قوة ضاربة وشلال من المعلومات
إدارة الاستخبارات العسكرية العراقية
شكلت الاستخبارات العسكرية عنصرًا هامًا وصعبًا في جميع المعادلات الأمنية القائمة بالعراق، اعتمادًا على ما توفره من سيل المعلومات المتعلقة بالجانب الأمني للدولة.
ولذلك فقد شهدت إدارة الاستخبارات العسكرية العراقية تطورًا مهمًا ألقى بظلاله على جميع القطاعات العسكرية الثلاثة )البرية والبحرية والجوية(.
فكانت المعلومة هي اللبنة الأساسية للعمل الاستخباراتي والتي على ضوئها يتم تشخيص الأهداف وتحديد وسيلة معالجتها وطرق التعامل معها.
وعلى الرغم من تعاقب عدة قيادات على تولي مسؤولية إدارة الاستخبارات العسكرية إلا أن ما شهدته في ظل إدارة اللواء الركن سعد مزهر العلاق جعلها تعيش عصرها الذهبي وخاصة مع تدفق الإنجازات التي حققتها الإدارة تحت قيادته وفي فترة تعد قياسية على الصعيد العسكري.
حيث عمد سيادته ومنذ توليه المسؤولية إلى العمل بجدية كبيرة وبسرعة عالية للنهوض بالإدارة من خلال اتباع سياسة التوازن ما بين العمل الاستخباراتي الداخلي والخارجي لكون كلاهما يؤثر على الآخر.
وقام كذلك بترتيب البيت الاستخباراتي وأسس منظومة إدارية ممتازة اهتمت بشؤون منتسبي الإدارة وبالعمل الإداري، حيث تمت تهيئة شعب الأقسام وإظهارها بالمظهر اللائق وإنشاء قاعدة بيانات موحدة تساعد الضباط وضباط الصف على إدارة أعمالهم بالشكل الصحيح ووفقًا لمبادئ التفتيش الخاصة بإدارة التفتيش العامة للقوات المسلحة العراقية والعمل المستمر خلال التوقيتات المحددة لإنجاز المهام المكلف بها الموظفون.
ومن ناحية أخرى، أشرف على تأسيس فوج المهمات الثاني المخصص لأداء مهام دعم الفوج الأول، كما أشرف بصورة مباشرة على تشكيل خلية الاستخبارات لمكافحة الإرهاب وهي الخلية المعنية بتنفيذ المهام الصعبة والخطرة فضلاً عن تشكيل سرية المهام الخاصة.
ولم يكتف اللواء الركن سعد العلاق بذلك، بل أعطى تعليماته لخلية الاستخبارات ومكافحة الإرهاب والفوجين الأول والثاني بتوجيه ضربات صاروخية بالقاذفات الأنبوبية إلى عصابات داعش، فشنت عشرات الضربات على مناطق جرف النصر والفلوجة ومناطق غرب الأنبار خلفت وراءها عشرات القتلى والجرحى ودمرت العديد من الآليات والأوكار والتجمعات ومعامل التفخيخ، وشكلت هذه الضربات سابقة غير مألوفة في العمل الاستخباراتي المتعارف عليه كما مهدت الطريق لمرحلة تطور عمل الاستخبارات العسكرية العراقية.

ولعبت الاستخبارات العسكرية دورًا متميزًا في تزويد الوحدات العسكرية البرية بشلال من المعلومات مكنتها من تحقيق انتصارات لا تخطئها عين.
كما زودت الاستخبارات العسكرية القوات الجوية بمعلومات غاية في الدقة عن أفراد داعش شملت أماكن تجمعاتهم ومخابئهم وأنفاقهم وتحركاتهم وهو ما ساهم في تدميرها بضربات جوية مركزة.
وفي السياق ذاته نجد أن قوات التحالف الدولي قد اعتمدت بصورة كبيرة على المعلومات المقدمة إليها من الاستخبارات العسكرية لتنفيذ طلعاتها الجوية وإصابة أهدافها بدقة نتيجة التنسيق المشترك بين مديرية الاستخبارات العسكرية وقوات التحالف الدولي على صعيد المعلومات وتحديد الأهداف وتبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية.
كما تمكنت الاستخبارات العسكرية من تزويد الوحدات العراقية البرية بالمعلومات الدقيقة عن نوايا العدو تجاهها وتمكنت على ضوء ذلك من صد العديد من هجمات الدواعش وتنفيذ هجمات مضادة والتعامل مع عصابات داعش الإجرامية و شن هجمات على مخابئهم وأرتالهم.
جاء ذلك إلى جانب المعلومات الاستباقية التي ساهمت في إحباط وإفشال العديد من هجمات الدواعش قبل شنها.
واعتمادًا على المعلومات الدقيقة والمراقبة والتحري وتحليل وتقاطع المعلومات فقد تمكن أبطال إدارة الاستخبارات العسكرية من خلية الاستخبارات ومكافحة الارهاب والفوجين الأول والثاني وبإشراف مباشر ومتابعة دقيقة من اللواء من تحقيق الإنجازات التالية:
الجماعات الارهابية:
- تفكيك 11 شبكة إرهابية كانت تخطط لاستهداف المواطنين بما فيهم زوار المقامات المقدسة في عدد من المحافظات ومنها العاصمة بغداد.
- تدمير أكثر من دستة من مخابئ الذخيرة والمؤن.
- تدمير عدد من مخابئ الإرهابيين.
- الاستيلاء على 10 سيارات كانت تستخدمها المجموعات الإرهابية لتنفيذ جرائمها.
- الاستيلاء على عدد كبير من العبوات والأحزمة الناسفة والأسلحة المختلفة.
العمليات الاستباقية :
- قتل أحد الانتحاريين في منطقة التاجي قبل تفجير نفسه وسط المواطنين ونقاط التفتيش.
- قتل اثنان من الانتحاريين في منطقة العامرية قبل تنفيذ عملياتهم الإرهابية باستهداف المواطنين الأبرياء في العاصمة بغداد.
-
قوات الأمن العراقية تساعد المصابين المدنيين أثناء فرارهم من أعمال العنف التي شهدتها الرمادي في فبراير 2016. رويترز
الضربات الصاروخية ونتائجها :
تمت جميع هذه الضربات بإشراف مباشر من مدير الاستخبارات العسكرية وبتنفيذ أبطال خلية الاستخبارات ومكافحة الارهاب والفوجين الأول والثاني التابعين للإدارة وبناءً على معلومات وإحداثيات غاية في الدقة، حيث بلغ عدد الضربات الصاروخية الموجهة لداعش 36 ضربة شملت كل منها بعشرات الصواريخ، مما ألحق بهم خسائر فادحة كما يلي:
- تدمير أكثر من 13 موقعًا هامًا لمجرمي داعش
- تدمير عدد من مستودعات الأسلحة
- تدمير عدد من معامل التفخيخ وصناعة العبوات
- تدمير عدد من المقرات والأوكار الخاصة بقادة داعش
- تدمير عدد من المستشفيات الميدانية
- تدمير عدد من ما يسمى بالمحاكم الشرعية
- تدمير 72 آلية مختلفة الأنواع.