الصور بعدسة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك
عُقدت في عام 2024 جلسة مشتركة لمجلسَي البرلمان الكازاخي، أسفرت على إصدار قرار بإرسال قوات حفظ سلام كازاخية إلى مرتفعات الجولان، وباشر 139 جندياً مهمتهم بعد شهرين، وستعتمد فترة بقائهم هناك على فترة فاعلية التفويض الصادر من الأمم المتحدة.
وفضلاً عن مرتفعات الجولان، سيشارك حفظة السلام الكازاخيون في عمليات في جنوب السودان ومنطقة أبيي.
تشمل أهداف قوات حفظ السلام الكازاخية في مرتفعات الجولان مراقبة وقف إطلاق النار والإشراف على الامتثال لاتفاقية فض الاشتباك.
وقد جاء قرار إرسالهم بعد دعوة من مجلس الأمن الدولي، وبعد أن أجرى خبراء وزارة الدفاع الكازاخية تحليلاً شاملاً للصراعات الدائرة في العالم، خلصوا إلى أن بعثة حفظ السلام في مرتفعات الجولان تُعد من أهم البعثات الأممية، وأن نجاحها سيساهم في صون السلام والأمن في المنطقة، وفي العالم أجمع.
وقد عمل الجنود الكازاخيون مع جنود من دول أخرى حينما شاركوا في بعثات حفظ سلام أخرى، مثل البعثات التي انتشرت في الصحراء الغربية وساحل العاج ولبنان، وبعد عشرات المناوبات التي اكتسب فيها الكازاخيون ما يلزمهم من الخبرة والمهارة، آن الأوان لتشكيل بعثة مستقلة بقيادة ضباط ذوي خبرة.
وينظر قادة وزارة الدفاع إلى المشاركة في بعثات حفظ السلام على أنها ركنٌ من أركان تدريب جنودهم، إذ تصقل قدراتهم على المشاركة في العمليات العسكرية.
واُختير حفظة السلام وفقاً لمتطلبات الأمم المتحدة والتشريعات الكازاخية، وخضعوا قبل نشرهم لتدريب نظري وعملي في مركز عمليات حفظ السلام ومركز إزالة الألغام في ألماتي.

في أيَّار/مايو 2024.
وتسلمت قاعدة نشر قوات حفظ السلام التابعة لوزارة الدفاع الكازاخية جميع المعدات والعتاد العسكري اللازم للحفاظ على وقف إطلاق النار، وباتت القوات الكازاخية على أهبة الاستعداد للقيام بمهمتها.
وإن كازاخستان بما قامت به من تشكيل وتدشين بعثة حفظ السلام في مرتفعات الجولان إنما تثبت التزامها بالمشاركة في نشر السلام والأمن الدوليين، كما أن المشاركة في البعثات تحت رعاية الأمم المتحدة تعزز مكانتها ومنزلتها في الشؤون العالمية، فالبعثة المنتشرة في مرتفعات الجولان خطوة شديدة الأهمية، تجعل من كازاخستان من أبرز المساهمين في قوات حفظ السلام الأممية.
ومن أبرز أهدافها اكتساب الخبرة العسكرية من المشاركة في عمليات حفظ السلام، فأي جيش يحتاج إلى ضباط وضباط صف يتمتعون بخبرات عملية، فمقاتل متمرس واحد في القتال يعادل عدة مجنَّدين جدد.
وقد حقق حفظة السلام الكازاخيون في مرتفعات الجولان بالفعل بعض النجاحات، ومثال ذلك أن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في مرتفعات الجولان أشادت بهم، ونوَّهت إلى أن ”الانتشار العملياتي في المواقع المؤقتة والدائمة حدث في أقصر وقت ممكن.“
وخلاصة القول إن جهود حفظ السلام الكازاخية تنم عن رغبة أستانة في تعزيز السلام والأمن إقليمياً ودولياً. وفي ظل المشهد المعقد على مسرح السياسة الدولية، تظل كازاخستان خير مثال على الدولة التي تشارك بجدية ومسؤولية في عمليات حفظ السلام، وتشجع على إقامة علاقات دولية أكثر استقراراً، بما فيها العلاقات في نطاق مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية.
حظيت أول قيادة مستقلة لكازاخستان في إطار قوات حفظ السلام الأممية بإشادة القادة.
ففي شباط/فبراير 2025، حصلت الوحدة المكونة من 139 جندياً وأربعة ضباط أركان على أوسمة تقديراً لإنجازاتهم في حماية قواعد الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان.
وأشاد القادة العسكريون الأمميون بالقوة الكازاخية لنجاحها في تفكيك 200 قطعة ذخيرة غير منفجرة، وقيامها بعمليات لإجلاء موظفي الأمم المتحدة، كان آخرها في كانون الأول/ديسمبر 2024.
وأشادت اللواء أنيتا أسمة، قائدة البعثة، والسيد جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام لعمليات السلام، بانضباط حفظة السلام الكازاخيين وكفاءتهم القتالية ومعنوياتهم المرتفعة.
كما حظوا باهتمام طيب من النخبة العسكرية الكازاخية.
ففي حفل أُقيم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في مطلع عام 2024، أشاد الفريق سلطان كماليتدينوف، النائب الأول لوزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الكازاخية، بهذا الإنجاز التاريخي في المشاركة الدولية الكازاخية.
وقال: ”هذا إنجازٌ تاريخيٌ للقوات المسلحة لجمهورية كازاخستان، فقد كانت وحداتنا في السابق تشارك ضمن وحدة من وحدات شركائنا، والآن نرسل وحدةً تحت علمنا الوطني.“
وأضاف قائلاً: ”فالمشاركة في بعثات حفظ السلام ليست مساهمة من جمهورية كازاخستان في جهود المجتمع الدولي للحفاظ على السلام والأمن فحسب، بل وركن مهم من أركان التدريب الذي يُسهم في صقل المهارات القتالية للأفراد العسكريين.“