ ‬الجماعة‭. ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الأدوار‭ ‬الفعالة‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬عليها‭ ‬برامج‭ ‬الحكومات‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬يكشفون‭ ‬زيف‭ ‬المعتقدات‭ ‬التي‭ ‬تحض‭ ‬على‭ ‬العنف‭.‬
    وقالت‭: “‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الدين‭ ‬الذين‭ ‬يناهضون‭ ‬بدعواهم‭ ‬تلك‭ ‬الفصائل،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬يعلم‭ ‬ذلك؟‭ ‬هناك‭ ‬أشرطة‭ ‬الكاسيت‭ ‬ومقاطع‭ ‬الفيديو،‭ ‬وهناك‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أرجاء‭ ‬نيجيريا‭ ‬تفند‭ ‬بالفعل‭ ‬أغلب‭ ‬تعاليم‭ ‬تلك‭ ‬الطائفة‭ [‬بوكو‭ ‬حرام‭]‬،‭ ‬لكن‭ ‬كيفية‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬التحدي‭ ‬الحقيقي‭.”‬
    التدخل‭ ‬النفسي‭:‬‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬الدينية‭ ‬هي‭ ‬الممر‭ ‬الذي‭ ‬ينشر‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬المتطرفون‭ ‬إجرامهم،‭ ‬فإن‭ ‬الدين‭ ‬لا‭ ‬يضع‭ ‬حدًا‭ ‬لذلك‭. ‬ويقول‭ ‬الصحفي‭ ‬السوري‭ ‬حسن‭ ‬حسن‭ ‬الذي‭ ‬حاور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬داعش‭ ‬أنه‭ ‬وجد‭ ‬ستة‭ ‬أسباب‭ ‬تؤدي‭ ‬بالناس‭ ‬إلى‭ ‬انتهاج‭ ‬التطرف،‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬منها‭ ‬بالدين‭ ‬إلا‭ ‬سببان‭ ‬فقط‭. ‬أما‭ ‬أكثر‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬الانضمام‭ ‬فتندرج‭ ‬تحت‭ ‬قسمين‭ ‬رئيسيين‭: ‬الأول،‭ ‬أنهم‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يشعروا‭ ‬بالأهمية،‭ ‬والثاني،‭ ‬أنه‭ ‬يريدون‭ ‬اتباع‭ ‬قائد‭ ‬له‭ ‬مرجعية‭ ‬فكرية‭ ‬واضحة‭ ‬ويمنحهم‭ ‬شعورًا‭ ‬بأنهم‭ ‬يسعون‭ ‬خلف‭ ‬غاية‭.‬
    وبالعكس،‭ ‬فمن‭ ‬الأسباب‭ ‬الشائعة‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬المتطرفين‭ ‬إلى‭ ‬ترك‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬هو‭ ‬خيبة‭ ‬الأمل،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قول‭ ‬الدكتور‭ ‬جون‭ ‬هورجان‭ ‬الذي‭ ‬حاور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬إرهابيًا‭ ‬سابقًا‭. ‬وينبع‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬من‭ ‬التفاوت‭ ‬بين‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬يتخيلها‭ ‬المتطرف‭ ‬وبين‭ ‬الحياة‭ ‬القاسية‭ ‬الفاسدة‭ ‬التي‭ ‬يجدها‭ ‬داخل‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭. ‬
    رجال يتعلمون صناعات يدوية في مركز لمناهضة التطرف في وادي سوات بباكستان. رويترز
    رجال يتعلمون صناعات يدوية في مركز لمناهضة التطرف في وادي سوات بباكستان. رويترز
    وكتب‭ ‬هورجان‭: “‬بعض‭ ‬الإرهابيين‭ ‬السابقين‭ ‬ممن‭ ‬حاورتهم‭ ‬أخبروني‭ ‬أنهم‭ ‬شعروا‭ ‬بخيبة‭ ‬أمل‭ ‬كبيرة‭ ‬تجاه‭ ‬جماعتهم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتخذوا‭ ‬قرارًا‭ ‬بتركها‭ ‬بوقت‭ ‬طويل،‭ ‬وكان‭ ‬الدافع‭ ‬لإحجامهم‭ ‬عن‭ ‬المغادرة‭ ‬يكمن‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬سبيلاً‭ ‬للخروج‭. ‬وفي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬برامج‭ ‬مناهضة‭ ‬التطرف‭ ‬فرصة‭ ‬حقيقية‭ ‬ثانية‭ ‬للحياة؛‭ ‬والبديل‭ ‬الوحيد‭ ‬لذلك‭ ‬هو‭ ‬قضاء‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬السجن،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬كانوا‭ ‬فيه‭.”‬
    ويعني‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يغادرون‭ ‬أو‭ ‬يلقى‭ ‬القبض‭ ‬عليهم‭ ‬تمنح‭ ‬لهم‭ ‬فرصة‭ ‬لترك‭ ‬حياتهم‭ ‬السابقة‭ ‬وراء‭ ‬ظهورهم‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬تحقيقه‭ ‬الاستشارات‭ ‬النفسية‭. ‬ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬العلاج‭ ‬الفردي‭ ‬دراسة‭ ‬الدوافع‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬العنف،‭ ‬والحث‭ ‬على‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬الضحايا‭ ‬وتعليم‭ ‬الشخص‭ ‬طرقًا‭ ‬جديدة‭ ‬يحقق‭ ‬بها‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬العالم‭.‬
    الإغراءات‭:‬‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخاطب‭ ‬برامج‭ ‬مناهضة‭ ‬التطرف‭ ‬معتقدات‭ ‬الشخص‭ ‬الفلسفية‭ ‬والدينية،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تخاطب‭ ‬فيه‭ ‬جانب‭ ‬الحسابات‭ ‬النفعية‭ ‬والمصلحة‭ ‬الشخصية‭. ‬وقد‭ ‬ثبتت‭ ‬فاعلية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬الإغراء‭ ‬أو‭ ‬التحفيز‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬الإرهابيين‭ ‬إلى‭ ‬نبذ‭ ‬العنف،‭ ‬وتشمل‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬عروضًا‭ ‬بالعفو‭ ‬وإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬السجناء‭ ‬وتقديم‭ ‬دفعات‭ ‬مالية‭ ‬وحماية‭ ‬أسرية‭ ‬ومعونة‭ ‬وظيفية‭. ‬
    وبرغم‭ ‬أن‭ ‬الكثيرين‭ ‬قد‭ ‬ينفرون‭ ‬من‭ ‬مكافئة‭ ‬أشخاص‭ ‬على‭ ‬سلوكهم‭ ‬العنيف،‭ ‬يرى‭ ‬بعض‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الإجراء‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭. ‬يقول‭ ‬دكتور‭ ‬عاشور‭: “‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬أي‭ ‬تجربة‭ ‬مناهضة‭ ‬للتطرف‭ ‬نجحت‭ ‬وقد‭ ‬أهملت‭ ‬جانب‭ ‬الإغراء،‭ ‬فكل‭ ‬الحالات‭ ‬الناجحة‭ ‬من‭ ‬إندونيسيا‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬طبقت‭ ‬آلية‭ ‬الإغراء‭ ‬والتي‭ ‬تراوحت‭ ‬بين‭ ‬تحسين‭ ‬ظروف‭ ‬السجن‭ ‬دائمًا‭ ‬كحد‭ ‬أدنى‭ ‬إلى‭ ‬صيغة‭ ‬لتقاسم‭ ‬السلطة‭ ‬كحد‭ ‬أقصى‭.” ‬وأضاف‭ ‬عاشور‭ ‬أن‭ ‬أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬لاستخدام‭ ‬الإغراءات‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تستخدم‭ ‬بشكل‭ ‬انتقائي‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬باقة‭ ‬شاملة‭ ‬لبرنامج‭ ‬لمناهضة‭ ‬التطرف‭. ‬
    ومن‭ ‬الإغراءات‭ ‬التي‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يتغاضى‭ ‬عنها‭ ‬رغم‭ ‬فاعليتها‭ ‬القوية‭ ‬حماية‭ ‬الأسر،‭ ‬ففي‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬ظل‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬منضمين‭ ‬إلى‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بدافع‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تنتقم‭ ‬جماعتهم‭ ‬من‭ ‬أسرهم‭ ‬إذا‭ ‬تركوها،‭ ‬وكذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبوكو‭ ‬حرام‭ ‬التي‭ ‬ابتزت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬لدفعهم‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الجماعة‭ ‬عبر‭ ‬تهديد‭ ‬أفراد‭ ‬أسرهم،‭ ‬فلو‭ ‬استطاعت‭ ‬الحكومات‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬الحماية‭ ‬أو‭ ‬تغيير‭ ‬محل‭ ‬إقامة‭ ‬أسر‭ ‬المنشقين،‭ ‬فسوف‭ ‬تقل‭ ‬احتمالية‭ ‬عودتهم‭ ‬إلى‭ ‬الجماعات‭ ‬أو‭ ‬انتهاجهم‭ ‬العنف‭.” ‬
    القيادة‭:‬‭ ‬عند‭ ‬تفكيك‭ ‬هيكل‭ ‬سلطة‭ ‬إحدى‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬وعند‭ ‬خروج‭ ‬القائد‭ ‬ذي‭ ‬الشعبية‭ ‬الكاسحة‭ ‬من‭ ‬ميدان‭ ‬المعركة‭ ‬أو‭ ‬اختيار‭ ‬غيره،‭ ‬تصبح‭ ‬عملية‭ ‬مواجهة‭ ‬التطرف‭ ‬أسهل‭ ‬بالنسبة‭ ‬للجنود‭ ‬العاديين،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ثبت‭ ‬نجاحه‭ ‬مرة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭. ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬1997‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬خاطر‭ ‬اللواء‭ ‬إسماعيل‭ ‬اللماري‭ ‬بحياته‭ ‬ومصداقيته‭ ‬المهنية‭ ‬عندما‭ ‬سافر‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬المعاقل‭ ‬الجبلية‭ ‬التابع‭ ‬للجبهة‭ ‬الإسلامية‭ ‬للإنقاذ‭ ‬لعقد‭ ‬مباحثات‭ ‬سلام‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬قائدها،‭ ‬ونجحت‭ ‬الخطة‭ ‬واستطاع‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬قيادة‭ ‬الجبهة‭ ‬الإسلامية‭ ‬للإنقاذ‭ ‬تعلن‭ ‬نبذها‭ ‬للعنف،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ثبت‭ ‬أنه‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬المنظمة‭ ‬كلها‭ ‬إلى‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬السلاح‭. ‬وفي‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬خضع‭ ‬قادة‭ ‬جماعتين‭ – ‬الجماعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والجهاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬بمصر‭ – ‬إلى‭ ‬تدخلات‭ ‬عقائدية‭ ‬أجراها‭ ‬علماء‭ ‬وأئمة‭ ‬أدت‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬نبذ‭ ‬العنف،‭ ‬وهي‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬نقلت‭ ‬إلى‭ ‬المقاتلين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬الذين‭ ‬تبعوها‭ ‬بدورهم‭.‬
    والدرس‭ ‬المستفاد‭ ‬في‭ ‬الحالتين‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أمر‭ ‬القيادة‭ ‬يؤثر‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬مناهضة‭ ‬العنف‭ ‬فإقناع‭ ‬القادة‭ ‬بالتخلي‭ ‬عن‭ ‬السلاح‭ ‬يمثل‭ ‬عامل‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬اللعبة‭ ‬بأكملها‭. ‬وخلصت‭ ‬دراسة‭ ‬أجرتها‭ ‬مؤسسة‭ ‬راند‭ ‬على‭ ‬268‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬نشطت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1968‭ ‬إلى‭ ‬2006‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬هزم‭ ‬منهم‭ ‬عسكريًا‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬7‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬فيما‭ ‬اختارت‭ ‬نسبة‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬بلغت‭ ‬43‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬السلاح‭ ‬وأن‭ ‬تسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬غاياتها‭ ‬عبر‭ ‬النظم‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفاوض‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬الحكومات‭. ‬
    يقول‭ ‬عاشور‭: “‬إنك‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬القادة،‭ ‬وهو‭ ‬قلة‭ ‬مختارة،‭ ‬والقادة‭ ‬أنفسهم‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬ينشرون‭ ‬الفكرة‭ ‬بين‭ ‬الرتب‭ ‬الوسطى‭ ‬وعامة‭ ‬الجمهور،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬القادة‭ ‬يتمتعون‭ ‬بجاذبية‭ ‬جماهيرية‭ ‬كافية‭ ‬وكانت‭ ‬عامة‭ ‬الجمهور‭ ‬تؤمن‭ ‬بهم‭ ‬بما‭ ‬يكفي،‭ ‬فسيكون‭ ‬ذلك‭ ‬الحل‭ ‬ناجحًا‭ ‬جدًا‭.”  ‭ ‬

    Share. Facebook Twitter Pinterest LinkedIn Tumblr Email
    Previous Articleمادران علیه ترور
    Next Article Sawab Combats Daesh in Cyberspace

    Comments are closed.

    V13N2

    Subscribe Today

    Subscribe to our mailing list to get the latest edition of Unipath.

    Unipath
    Facebook X (Twitter) Instagram
    © 2025 Unipath. All Rights Reserved.

    Type above and press Enter to search. Press Esc to cancel.