اجتمع لفيفٌ من الخبراء العسكريين والدبلوماسيين والأكاديميين، بصحبة طائفة من كبار الضباط في القيادة المركزية الأمريكية، وانتهوا إلى أن الدول العربية في الشرق الأوسط تمثل ركيزة إرساء السلام والاستقرار.
عُقد المؤتمر في جامعة جنوب فلوريدا في أيلول/سبتمبر 2024، وكان بعنوان «حل العقدة المستعصية: تصوُّر السلام في الشرق الأوسط». واستضافه معهد الأمن القومي والعالمي بالجامعة في تامبا، بولاية فلوريدا، بالتعاون مع القيادة المركزية الأمريكية.
قال الفريق أول متقاعد فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية سابقاً: ”نمر بمرحلة حرجة في الشرق الأوسط، لكننا مررنا بظروفٍ حرجة من قبل، ونتج عنها أمورٌ طيبة.“
اشتدَّت الاضطرابات في المنطقة بعد أن طال أمد الصراع في غزة، ويرى ماكنزي، وهو يشغل منصب المدير التنفيذي لمعهد الأمن القومي والعالمي بالجامعة، أن إيران تعتبر أكبر قوة لزعزعة الاستقرار في المنطقة في ظل سعيها لأن تكون قوةً إمبرياليةً.
فقد قام النظام الإيراني بتسليح حلفائه الحوثيين المتطرفين في اليمن وتشجيعهم، فتسببوا في أزمة إنسانية وتعطيل التجارة البحرية في البحر الأحمر بسبب هجماتهم الصاروخية.
وصرَّح اللواء براندون تيغتمير، رئيس أركان القيادة المركزية الأمريكية آنذاك، بأن هجمات الحوثيين قلَّصت حركة المرور خلال قناة السويس بشدة، وتوقفت الحياة في ميناء العقبة التجاري الأردني أو كادت.
وقال للحضور في المؤتمر: ”كل هذه العوامل تؤجج عدم الاستقرار الاقتصادي“ في مصر والأردن.
تتبع الحكومة الإيرانية استراتيجية «حرب الظل» التي تمكنها من تأجيج عدم الاستقرار مع التنصل من المسؤولية عن العواقب، والتلاعب بالمسلحين من وكلائها لتحقيق مآربها الاستراتيجية ، وهذا هو جزء من حرب الظل هذه.
وفي ظل المخاطر الناجمة عن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، أشار المشاركون في المؤتمر إلى أن الاتفاقيات الإبراهيمية تشكل ركيزة من ركائز الاستقرار الإقليمي، فهي عبارة عن سلسلة من الاتفاقيات التي ساهمت في تحسين العلاقات، لا سيما في مجالات التجارة والاستثمار، بين من كانوا فيما مضى خصوماً جيوسياسيين في الشرق الأوسط.
وظهر الشيخ عبد الله آل خليفة، سفير البحرين لدى الولايات المتحدة، في المؤتمر عبر الفيديو، فنادى بسلك سبيل التعاون في المنطقة، وأشار إلى إعلان المنامة، وهو بيان مؤيد للسلام أصدره القادة والزعماء العرب في أيَّار/مايو 2024، ويعتبر من الركائز التي تسهم في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأكد المتحدثون في المؤتمر أن دول المنطقة الداعية للسلام، مثل البحرين والأردن والسعودية والإمارات، ستظل تضطلع بدور كبير في حل الصراعات، ورشَّح ماكنزي السعودية لتتولى قيادة تحالفٍ مناهضٍ لإيران، إذ يرى أنها خير من يقوم بذلك بفضل موقعها الجغرافي ومواردها وقوة أيمانها بالتعايش السلمي.
وأشار آخرون إلى تنامي العلاقات التجارية بين الإمارات وإسرائيل، وهذا قد يمنحها نفوذاً دبلوماسياً للحد من الصراع في الشرق الأوسط. وكما خلص أحد مقدمي المؤتمر، فالاتفاقيات الإبراهيمية إنما هي”قاعدة يمكن البناء عليها للمستقبل.“
وذكَّر المتحدثون في المؤتمر الحضور بأن الحرب العالمية الثانية، أكثر حرب سُفكت فيها الدماء في التاريخ، أسفرت عن تشكيل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهيأت الظروف لإرساء سلام دائم بين أعداء الأمس. والإرهاق من الحرب وويلاتها يمكن أن يؤدي إلى تهيئة ظروف مماثلة في الشرق الأوسط.