لا تزال ميليشيا أنصار الله الحوثيين تصم آذانها عن المناشدات الإقليمية والدولية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني واحترام حقه في العيش الكريم.
فشنَّت موجة اعتقالات في حزيران/يونيو 2024، تضمنت عشرات الموظفين اليمنيين العاملين في منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية والمنظمات الدبلوماسية العاملة في اليمن، بمافيها منظمات تابعة للأمم المتحدة، بمزاعم التجسس.
وانتزع المحققون الحوثيون اعترافات بالإكراه من المعتقلين الأبرياء، وهذه الاعترافات تحاكي التهم التي لفقها الحوثيون لهم.
فقد وعدوا المعتقلين بالإفراج عنهم إن اعترفوا بالتهم الملفقة لهم، لكنهم لم يفوا بوعدهم، بل نشروا هذه الاعترافات على وسائل إعلام تابعة لهم لتبرير أفعالهم.
أدان السيد معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة باليمن، هذه الاعتقالات، ودعا المجتمع الدولي في أيلول/سبتمبر 2024 إلى الضغط على الحوثيين للإفراج عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية واليمنية والبعثات الدبلوماسية المعتقلين قسراً.
وقال: ”ينشر الإرهابيون الحوثيون الذين تساندهم إيران سلسلة من الاعترافات المنتزعة قسراً من المعتقلين اليمنيين، كثير منهم من صفوة المجتمع، أكاديميون وخبراء، عملوا لسنين طوال في منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية والبعثات الدبلوماسية في اليمن، فيجعلون منهم مادة للدعاية السياسية، وإن هذه الجريمة البشعة تكشف استخفافهم الواضح بالشعب اليمني وهمجيتهم وتخلفهم وانعدام قيمهم الأخلاقية.“
استجابت القوات متعددة الجنسيات لهذا النداء، وكان أبرزها إرسال قوة مهام على متن حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية إلى البحر الأحمر، وقامت قوات القيادة المركزية الأمريكية في كانون الثاني/يناير 2025 بقصف 14 صاروخاً حوثياً مدعوماً من إيران، كانت جاهزة لإطلاقها على مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.
قال الفريق أول مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية آنذاك: ”لا تزال أفعال الإرهابيين الحوثيين المستنصرين بإيران تُعرِّض حركة الملاحة الدولية للخطر وتُعطِّل الممرات الملاحية التجارية في جنوب البحر الأحمر والممرات المائية المجاورة، ولن نفتر عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أرواح البحارة الأبرياء، وسنظل دائماً وأبداً حماة شعبنا.“
وأضاف الإرياني أن الكثير من الضحايا الأبرياء تعرَّضوا للاختطاف والاختفاء القسري والتعذيب النفسي والجسدي على يد الحوثيين طوال سنوات، وشُوِّهت سمعتهم بنشر صورهم واعترافاتهم المنتزعة منهم بالإكراه.
طالبت السيدة ديالا حيدر، الباحثة المعنية بشؤون اليمن بمنظمة العفو الدولية، في تموز/يوليو 2024 بالإفراج الفوري عن الموظفين المعتقلين تعسفياً، قائلةً:
”هذه الموجة المروعة من الاعتقالات التي تستهدف المهتمين بحقوق الإنسان والعمل الإنساني خير دليل على أن الحوثيين سوف يتمادون في قمع المجتمع المدني، وستُفاقم هذه المداهمات الوضع الإنساني وأوضاع حقوق الإنسان المتردية أصلاً في اليمن؛ ذلك لأن الكثير من المعتقلين كانوا يعملون على تقديم المساعدة أو الحماية لمن كانوا في أشد الحاجة إليها.“
المصادر: الشرق الأوسط، منظمة العفو الدولية، الأمم المتحدة