فهم السيكولوجية الإرهابية

معرفة‭ ‬طريقة‭ ‬تفكير‭ ‬المجرمين‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬وقوع‭ ‬الجريمة

العقيد‭ ‬الدكتور‭ ‬يوسف‭ ‬الياقوت،

‭ ‬شرطة‭ ‬الكويت

هل 

الإرهابي‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬المجرم‭ ‬الذي‭ ‬يضغط‭ ‬على‭ ‬زناد‭ ‬المسدس‭ ‬فيغتال‭ ‬شخصية‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬وضح‭ ‬النهار؟‭ ‬أم‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬المتطرف‭ ‬الذي‭ ‬يصدر‭ ‬فتاوى‭ ‬تبيح‭ ‬هدر‭ ‬دم‭ ‬الابرياء؟‭ ‬أم‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬السياسي‭ ‬ذو‭ ‬السطوة‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتورع‭ ‬عن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬خصومه‭ ‬بوحشيه‭ ‬واستبد‭. ‬

وهنا‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬تعريف‭ ‬الإرهابي‭ ‬على‭ ‬أنه‭: ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬ارتكب‭ ‬بنفسه‭ ‬أو‭ ‬اشترك‭ ‬أو‭ ‬نظم‭ ‬أرقام‭ ‬بتوجيه‭ ‬أشخاص‭ ‬آخرين‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بعمل‭ ‬إرهابي،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬ساهم‭ ‬بشكل‭ ‬عمدي‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬عمل‭ ‬إرهابي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬أشخاص‭ ‬يعملون‭ ‬بغرض‭ ‬مشترك‭ ‬بهدف‭ ‬توسيع‭ ‬العمل‭ ‬الارهابي‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بنية‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬الاشخاص‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬العمل‭ ‬الإرهابي‭.‬

وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬مفهوم‭ ‬الإرهابي‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬القتلة‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بعملية‭ ‬الاغتيال‭ ‬أو‭ ‬التفجير‭ ‬بل‭ ‬مفهوم‭ ‬الارهابي‭ ‬كما‭ ‬سبق‭ ‬ذكره‭ ‬يمتد‭ ‬ليشمل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ساهم‭ ‬أو‭ ‬اشتر‭ ‬ك‭ ‬أو‭ ‬خطط‭ ‬لاي‭ ‬عمل‭ ‬إرهابي‭.‬

وتجدر‭ ‬الاشارة‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الأدعاءات‭ ‬الزائفة‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬المجاميع‭ ‬الأرهابية‭ ‬بتبرير‭ ‬أفعالهم‭ ‬الاجرامية‭ ‬بأن‭ ‬الإرهابي‭ ‬هو‭ ‬إنسان‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬الحرية‭ ‬أو‭ ‬يصفون‭ ‬الارهابي‭ ‬بأنه‭ ‬مجاهد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬والاستقلال‭. ‬حيث‭ ‬يتفق‭ ‬خبراء‭ ‬الإرهاب‭ ‬كلهم‭ ‬تقريبا‭ ‬بأنهم‭ ‬مجرمون‭ ‬وأن‭ ‬العمل‭ ‬الإرهابي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تبريره‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬ظرف‭ ‬سواء‭ ‬سياسي‭ ‬أو‭ ‬ديني‭ ‬أو‭ ‬أيديولوجي‭ ‬فقتل‭ ‬الابرياء‭ ‬وتدمير‭ ‬الاثار‭ ‬والتاريخ‭ ‬الانساني‭ ‬وتقويض‭ ‬الامن‭ ‬هي‭ ‬جريمة‭ ‬ويجب‭ ‬تقديم‭ ‬فاعلها‭ ‬إلى‭ ‬المحاكمة‭.‬

وكذلك‭ ‬أيضا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬كباحثين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإرهاب‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬الارهابيون‭ ‬الذين‭ ‬يتواجدون‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬الاحداث‭ ‬الإرهابية‭ ‬بهدف‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬وهو‭ ‬المغامرة،‭ ‬فكما‭ ‬هناك‭ ‬رحلات‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬المغامرون‭ ‬الاغنياء‭ ‬إلى‭ ‬الغابات‭ ‬لاصطياد‭ ‬الحيوانات‭ ‬المفترسة،‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬رحلات‭ ‬منظمة‭ ‬إلى‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬المغامرين‭ ‬الأغنياء‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬متوترة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وفى‭ ‬بعض‭ ‬الاحيان‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مستقرة‭ ‬للقيام‭ ‬بالمغامرة‭ ‬وقتل‭ ‬أبرياء‭ ‬أو‭ ‬تفجير‭ ‬قنابل‭ ‬حقيقية‭ ‬إشباعا‭ ‬لنفوسهم‭ ‬المريضة‭ ‬بحب‭ ‬المغامرة‭.‬

بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الإرهابي‭ ‬يصنف‭ ‬تحت‭ ‬فئة‭ ‬المجرمين‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬الإرهابي‭ ‬هو‭ ‬مجرم‭ ‬مختلف‭ ‬ومميز‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬المجرمين،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الإرهابي‭ ‬له‭ ‬صفات‭ ‬سيكولوجية‭ ‬وأنماط‭ ‬إجرامية‭ ‬تجعله‭ ‬شخصية‭ ‬تستحق‭ ‬الدراسة،‭ ‬فهو‭ ‬أثناء‭ ‬التخطيط‭ ‬للعملية‭ ‬الإرهابية‭ ‬يستخدم‭ ‬أساليب‭ ‬التخطيط‭ ‬الحديثة‭ ‬وأثناء‭ ‬التنفيذ‭ ‬يستخدم‭ ‬كذلك‭ ‬أساليب‭ ‬مبتكرة‭ ‬وحديثة‭ ‬ومن‭ ‬الناحية‭ ‬النفسية‭ ‬تراهم‭ ‬أكثر‭ ‬ثباتا‭ ‬وتحكم‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الأنفعالي‭. ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬تظهر‭ ‬سيكولوجية‭ ‬هؤلاء‭ ‬الإرهابيون‭ ‬أثناء‭ ‬عمليات‭ ‬التفاوض‭ ‬معهم‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬الحديث‭ ‬معهم‭ ‬مباشرة‭ ‬وترى‭ ‬بعضهم‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يخفي‭ ‬شخصيته‭ ‬الاجرامية‭ ‬خلف‭ ‬ستار‭ ‬من‭ ‬الاخلاق‭ ‬والدين‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬ينكشف‭ ‬ويسقط‭ ‬ذلك‭ ‬القناع،‭ ‬وتظهر‭ ‬الشخصية‭ ‬المريضة‭ ‬المتعطشة‭ ‬للدماء‭ ‬ونشر‭ ‬الخوف‭ ‬والفزع‭ ‬بين‭ ‬الناس‭.‬

يقسم‭ ‬المجرمين‭ ‬الى‭ ‬عدة‭ ‬اقسام‭ ‬وكما‭ ‬يلي‭:‬

الإرهابي‭ ‬بالميلاد‭:‬‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الإرهابيين‭ ‬تتصف‭ ‬بأنها‭ ‬قاسية‭ ‬القلب‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بتأنيب‭ ‬الضمير،‭ ‬المجرم‭ ‬بالميلاد‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الجريمة‭ ‬هي‭ ‬صفة‭ ‬حسنة‭ ‬ويشعر‭ ‬بالسعادة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬ينجح‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬وهؤلاء‭ ‬المجرمين‭ ‬معروفين‭ ‬وموثقين‭ ‬في‭ ‬السجلات‭ ‬الجنائية‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ولديهم‭ ‬سوابق‭ ‬عديدة‭ ‬إجرامية‭ ‬ويجب‭ ‬فور‭ ‬حصول‭ ‬الازمة‭ ‬متابعة‭ ‬هؤلاء‭ ‬المجرمين‭.‬

الإرهابي‭ ‬بالصدفة‭:‬‭ ‬الارهابي‭ ‬بالصدفة‭ ‬َلا‭ ‬يوجد‭ ‬لديه‭ ‬أي‭ ‬ميول‭ ‬أجرامية،‭ ‬وفي‭ ‬الغالب‭ ‬يعيش‭ ‬حياة‭ ‬عادية‭ ‬شريفة،‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬لديه‭ ‬شعور‭ ‬بالنقص،‭ ‬فحين‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬ظروف،‭ ‬يعجز‭ ‬عن‭ ‬تجاوزها‭ ‬مثل‭ ‬الفقرأو‭ ‬البطالة،‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬شباك‭ ‬الأرهاب‭ ‬والجريمة‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬تردد‭ ‬شديد،‭ ‬وأقدام‭ ‬وأحجام،‭ ‬ثم‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬نفسه،‭ ‬ويراجع‭ ‬ضميره،‭ ‬فيعضه‭ ‬الندم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فعله‭. ‬ويستسلم‭ ‬لرجال‭ ‬الامن‭.‬

شبه‭ ‬المجرم‭:‬‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يرتكب‭ ‬جريمة‭ ‬غير‭ ‬عمدية‭ ‬أو‭ ‬يرتكب‭ ‬الجريمة‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬الغير،‭ ‬أو‭ ‬الشرف،‭ ‬أو‭ ‬العائلة‭.‬

المجرم‭ ‬المعتاد‭:‬‭ ‬الذي‭ ‬يولد‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬ميول‭ ‬أجرامية‭ ‬في‭ ‬تكوينه‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬ظروفا‭ ‬خارجية‭ ‬تقوده‭ ‬إلى‭ ‬ارتكابها‭ ‬للمرة‭ ‬الاولى،‭ ‬فيعود‭ ‬إلى‭ ‬ارتكابها‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬وثالثة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬نفسه،‭ ‬وتصبح‭ ‬عادة‭ ‬يعجز‭ ‬عن‭ ‬تركها‭.‬

المجرم‭ ‬المجنون‭:‬‭ ‬المجرم‭ ‬المجنون‭ ‬مصاب‭ ‬بمرض‭ ‬عقلي‭ ‬يفقده‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إدراك‭ ‬طبيعة‭ ‬أفعاله‭ ‬ونتائجها،‭ ‬وهو‭ ‬يقدم‭ ‬على‭ ‬جريمته‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭.‬

المجرم‭ ‬بالعاطفة‭:‬‭ ‬هم‭ ‬أشخاص‭ ‬طيبين،‭ ‬وصالحين،‭ ‬ويمتلكون‭ ‬نفوس‭ ‬صافية،‭ ‬واحيانا‭ ‬من‭ ‬صفوة‭ ‬الناس،‭ ‬ولكنهم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬شديدي‭ ‬الحساسية،‭ ‬سريعي‭ ‬الانفعال‭ ‬والتأثر،‭ ‬لديهم‭ ‬مزاجا‭ ‬عصبيا،‭ ‬وطبيعة‭ ‬دموية،‭ ‬فيقدمون‭ ‬على‭ ‬الجريمة‭ ‬بدافع‭ ‬الحب،‭ ‬أو‭ ‬الكراهية،‭ ‬أو‭ ‬الغضب،‭ ‬أو‭ ‬الغيرة‭ ‬وذلك‭ ‬أن‭ ‬جرائمهم‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬جرائم‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬الاشخاص،‭ ‬كالقتل‭ ‬بدافع‭ ‬الغيرة،‭ ‬أو‭ ‬الضرب‭ ‬كرد‭ ‬على‭ ‬اهانه‭.‬

والمجرم‭ ‬بالعاطفة‭ ‬سريع‭ ‬الندم،‭ ‬ينكفئ‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬حال‭ ‬انتهائه‭ ‬من‭ ‬اقتراف‭ ‬الجريمة‭ ‬فيلومها‭ ‬أشد‭ ‬اللوم،‭ ‬ثم‭ ‬يعلن‭ ‬توبته،‭ ‬ويبحث‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬يكفر‭ ‬به‭ ‬عن‭ ‬خطيئته،‭ ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬الامر‭ ‬به‭ ‬احيانا‭ ‬الى‭ ‬الانتحار،‭ ‬وهو‭ ‬اذا‭ ‬ما‭ ‬تلقي‭ ‬عقوبته،‭ ‬يتلقاها‭ ‬باستسلام‭ ‬وهدوء،‭ ‬لانه‭ ‬يجد‭ ‬فيها‭ ‬جزاء‭ ‬عادلا‭ ‬على‭ ‬ذنبه‭.‬

تبين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدراسات‭ ‬الامنية‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬صفات‭ ‬عامة‭ ‬لشخصية‭ ‬الإرهابي‭ ‬تظهر‭ ‬هذه‭ ‬الصفات‭ ‬على‭ ‬ملامحه‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬يمكن‭ ‬ملاحظتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصرفاته‭ ‬وحالته‭ ‬النفسية‭.‬

وهذه‭ ‬الصفات‭ ‬تساعد‭ ‬رجال‭ ‬الامن‭ ‬أثناء‭ ‬الازمات‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬شكل‭ ‬جسر‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الإرهابي‭ ‬خلال‭ ‬وقت‭ ‬بسيط‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬دقائق‭ ‬معدودة‭. ‬لا‭ ‬يشترط‭ ‬بالضرورة‭ ‬انطباق‭ ‬هذه‭ ‬الصفات‭ ‬على‭ ‬الإرهابي‭ ‬بشكل‭ ‬تام‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬هذه‭ ‬الصفات‭ ‬هي‭ ‬المفتاح‭ ‬لشخصية‭ ‬الإرهابي‭ ‬للقوات‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬تستطيع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬بناء‭ ‬دائرة‭ ‬الاشتباه‭ ‬على‭ ‬هؤَلاء‭ ‬الاشخاص‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬تنطبق‭ ‬عليهم‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الصفات‭.  ‬

هذه‭ ‬المقالة‭ ‬مقتطفات‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬الدكتور‭ ‬الياقوت‭ ‬اسمه‭ ‬الإرهابيين‭ ‬والقتلة‭. ‬النص‭ ‬الكامل‭ ‬متاح‭ ‬على‭:‬

Comments are closed.