القضاء على التغرير بالأطفال By Unipath On Aug 9, 2017 Share إعادة تأهيل الأطفال الذين يهربون من داعش سوف يساعد في استقرار الشرق الأوسط أسرة يونيباث | تصوير وكالة رويترز أقبل أبو عمارة العمري البالغ من العمر 11 عامًا على والده وانحنى لتقبيل يده، ثم ودعه قبل تفجير نفسه في شاحنة ممتلئة بالمتفجرات. قامت داعش بتصوير هذا الوداع المخيف لعرض صور دعائية في يناير 2016، وادعت في ذلك الوقت أن عملية انتحار الطفل قد ساعدت في السيطرة على قرية غزال بالقرب من حلب، سوريا، وفقًا لشبكة سي إن إن. ولا يُعد داعش أول تنظيم إرهابي يقوم بتجنيد الأطفال، لكن تشير أحدث الدراسات إلى أن استخدامهم للأطفال يتجاوز كثيرًا التنظيمات في الصراعات الأخرى. وليس سرًا أن داعش تقوم بدمج الأطفال بشكل روتيني في العمليات العسكرية — وبموافقة الوالدين غالبًا. منذ 1 يناير 2015 وحتى 31 يناير 2016، نعت دعاية داعش 89 طفلًا في عمر 18 أو أصغر، وفقًا لتقرير صادر من مركز مكافحة الإرهاب. وارتفع في تلك الفترة عدد الصغار الذين لقوا حتفهم في عمليات انتحارية من 6 إلى 11 شهريًا. وارتفع كذلك معدل العمليات التي يشارك بها طفل واحد أو أكثر ثلاثة أضعاف، حيث ضمت العديد من العمليات الانتحارية أطفالًا وشبابًا في يناير 2016 مقارنة بشهر يناير 2015. أم تضبط القبعة لابنتها قبل ذهابها إلى المدرسة في الموصل في يناير/كانون الثاني 2017. في ذلك الوقت، استعادت القوات العراقية السيطرة على معظم الأحياء الشرقية من المدينة. وصرحت ميا بلوم، الكاتبة المساعدة للتقرير، لشبكة سي إن إن قائلة إن قاعدة البيانات التي بها 89 طفلاً هي مجرد “لمحة موجزة” عن ظاهرة أكبر، وقدرت أن تكون داعش قد جندت ما لا يقل عن 1.500 طفل مقاتل. وانتهت مع الكاتب المساعد تشارلي وينتر في نهاية التقرير إلى أن “قاعدة البيانات تدل بوضوح على أن حشد [داعش] للأطفال والشباب لأغراض عسكرية يتزايد. ومن الواضح أن قيادة [داعش] لديها رؤية طويلة المدى لاستغلال الشباب في عملياتها الأرهابية”. فقد أوضحت داعش نيتها بإنشاء جيل قادم من الجهاديين، وأطلقت عليهم اسم “أشبال الخلافة”. وفي إعلان صدر مؤخرًا في مجلة دابق على الإنترنت باللغة الإنجليزية، شجعت داعش الأمهات للتضحية بأبنائهن في سبيل الدولة الإسلامية التي نصبوا أنفسهم عليها. وفيما يلي نص المقال: “لأجلكِ، يا أم الأشبال … وما الذي سوف يجعلكِ تعرفين من أم الأشبال؟ إنها مربية الأجيال وصانعة الرجال”. تحدي فريد إن استغلال داعش وتضليلها للأطفال بشكل منظم يُعد تحديًا فريدًا من نوعه لقوات التحالف حيث تنفذ عمليات في أرض المعركة وتبدأ بإعادة تأهيل المتعاطفين سابقًا مع داعش. إن الجهود على المدى الطويل لإستئصال داعش سوف تكون أكثر تعقيدًا من قتل قائد الإرهاب أبي بكر البغدادي ومقاتليه. وقال كاتبا المقال “هناك سؤال حول ماذا نفعل مع أعداد قد تصل للآلاف من الأطفال المتبقين والذين تم تلقينهم تلك الأفكار، إن داعش تفكر برؤية طويلة المدى. إنهم لا يحضرون الأطفال داخل صفوفهم ومن ثم يستخدمونهم في الحال في المعارك. ما يفعلونه أنهم يحضرون الأطفال، ويتم تلقينهم، وتدريبهم، ويكرسون وقتًا طويلًا لغرس الأفكار الجهادية.” ويهرب عدد قليل من الأطفال أو يتخلى عن داعش، ومع ظهور عدد أكبر من تقارير عن تجارب الأطفال، فإن على العراق وحلفائها تناول مسألة إعادة التأهيل ودمج الشباب المقاتلين في داعش سابقًا بشكل عاجل. هؤلاء الأطفال — بالإضافة إلى أكثر من 2.1 مليون طفل في سوريا وحدها لا يذهبون إلى المدرسة بسبب الصراعات — وسوف يكونون أكثر تعرضًا للتجنيد بالمستقبل، حتى بعد هزيمة داعش نفسها. ويتعرض الأطفال الذين يعيشون في مناطق تحت سيطرة داعش — وإن لم يشاركوا في القتال بأنفسهم — لذلك التلقين المكثف لأفكارهم. يقوم أفراد داعش في الموصل بإلقاء الخطب في صلاة الجمعة، وإلصاق اللوحات في التقاطعات الرئيسية، وتوزيع ملصقات ومنشورات لسرد أفكارهم ورؤيتهم. ومن حين لآخر يقومون أيضًا بوضع شاشات عرض في مراكز المدينة لعرض أفلامهم لتخويف السكان المحليين وجذب مجندين جدد. ولاستهداف الأطفال، قامت داعش بوضع منهجها الأكاديمي الخاص بها ويتم استخدامه في الأراضي التي يقومون بالسيطرة عليها، وتتمحور تلك المناهج حول المواضيع الدينية وعقائد داعش. ورغم أن التقارير تفيد أن ما يصل لنسبة 70% من الآباء في الموصل يمنعون أطفالهم من تلك المناهج التي تُنظمها داعش، إلا أن داعش تقوم بمعاقبة الآباء بفرض غرامة على من يمنع أطفاله من الذهاب إلى المدارس. بالإضافة إلى ذلك، تقيم داعش معسكرات للشباب، وتثبت ألعابًا ترفيهية للجوال، وتُجري مسابقات حفظ للقرآن، وتمنح جوائز للفائزين. الأطفال يعاودون ارتداء حقائب الظهر بعد عودتهم إلى المدارس في الموصل بالعراق في يناير/كانون الثاني 2017. خضوع المدرسين والأطفال الذين واظبوا على الحضور إلى المدارس طوال العامين الماضيين إلى عملية غسل دماغ من جانب داعش. إن عقائد الأطفال هي أكثر ما يدعونا للقلق في ظل تلك المخاوف حول ظهور “الخليفة الافتراضي”، ومجتمعًا متطرفًا يتكون تنظيمه عبر الإنترنت، مما يُمكن الحركة السلفية الجهادية العالمية ومن الممكن أن تعمل مستقلة عن داعش، وذلك وفق معهد لدراسة الحروب يقع مقره في العاصمة واشنطن. وفي دراسة لعمليات داعش، ذكر المعهد أنه من المحتمل أن يتمكن هذا الخليفة الوهمي من أن تتجاوز سيطرته داعش، وتتحول إلى “حركة واسعة الانتشار شديدة العنف من الصعب التنبؤ بها والقضاء عليها أكثر من الحركات العالمية الإرهابية السابقة”. إيجاد الحلول المواجهة الحاسمة للقضاء على استغلال داعش للأطفال ستبدأ — وتكون دائمًا — بدايتها في المدارس. بالنسبة للأطفال الذين هربت أسرهم من داعش، يحدث هذا في معسكرات للاجئين داخليًا. تُشارك منظمة الأمم المتحدة الحكومة العراقية في معسكر جدّة للاجئين في العراق لتعليم 250 طفلًا يوميًا في المتوسط، ورغم أن العدد يتغير حيث هناك أُسر شُردت وآخرون يعودون إلى القرى التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها. يتم التركيز على تعليم الأطفال دروس الكتابة بالعربية والإنجليزية، وكذلك الرياضيات، والعلوم، والدراسات الإسلامية. صرح محمد عثمان الذي يرأُس واحدة من المدرستين في المعسكر بأن الدراسات الإسلامية تُعد عنصرًا أساسيًا لتفكيك المعتقدات التي تم تلقينها لبعض الأطفال تحت سيطرة المتشددين. وصرحت نورة البجاري، عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة نينوى، أن إعادة تعليم الأطفال الذين تم إخراجهم من المدارس هو السبيل الأساسي لازدهار مستقبل العراق بعد القضاء على داعش. ”يتكلم هؤلاء الأطفال فقط عن الدماء والحرب. إنهم بحاجة إلى دروس تُركز على حقوق الإنسان وحياة المجتمع”. تعرض العديد من المنظمات الحكومية والأكاديمية حلولاً خارجية لتطهير المجتمع من خطر أفكار داعش. ودعا تحليل أجرته مؤسسة راند على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” لمتابعة حملة تعليق حسابات الأشخاص الذين يروجون للإرهاب. وأفاد التقرير أنه “من المتوقع أن تضايق هذه الحملة المستخدمين من داعش لموقع تويتر، وستجبرهم على إهدار وقت ثمين في إعادة اكتساب أتباع لهم، وقد تدفع البعض في نهاية المطاف إلى استخدام صفحات التواصل الاجتماعي الأقل انتشارًا واستخدامًا بين العامة من تويتر”. ويوجد أسلوب آخر للتصدي لداعش، كما كتب الدكتور سام مولينز في مركز جورج مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية في مقاله بمجلة يونيباث، ألا وهو الكشف عن نفاق أعمال داعش. وكتب في مقالته أيضًا أنه “ينبغي تسليط الضوء على واقع الحياة داخل المنظمات الإرهابية، مقارنة بالدعاية البراقة والتوقعات الساذجة للمجندين”. وزعم الدكتور حسين علاوي، رئيس ومؤسس مركز أكد للشؤون الإستراتيجية والدراسات المستقبلية في العراق، الحاجة إلى توافر برامج لاستكمال الحملات الإعلامية لمكافحة الارهاب، وذلك من خلال التركيز على المواطنة والوحدة الوطنية في بعض الحالات. وكتب أيضًا “دروسًا عملية وفكرية وقضائية وتنموية واجتماعية بناءة لإعادة غرس القيم الإنسانية والوطنية والاجتماعية في قلوب وعقول المتضررين من التطرف والأفكار التكفيرية”. في أكتوبر عام 2016، أطلق مركز “هداية” لمكافحة الإرهاب ومقره أبو ظبي مبادرة “عقول مبدعة لصالح المجتمع” وهي مبادرة من القطاعين العام والخاص مع الفيس بوك ووزارة الخارجية الأمريكية، لمواجهة الدعاية الإرهابية عن طريق إنشاء محتوى إيجابي على الإنترنت ودعم الأصوات ذات المصداقية في الشرق الأوسط. وقد عمل خبراء من شركات متخصصة في مجالات الإعلان والإبداع والتكنولوجيا الرقمية والإنتاج بمثابة مستشارين في هذا المشروع. وصرح الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز «هداية» قائلًا “إن هذه المبادرة الرائدة تُقر بالدور الحيوي المتنامي للاتصالات، خاصة منصات التواصل الاجتماعي”. وعلى غرار ذلك، اتبعت الولايات المتحدة نهجًا تسويقياً عبر الإنترنت للوصول إلى جمهور مُحدد ووضع رسائل على الفيس بوك تستهدف الأشخاص الذين تم تصنيفهم على أنهم قد يميلون إلى الفكر المتطرف وذلك من خلال أنشطتهم على الإنترنت. فعندما يتم البحث باستخدام بعض الكلمات أو العبارات التي تكشف الاهتمام بداعش أو أي جماعة أخرى، يقوم محرك البحث “جوجل” بنشر إعلانات على الصفحة تتعلق برسائل اليوتيوب لمكافحة الإرهاب. Share
Comments are closed.