فهم السيكولوجية الإرهابية By Unipath On Jan 31, 2018 Share معرفة طريقة تفكير المجرمين تساعد على منع وقوع الجريمة العقيد الدكتور يوسف الياقوت، شرطة الكويت هل الإرهابي هو ذلك المجرم الذي يضغط على زناد المسدس فيغتال شخصية هامة في وضح النهار؟ أم هو ذلك المتطرف الذي يصدر فتاوى تبيح هدر دم الابرياء؟ أم هو ذلك السياسي ذو السطوة الذي لا يتورع عن القضاء على خصومه بوحشيه واستبد. وهنا نصل إلى تعريف الإرهابي على أنه: كل شخص ارتكب بنفسه أو اشترك أو نظم أرقام بتوجيه أشخاص آخرين على القيام بعمل إرهابي، وكل من ساهم بشكل عمدي في ارتكاب عمل إرهابي من قبل شخص أو مجموعة أشخاص يعملون بغرض مشترك بهدف توسيع العمل الارهابي مع العلم بنية الشخص أو مجموعة الاشخاص في ارتكاب العمل الإرهابي. وبالتالي فإن مفهوم الإرهابي لا يقتصر فقط على هؤلاء القتلة الذين يقومون بعملية الاغتيال أو التفجير بل مفهوم الارهابي كما سبق ذكره يمتد ليشمل كل من ساهم أو اشتر ك أو خطط لاي عمل إرهابي. وتجدر الاشارة إلى تلك الأدعاءات الزائفة التي تحاول المجاميع الأرهابية بتبرير أفعالهم الاجرامية بأن الإرهابي هو إنسان يدافع عن الحرية أو يصفون الارهابي بأنه مجاهد من أجل السلام والاستقلال. حيث يتفق خبراء الإرهاب كلهم تقريبا بأنهم مجرمون وأن العمل الإرهابي لا يمكن تبريره تحت أي ظرف سواء سياسي أو ديني أو أيديولوجي فقتل الابرياء وتدمير الاثار والتاريخ الانساني وتقويض الامن هي جريمة ويجب تقديم فاعلها إلى المحاكمة. وكذلك أيضا يجب أن نعترف كباحثين في مجال الإرهاب أن هناك فئة قليلة من الارهابيون الذين يتواجدون في مسرح الاحداث الإرهابية بهدف واحد فقط وهو المغامرة، فكما هناك رحلات يقوم بها المغامرون الاغنياء إلى الغابات لاصطياد الحيوانات المفترسة، هناك أيضا رحلات منظمة إلى فئة من المغامرين الأغنياء إلى مناطق متوترة في العالم وفى بعض الاحيان إلى مناطق في دول مستقرة للقيام بالمغامرة وقتل أبرياء أو تفجير قنابل حقيقية إشباعا لنفوسهم المريضة بحب المغامرة. بالرغم من أن الإرهابي يصنف تحت فئة المجرمين الا أن الإرهابي هو مجرم مختلف ومميز عن غيره من المجرمين، ذلك أن الإرهابي له صفات سيكولوجية وأنماط إجرامية تجعله شخصية تستحق الدراسة، فهو أثناء التخطيط للعملية الإرهابية يستخدم أساليب التخطيط الحديثة وأثناء التنفيذ يستخدم كذلك أساليب مبتكرة وحديثة ومن الناحية النفسية تراهم أكثر ثباتا وتحكم في الجانب الأنفعالي. وكثيرا ما تظهر سيكولوجية هؤلاء الإرهابيون أثناء عمليات التفاوض معهم حيث يتم الحديث معهم مباشرة وترى بعضهم يحاول أن يخفي شخصيته الاجرامية خلف ستار من الاخلاق والدين ولكن سرعان ما ينكشف ويسقط ذلك القناع، وتظهر الشخصية المريضة المتعطشة للدماء ونشر الخوف والفزع بين الناس. يقسم المجرمين الى عدة اقسام وكما يلي: الإرهابي بالميلاد: هذه النوعية من الإرهابيين تتصف بأنها قاسية القلب لا تعترف بتأنيب الضمير، المجرم بالميلاد يرى أن الجريمة هي صفة حسنة ويشعر بالسعادة في كل مرة ينجح فيها في ارتكاب جريمة وهؤلاء المجرمين معروفين وموثقين في السجلات الجنائية لوزارة الداخلية ولديهم سوابق عديدة إجرامية ويجب فور حصول الازمة متابعة هؤلاء المجرمين. الإرهابي بالصدفة: الارهابي بالصدفة َلا يوجد لديه أي ميول أجرامية، وفي الغالب يعيش حياة عادية شريفة، ولكنه في بعض الأحيان لديه شعور بالنقص، فحين تمر به ظروف، يعجز عن تجاوزها مثل الفقرأو البطالة، يقع في شباك الأرهاب والجريمة ولكن بعد تردد شديد، وأقدام وأحجام، ثم يعود إلى نفسه، ويراجع ضميره، فيعضه الندم على ما فعله. ويستسلم لرجال الامن. شبه المجرم: وهو الذي يرتكب جريمة غير عمدية أو يرتكب الجريمة دفاعا عن الغير، أو الشرف، أو العائلة. المجرم المعتاد: الذي يولد دون أن يكون لديه ميول أجرامية في تكوينه ، ولكن ظروفا خارجية تقوده إلى ارتكابها للمرة الاولى، فيعود إلى ارتكابها مرة ثانية وثالثة، إلى أن تتمكن من نفسه، وتصبح عادة يعجز عن تركها. المجرم المجنون: المجرم المجنون مصاب بمرض عقلي يفقده القدرة على إدراك طبيعة أفعاله ونتائجها، وهو يقدم على جريمته تحت تأثير هذا المرض. المجرم بالعاطفة: هم أشخاص طيبين، وصالحين، ويمتلكون نفوس صافية، واحيانا من صفوة الناس، ولكنهم في الوقت نفسه، شديدي الحساسية، سريعي الانفعال والتأثر، لديهم مزاجا عصبيا، وطبيعة دموية، فيقدمون على الجريمة بدافع الحب، أو الكراهية، أو الغضب، أو الغيرة وذلك أن جرائمهم غالبا ما تكون جرائم اعتداء على الاشخاص، كالقتل بدافع الغيرة، أو الضرب كرد على اهانه. والمجرم بالعاطفة سريع الندم، ينكفئ على نفسه حال انتهائه من اقتراف الجريمة فيلومها أشد اللوم، ثم يعلن توبته، ويبحث عن طريق يكفر به عن خطيئته، وقد يصل الامر به احيانا الى الانتحار، وهو اذا ما تلقي عقوبته، يتلقاها باستسلام وهدوء، لانه يجد فيها جزاء عادلا على ذنبه. تبين من خلال الدراسات الامنية أن هناك صفات عامة لشخصية الإرهابي تظهر هذه الصفات على ملامحه العامة أو يمكن ملاحظتها من خلال تصرفاته وحالته النفسية. وهذه الصفات تساعد رجال الامن أثناء الازمات على بناء شكل جسر التفاوض مع هذا الإرهابي خلال وقت بسيط قد لا يتعدى دقائق معدودة. لا يشترط بالضرورة انطباق هذه الصفات على الإرهابي بشكل تام ولكن يمكن اعتبار هذه الصفات هي المفتاح لشخصية الإرهابي للقوات على الارض تستطيع من خلالها بناء دائرة الاشتباه على هؤَلاء الاشخاص الذين قد تنطبق عليهم بعض من هذه الصفات. هذه المقالة مقتطفات من كتاب الدكتور الياقوت اسمه الإرهابيين والقتلة. النص الكامل متاح على: Share
Comments are closed.