اليمن صامدة في وجه الإرهاب By Unipath On Oct 16, 2017 Share أسرة يونيباث تخوض الحكومة الشرعية اليمنية تحدياً كبيرًا يتمثل في إعادة بناء الجيش الوطني وإصلاح الضرر الكبير الذي لحق بوحداته ومؤسساته، جراء الإنقلاب الحوثي. اللواء الركن محمد زايد محمود إبراهيم، الملحق العسكري اليمني في واشنطن، يدرك إدراكاً كاملاً حجم التحديات التى تحدق بالوطن، وهو يؤمن أن إرادة وصمود أهل اليمن سيضمد جراح الوطن، وأن جيش اليمن سيبقى حصنًا حصينًا أمام عاديات الزمن، وقلعة شماء في وجه كل الأعداء والفتن، والمؤامرات والمحن. شغل اللواء الركن محمد منصب الملحق العسكري لليمن بواشنطن منذ أكتوبر 2012. وقد تولى العديد من المناصب الرسمية مع الحكومة اليمنية، بدءًا من سنة 1976 بصفته مدير إدارة المشتريات بوزارة الدفاع، ثم رئيس إدارة العلاقات الاقتصادية الخارجية عام 1979. وفي أوائل الثمانينيات، أصبح اللواء محمد عضوًا بالمحكمة العسكرية العليا وتلقى تدريبًا متطورًا في علوم الاقتصاد بروسيا وألمانيا. وتخرج في كلية القيادة والأركان عام 1984، وحصل بعدها بعام على شهادة الاقتصاد من جامعة عدن. خلال حديثه مع مجلة يونيباث، عبر اللواء الركن محمد عن إيمانه بقدرة الشعب اليمني على تخطي العقبات وتحقيق الأمن من خلال وضع الأساس للمجتمع المدني الذي يمنح المساواة لجميع المواطنين. يرى اللواء الركن محمد أن “هناك جملة من التحديات التي تواجه اليمن والمنطقة بأسرها، وكلها تنبع من وجود الإرهاب بصوره المتعددة، ولكن في نهاية الأمر الأهداف الخبيثة للإرهاب واحدة وإن تعددت الأشكال والسلوكيات.” الخلايا الإرهابية ذكر اللواء محمد كيف تطورت مشكلة الإرهاب في اليمن. فبعد إعادة توحيد اليمن في 22 مايو 1990 توافد إلى اليمن أعداد كبيرة من عناصر القاعدة الإرهابية قادمين من أفغانستان، سواء كانوا يمنيين أو من دول عربية مختلفة وغيرها من الجنسيات الأخرى من الذين كانوا يقاتلون ضد الشيوعيون الروس في أفغانستان في تلك الفترة. ويضيف اللواء إنه في نفس الوقت، رحب القادة السياسيون في اليمن بهؤلاء الإرهابيين، ولكن هذا الترحيب كان في الحقيقة إجراء تكتيكياً للانقضاض على الوحدة اليمنية ومحاولة لإخراجها من مضمونها وأهدافها التي وجدت من أجلها. وكل ذلك كان بغرض الاستحواذ على الأرض والثروة ونهب مقدرات الشعب اليمني. إذ قامت السلطة السياسية بقيادة الرئيس السابق، على عبد الله صالح، باستغلال عصابات القاعدة القادمة من أفغانستان لتحقيق مصالحها. ونوه اللواء: “في حقيقة الأمر أنه منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، بدأت اليمن تعاني الكثير من التحديات التي أثرت على الواقع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي.” التسويق للأيديولوجيات الإرهابية أوضح اللواء الركن محمد أن العديد من العناصر الإرهابية والمتطرفة تبنت طروحات تفضي إلى ضرورة وجود دولة إسلامية في جنوب جزيرة العرب. وأشار اللواء أن هذه العناصر لا زالت تتواصل مع قادة النظام السابق، وفي ظل هذا التواصل الخطير تفشى الإرهاب الدموي، والإرهاب الديني المتطرف لأولئك الذين يريدون أن يكونوا أوصياء الله على الأرض. وكل ذلك كان تحت سقف وغطاء نظام علي عبدالله صالح السابق. بالإضافة إلى هجمات الإرهابيين المدفوعين باسم الدين، ظهر الإرهاب التقافي والذي تمثل بتحريم وتجريم عدد لا يحصى من الكتب العلمية والثقافية والسياسية وغيرها من الكتب العلمية النافعة بحجة الحلال والحرام. فضلاً عن ذلك، هناك إرهاب جامع وحاضن لكل تلك الحركات الاجرامية المشبوهة والدموية؛ أما الارهاب الاكبر فيتمثل في الانتشار الخبيث للفساد بكل أنواعه وأشكاله وفي كل مفاصل الدولة اليمنية. القضاء على آفة الإرهاب شدد اللواء الركن محمد على أن هذه “الآفات” المجرمة تتغذى على تدمير وتكدير الشعوب حول العالم. إلا أنه يمكن اتخاذ العديد من الإجراءات التي تساعد على مجابهة الإرهاب، وذلك من خلال تجفيف منابع الأيديولوجيات المتطرفة: محاربة الفساد بكل صوره وأشكاله، ودك أوكاره وتجفيف منابعه. تطوير استراتيجية تقضي على المنظمات الإسلامية المتطرفة والتي تسعى الى تدمير حياة الانسان من خلال بث الفوضى وفرض الثقافة الدموية التي لا تمت إلى الدين الاسلامي بأي صلة، فجوهر الإسلام هو الحب والسلام. تقديم المساعدات السخية المادية والمعنوية والثقافية لكل البلدان الفقيرة التي تعاني من شحة الإمكانيات بكل أنواعها لمساعدتها على تخطي الاحتياجات التي يواجهها مواطنوها. تنفيذ برامج حيوية للشباب من خلال معرفة ميولهم واهتماماتهم. تعديل وتطوير مناهج تعليمية تعزز روح المحبة والسلام بين الشعوب في كل بقاع المعمورة. تطوير حلول جدرية للبطالة والعوز والحاجة بين أوساط الشباب. ضرورة العمل مع المربيين والمدرسين في كافة المراحل الدراسية، لتعليم الشباب روح المحبة والسلام وقبول الآخر، وتحصين الشباب ضد حملات العنف الطائفي عبر غرس روح الصداقة والإخاء في كافة مناحي الحياة. رفع وعي الشباب في إطار الكليات والأندية الرياضية بشكل ندوات ونشاطات لتوضيح العواقب الخطيرة للإرهاب وكيفية محاربته، والتأكيد على قيم السلام والمحبة في الإسلام. قال اللواء الركن محمد “لقد تعهد شعب اليمن أمام الله وأمام الأمة بقطع يد الإرهاب،” واستئصال هذا الوباء يتطلب توحد الشعوب والمؤسسات والمجتمعات. وكما أكد الرئيس، عبد ربه منصور هادي: ”إن الحكومة اليوم بحاجة إلى الدعم والمساندة الكبيرة لاستعادة الدولة وتثبيت الأمن والتغلب على التحديات الأمنية والاقتصادية الكبيرة التي تواجهها في ظروف ما بعد الحرب، وجهود إعادة الإعمار وإزالة آثار الحرب المادية والنفسية والاجتماعية وفي كافة المجالات. سوف نهزم القوى الإرهابية الظلامية، وسنقف صفاُ واحداً لمواجهة الإرهاب والتطرف واجتثاث جذورهما الفكرية والثقافية والمادية واستئصال كل مظاهره ورموزه.” يختتم اللواء محمد حديثه بالقول: “أنا، مثل أي مواطن يمني مخلص، أؤمن بأنه يتوجب على كافة الشعوب بكل عقائدها وطوائفها وألوانها أن يساهموا وبفعالية قصوى في اجتثات هذه الجرثومة الخطيرة الإرهاب، سواء أسمت نفسها داعش أم القاعدة. اليمن هي إحدى الدول التي تواجه أكبر تهديد من الحملة الوحشية للجماعات الإرهابية. وللتعامل مع هذا التهديد، فإن اليمن بحاجة إلى الدعم العربي والدولي. ولذلك فإننا نتقدم بالشكر لجميع الأمم والشعوب المحبة للسلام، ومن بينهم قادة الولايات المتحدة الأمريكية وشعبها”. Share
Comments are closed.