جراحون لبنانيون يمنحون الأمل للاجئين السوريين By Unipath On Jan 23, 2018 Share رويترز فشلت ست عمليات جراحية في علاج الألم الذي لازم إسماعيل مصطفى منذ إصابته أثناء غارة جوية شُنّت على قريته في سوريا قبل ثلاثة أعوام. واُضطر عامل البناء السابق البالغ من العمر 28 عامًا إلى الاستعانة بعكازين بعدما مزقت شظية جزءاً من ردفه وساقه اليمنى، فيما عجزت المسكنات عن تخفيف آلامه. وقد أدت الالتهابات المتكررة إلى تزايد صعوبة إجراء مزيد من العمليات الجراحية، فضلاً عن افتقاره للمال، إلى أن قبلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان التحدي لعلاجه حتى يستطيع السير على قدميه مرة أخرى. وقال مصطفى وهو مستلقٍ على سرير إحدى المستشفيات في انتظار إجراء جراحة لاستئصال جزء مصاب في عظمة الساق: “لقد كانت رحلة طويلة وشاقة للوصول إلى هذا المكان، ولم يفارقني الألم الذي أشعر به في ساقي. أشعر بالألم بشكل دائم، ولا أستطيع السير.” وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر -التي تكفّلت بمصاريف هذه العملية الباهظة- إنها عالجت نحو 350 شخصًا من مصابي الحرب منذ عام 2014 في مركز علاج إصابات الأسلحة والتدريب في الطابق الثاني بمستشفى دار الشفاء في طرابلس، شمال لبنان. هذا وقد قَدَّم برنامج مماثل الرعاية لنحو 750 مريضًا من العراق ولبنان وسوريا واليمن في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت. وقال فؤاد عيسى الخوري -طبيب متدرب في المركز: “الحالات التي نراها هنا لا نراها في أي مكان آخر. فهي إصابات حرب، وهي ملوثة أيضًا ولها كثير من المضاعفات، وقد خضع هؤلاء المصابون لعمليات جراحية كثيرة في السابق”. وقال الخوري إن جراحة مصطفى -التي قال أطباء إنها كانت بمثابة عمل ناجح- قد تكلفت 50 ألف دولار على الأقل. وقد تحملت اللجنة أيضاً تكاليف إعادة التأهيل البدني والعلاج النفسي في مستشفى الزهراء المجاور. وبالنسبة لكثير من السوريين المقيمين في لبنان، فإن مجرد تكلفة الرعاية الصحية العادية تفوق إمكاناتهم. هناك عدد كبير على لائحة الانتظار لمدة شهر لتلقي العلاج لدى اللجنة. هذا وقد خضعت الطفلة شهد خليل البالغة من العمر ثماني سنوات لعشر عمليات جراحية؛ ثلاث منها في دار الشفاء لعلاج فخذها الأيمن حتى تتمكن من السير مرةً أخرى بعد إصابتها أثناء غارة في سوريا وهي في طريقها إلى مدرستها قبل عامين. وقد ورد في تقرير صادر عن المركز السوري لبحوث السياسات أن 1.9 مليون سوري قد تعرضوا للإصابة خلال السنوات الخمس الأولى لهذه الحرب التي بدأت عام 2011. وقال فابريزو كاربوني -رئيس بعثة الصليب الأحمر في لبنان: “حتى وإن وضعت الحرب أوزارها غداً، فسنواجه ضرورة بقاء هذه الخدمة لسنوات إن لم يكن لعقود؛ لأن عدد المصابين والمحتاجين للدعم هائل.” Share
Comments are closed.