تهديدات جديدة، استراتيجيات جديدة
بلدان المنطقة تتكيف مع التحديات التي تعترض طريقها
أسرة يونيباث
في أعقاب سلسلة التفجيرات الانتحارية التي دامت خمسة أيام، والتى هزت أرجاء البلاد – بما في ذلك التفجير الذي وقع عند ضريح أحد مُسلمي الصوفية المزدحم مما أدى إلى مصرع 86 من المصلين – أعلن الجيش الباكستاني شن عملية عسكرية على مستوى البلاد للقضاء على التهديد الإرهابي.
والحملة الجديدة، التي أطلقت في شباط/فبراير 2017 وأطلق عليها اسم “رَدُّالفَسَاد”، وهي تمثل تحولًا في إستراتيجية قوات مكافحة الإرهاب في باكستان، التي ركزت جهودها على مدى عقد من الزمن على المنطقة القبلية الشمالية الغربية المتنوعة العرقية في البلاد. وتقوم الحكومة بإرسال القوات المسلحة إلى مقاطعة البنجاب – وهي منطقة ينظر إليها بشكل متزايد كمصدر للتطرف وتهديد لاستقرار باكستان.
في تصريح له قال الفريق المتقاعد والمحلل الدفاعي أمجد شعيب لوكالة فرانس برس: “في البنجاب وخصوصًا في جنوب البنجاب يوجد ملاذ للمسلحين المتشددين الذين لم يتم استهدافهم من قبل”. وأضاف “هذه المرة سنضرب بيد من حديد حتى تكسر شوكة الإرهاب ليس في البنجاب فقط وإنما في أجزاء أخرى من البلاد أيضًا”.
وبعد اجتماعات مع القائد العام للجيش، قمر جاويد باجوا، وكبار المسؤولين فى البنجاب، وافقت الحكومة على إرسال الجيش إلى المقاطعة. وقال مسؤولون إن العملية الجديدة ستدفع بألفي جندي من الجيش إلى البنجاب للقيام بمهام تستغرق عدة أشهر. وأضافوا أنه على عكس عمليات الجيش السابقة في أجزاء أخرى من باكستان التى استخدمت القوة كخيار أول لدحر الإرهابيين أو قتلهم، فإن ذلك سيشمل في الغالب جمع المعلومات الاستخبارية. فسوف تشمل المهام أيضًا نزع أسلحة الجماعات المتطرفة التي تختبئ في جميع أنحاء البلاد.
أمن الحدود
باكستان ليست الدولة الوحيدة التي تتبنى إستراتيجيات جديدة ومحسنة لمواجهة التهديدات التي تطرأ. فالعراق وجيرانه، يراقبون النجاح المستمر لمعركة الموصل، وفي الوقت نفسه يستعدون لعالم خسرت فيه داعش الأراضي التي احتلتها لكنها لا زالت تشكل تهديداً أمنياً. ومع فرار قادة داعش ومقاتليها، يجب على الدول المحيطة أن تشدد إجراءاتها الأمنية على حدودها وفي مخيمات اللاجئين.
وفي مقابلة أجريت في كانون الثاني/يناير 2017 مع وكالة أسوشييتد برس، قال قائد قوات حرس الحدود الأردنية، العميد سامي الكفاوين، إن الأردن تقوم بنشر “المزيد والمزيد من القوات” على الحدود لحمايتها من داعش. في الواقع، تم نشر ما يقرب من نصف عدد الأفراد العسكريين والموارد الأردنية على طول الحدود العراقية والسورية.
وقال الكفاوين في تصريح لشبكة سي إن إن “لقد عززنا حدودنا خصوصًا في الجزء الشمالي والجزء الشرقي”. وأضاف “إننا معززون بالقوى البشرية والمعدات ونظام الأسلحة بكامله. فنحن بحاجة إلى تحقيق توازن بين الأمن والقتال إذا ما حدث”.
ويشير القادة المتمركزون في الحدود الشمالية إلى محاولات تكاد تكون يومية يقوم بها المهربون والمتسللون للعبور إلى الأردن. وقال الكفاوين إن القوات مستعدة للتصدي لأي هجمات إرهابية محتملة لأنهم يعرفون أن داعش ستحاول توسيع نطاق انتشارها خارج العراق وسوريا.
هزيمة الطائفية
وفي سياق متصل، بدأت القوات العراقية توجيه انتباهها إلى مرحلة ما بعد داعش. فحتى بعد هزيمة داعش في الموصل، سيظل من الضروري تعزيز الهوية الوطنية العراقية فوق الطائفية والقبلية الضيقة التي خلقت مجالاً لتأصيل المذاهب الفكرية المتطرفة. وتحقيقًا لهذه الغاية، بذل الجنود العراقيون جهودًا حثيثة لضمان شعور جميع العراقيين بالحق في الانخراط في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وحماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم حتى في ساحة المعركة المكتظة بالسكان في الموصل.
غير أن القوات العراقية وقوات التحالف، بالشراكة مع المنظمات المدنية، تقوم أيضًا بمكافحة التطرف على الإنترنت، ومكافحة الدعاية الإرهابية التي تؤدي بأتباعها إلى التطرف باسم إنشاء “الخلافة الافتراضية”. فقد أنشأت الحكومة العراقية خطًا ساخناً للمواطنين للإبلاغ عن حالات الفساد الإداري، ووزعت منشورات بشكل متكرر لإرشاد المواطنين المدنيين في الموصل إلى الطرق الآمنة خارج المدينة. كما تقوم مديرية الاعلام والتوجيه المعنوي في وزارة الدفاع التي أُنشأت في عام 2013، بمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي لنشاط داعش، وتتتبع موقع الإرهابيين وفضح منشوراتهم الخادعة على الإنترنت. فمن خلال الاستعانة بأخصائيين نفسيين ومتخصصين في مكافحة الإرهاب، تقوم الوزارة بفضح زيف الدعاية الإخبارية للإرهابيين على الإنترنت بأدلة دامغة وصور فوتوغرافية.
منذ إنشاء المديرية، شهد العراق تحسنًا كبيرًا في جهوده لمواجهة داعش. فقد أصبح للمديرية الآن مواقع إلكترونية رسمية وصفحات إعلام اجتماعي معتمدة، مما يسمح لها “بالاستجابة السريعة لمواجهة أكاذيب داعش وإبلاغ أتباعنا”، هذا ماذكره العميد تحسين إبراهيم الخفاجي، مدير مديرية الاعلام والتوجيه المعنوي.
وقد شجع تشكيل هذه الوحدة على التعاون بين الوكالات العراقية في صياغة ملحمة وطنية متماسكة. وردًا على ذلك، أخذ المواطنون يتابعون المديرية بشكل متزايد على وسائل الإعلام الاجتماعي، وتطوعوا بعرض المعلومات لفضح أكاذيب داعش.
الصراع في سيناء
وفي نفس السياق، شدد الجيش المصري على الحاجة لمكافحة وجود الجماعات المتطرفة العنيفة في شبه جزيرة سيناء. فقد شنت ولاية سيناء، وهي إحدى الفصائل المحلية التابعة لداعش، حملة من الإرهاب والتطرف. وفي الآونة الأخيرة، يبدو أن الجماعة قد وسعت أهدافها لتشمل المدنيين المسيحيين بالإضافة إلى أفراد قوات الأمن. وقد دفعت موجة القتل بدوافع دينية العديد من المسيحيين المصريين إلى الفرار.
يعمل الجيش المصري على أن تكون له اليد العليا في هذه المعركة. ففي شباط/فبراير 2017، استولت القوات المسلحة المصرية على جبل في وسط سيناء حيث كان المتطرفون يتخذونه ملجأ لهم. وفي آذار/مارس 2017، قتلت القوات المصرية المتطرفين في غارة جوية، وبعد شهر قتل أحد مؤسسي الجماعة.
الاستثمار في القوات الخاصة
يشير الهجوم على مستشفى عسكري في كابول في مارس
2017 ، إلى تحوّل في إستراتيجيته داعش في أفغانستان. وبينما اعتادت المجموعة على استهداف التجمعات العامة الكبيرة – مثل احتجاج مجموعة الأقلية الشيعية هازارا في عام 2016 – إلا أن هجومها على المستشفى اتخذ نهجًا جديدًا يتطلب المزيد من التخطيط والمخابرات والاستطلاع لتنفيذه على نحو فاعل، كما يقول المحللون.
ويعود هذا التحول في التكتيكات جزئيًا إلى الجهود الأفغانية ومنظمة حلف شمال الأطلسي الفاعلة للحد من أعداد داعش في أفغانستان إلى أقل من 1000 ومن سيطرتها الإقليمية مما يزيد على 10 مقاطعات إلى أقل من خمسة. غير أن هجوم كابول يشير إلى أن تنظيم داعش قد يتكيف ويُعدّل مع أعداده المتناقصة.
وقال بارنيت روبين، المدير المساعد لمركز التعاون الدولي: “لقد فروا تحت الأرض”.
وردًا على التهديد المتغير، أعلنت أفغانستان في آذار/مارس 2017 عن خطط لمضاعفة النخبة من قواتها الخاصة من قواتها الحالية ال 17,000. ففي أوائل عام 2017، قامت القوات الخاصة – التي تمثل جزءًا صغيرًا فقط من القوات المسلحة البالغ قوامها 300,000 – بتنفيذ ما يقرب من 70 في المئة من العمليات الهجومية للجيش في جميع أنحاء البلاد.
وقال المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي النقيب بيل سالفين إنه يجري حاليًا التعبئة والتدريب لإنشاء المزيد من الكوماندوز وكذلك وحدات دعم القوات الخاصة التي تتعامل مع الإسعافات الأولية والاستخبارات والخدمات اللوجستية والاتصالات.
وخلال التدريبات التي أجريت في قاعدة تدريب العمليات الخاصة للجيش الأفغاني خارج كابل مباشرة، كان الجنود على ثقة من قدرتهم على تحمل عبء العمل.
وقال قائد القوات الخاصة فؤاد كمال “لقد حدثت زيادة في عملياتنا، لكننا سنواصل جهودنا”. وأضاف “لم يحدث أي انقطاع”.
المصادر:آي إتش إس جين 360، صحيفة ذا واشنطن بوست، هلال، صحيفة تربيون، فوكس نيوز، سي إن إن، ويرد، في أوه أيه نيوز، رويترز،
News24.com
رد الفساد: المواجهة النهائية
الحفاظ على الثقة المدنية أمر بالغ الأهمية في هزيمة الإرهابيين في باكستان
حسن خان، هلال
ثمة موجة جديدة من الإرهاب، وخاصة الهجمات الإرهابية المميتة في لاهور وسهوان شريف، أجبرت الحكومة الباكستانية على شن عمليات أمنية على مستوى البلاد ضد المسلحين ومساعديهم وضد المقدسات.
تركز الحملة التي طال انتظارها، والتي يطلق عليها “رد الفساد”، بشكل كبير على المراكز الحضرية، مقارنة بالعمليات العسكرية التي كانت تدور بشراسة من قبل والتي ركزت على أطراف مثل المناطق القبلية والمقاطعات المجاورة لخيبر باختونخوا.
ويبدو أن الحملة بدأت كرد فعل على موجة جديدة من الإرهاب؛ ومع ذلك، تعتقد مصادر مطلعة أن هذه الحملة هي جزء من إستراتيجية عسكرية كبيرة تم إعدادها واتباعها على مدار سنوات. وعندما تشكلت هذه الإستراتيجية، كان الخوف من المسلحين منتشرًا في المجتمع. وفي مناطق معينة، سيطروا على الأراضي واستهدفوا قوات الأمن ووكالات إنفاذ القانون والمنشآت الحكومية.
لقد تقرر البدء بالتدريج، أولًا من خلال حرمان المسلحين من المساحة المادية، ثم استهداف المسلحين ومساعديهم في ملاذهم تحت الأرض، ولا سيما في المراكز الحضرية في البنجاب.
لا شك أن عملية رد الفساد بحكم طبيعتها لن تكون سهلة. وسوف تكون أكثر صرامة وأكثر تعقيدًا لأنها تجلب الحرب ضد المسلحين في شوارع المراكز المكتظة بالسكان.
بالإضافة إلى ذلك، لا تركز العملية على منطقة محددة بل تغطي الدولة بأكملها. ولا يمكن لوكالات إنفاذ القانون الاكتفاء بمجرد تمشيط السطح؛ بل يجب أن تخترق الأعماق لتطهير معاقل الجماعات تحت الأرض.
وخلال الهجمات العسكرية السابقة، اقتصرت المعارك على مناطق جغرافية معينة، مما أتاح إجلاء المدنيين وعزل الإرهابيين. وهذا أعطى أفراد الأمن مزيدًا من الحرية لاستخدام الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك المدفعية والهليكوبتر والطائرات الحربية أو المقاتلات النفاثة. وفي رد الفساد، فإن عدم القدرة على فصل الإرهابيين عن السكان يحول دون استخدام الأسلحة الثقيلة. يجب على السلطات أن تتبنى نهجًا يميل إلى الطابع الاستخباراتي بشكل أكبر، وتحديد الأهداف باستخدام المعلومات المخابراتية قبل إجلائهم من المناطق السكانية.
منذ إطلاقها في شباط/فبراير 2017، كان لهذه “المواجهة النهائية” ضد العدو وتيرة مختلفة عن العمليات السابقة، التي أجريت على النمط العسكري التقليدي. فهذه الحملة الاستخبارية على الصعيد الوطني تنقل رسالة إلى العدو ومساعديه: ولم يعد بإمكانهم الهروب من منطقة إلى أخرى لتجنب القبض عليهم.
وبالإضافة إلى القوات المسلحة الباكستانية، تشمل العمليات أيضًا الشرطة وغيرها من وكالات إنفاذ القانون. ومما يؤسف له أن انخراط الشرطة قد خلق انطباعًا بأن الحملة تستهدف أولئك الذين ينتمون إلى خلفية عِرقية أو إقليمية معينة. فعلى الرغم من أن هذا الانطباع غير مقصود إلا أنه قد يعوق العملية وأن يستغلها أعداء باكستان. ولتجنب هذه العواقب، يجب على قيادة الجيش الباكستاني أن تعالج هذه المخاوف دون إبطاء.
يتوقع المخططون لعملية رد الفساد مناورة عسكرية موجهة النتائج من شأنها أن تستخدم عناصر المفاجأة. والهدف هو عدم ضرب الأشخاص بشكل عشوائي أو اعتقالهم لمجرد الاشتباه أو على أساس عرقي. في الماضي، كانت المناطق المستهدفة المعتادة هي الأحياء الفقيرة والمحليات التي يعيش فيها ذوو الدخل المنخفض. وعمل الشرطة هذا أحيانًا لا يكون جيدًا إلا للاعتبارات المرئية وإعداد التقارير.
ولكن الإرهابيين ليسوا لصوصًا عاديين أو مجرمين في الشوارع لكي يتخوفوا أو يجتمعوا بشكل فوضوي. وكلما أعيد تنظيم هذه الإجراءات كان ذلك أفضل. وإلا، فقد تفشل الحملة في تحقيق النتائج المرجوة. ويجب بذل كل الجهود لجعلها ضربة حاسمة للعدو.
نظرًا لحقيقة أن “ساحة المعركة” تكمن في المراكز السكانية، فإن “رد الفساد” مسعى معقد. إنه اختبار لكل من القيادة السياسية والعسكرية – الفشل ليس خيارًا.
سعيًا وراء خلق الأثر الوطني المطلوب وإرسال رسالة قوية إلى الأعداء، يجب أن تكون القيادة السياسية والمجتمع المدني وجميع وكالات إنفاذ القانون على قلب رجل واحد. ويجب إشراك جميع فروع الأجهزة الأمنية، بما في ذلك الجيش والقوات الجوية والبحرية والقوات المسلحة، مع مساعدة وكالات إنفاذ القانون من خلال الاستخبارات العملية.
وبمجرد القضاء على التهديدات الإرهابية المباشرة والكامنة، يجب أن تستهدف المرحلة التالية المنظمات الطائفية وغيرها من المنظمات المتطرفة. وقد لا تشكل هذه المنظمات تهديدات فورية أو مباشرة، ولكنها مع ذلك تعمل على تطرف المجتمع وتعطي البلاد سمعة سيئة. لقد كانت غالبية المسلحين الذين ينضمون إلى منظمات إرهابية أو جهادية أعضاء في الجماعات الطائفية.
سوف يكون “رد الفساد” صعبًا لأنه على عكس عمليات مكافحة الإرهاب في الماضي، التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، سيقوم الجنود بجمع السكان بحثًا عن المشتبه بهم باستخدام مخابرات جيدة. ولكي تنجح عمليات الاستخبارات هذه، يجب أن تكسب القوات المسلحة قلوب الشعب وعقولهم. فالفشل في القيام بذلك يفسد مكاسب الهجمات العسكرية السابقة، لصالح العدو.
وعلى الرغم من ذلك، قام الجيش بحملات صارمة ضد المسلحين، ويثبت “رد الفساد” أنه تتويج لهذه الحملات – وهو اختبار للقيادة العسكرية الجديدة للبلاد.
من بين جميع العمليات العسكرية، كانت عملية راح – راست، التي أطلق في مايو 2009 في وادي سوات، هو الأكثر صعوبة. فقد تمكّن المسلحون من السيطرة المادية على سوات عقب اتفاق سلام مع حكومة خيبر باختونخوا. وفي غضون ثلاثة أشهر، تم تحرير سوات وتسليمها إلى الإدارة المدنية، وعاد الملايين من المشردين إلى ديارهم.
هذا وقد حصل الجيش على مكاسب إضافية لخوض المعركة في الغابات الكثيفة بوديان شوال وتيرا في وزيرستان الشمالية ووكالات خيبر عن طريق إطلاق زرب العزب. وقد دمرت هذه العملية مراكز القيادة والسيطرة التابعة للمنظمات المسلحة المتشددة.
ومع دخول المعركة ضد المسلحين إلى المراكز الحضرية، فإن الناس لديهم توقعات كبيرة للقائد الجديد للجيش الباكستاني، الفريق أول. قمر جاويد باجوا، الذي يُعتبر من ذوي الخبرة العميقة، على الرغم من حداثته في العمل.
تم نشر نسخة من أصل هذه المقالة في آذار/مارس 2017. “هلال” هي المجلة الرسمية للقوات المسلحة الباكستانية.
دعوة للقراء
لتقديم مقالات أو أفكار قصصية ذات صلة بموضوع “تطور معالجة التهديدات الجديدة.” أرسلها إلى
Comments are closed.