Getting your Trinity Audio player ready...
|
مديرية الإعلام العسكري بالقوات المسلحة الأردنية
إن القوات المسلحة الأردنية/الجيش العربي ركيزة من ركائز منظومة الأمن الوطني الأردني، وأهم عنصر من عناصر قوة الدولة، ولهذا السبب أولى جلالة الملك عبد الله الثاني إبن الحسين كل اهتمامه ورعايته للقوات المسلحة منذ أن تولى سلطاته الدستورية، حتى تواكب العصر تسليحاً وتدريباً.
فوُضعت خطة تطوير قيادة القوة البحرية والزوارق الملكية لتلبية رؤية جلالته في إنشاء قوة بحرية متقدمة وخفيفة الحركة وشديدة الفعالية وجاهزة للقتال، قادرة على القيام بواجباتها ومواكبة التغيرات في البيئة الاستراتيجية للدفاع عن ميناء العقبة، وهو الميناء البحري الوحيد في الأردن، ولا غنى عنه لتنمية الاقتصاد الأردني.
وفي إطار التزام الأردن بالحفاظ على الأمن البحري العالمي والإقليمي، استعانت البحرية الملكية الأردنية بتقنيات تدمج الذكاء الاصطناعي مع الأنظمة المسيَّرة وافتتحت المركز الأردني للأنظمة المسيَّرة في أيلول/سبتمبر 2022، فعززت بذلك قدراتها في المراقبة والاستطلاع في المياه الإقليمية وفي أعالي البحار، ويعرف بمركز الروبوتات، وبفضله ستتحسن قدرات الكشف والردع في البحر الأحمر أيضاً تحسناً كبيراً.
يعمل مركز الأنظمة المسيَّرة بالتنسيق مع مركز العمليات البحرية، ويمكن تلخيص الوظائف التي يقوم بها والخدمات التي يقدمها في الكشف والردع، وذلك بجمع البيانات الواردة من المسيَّرات البحرية المنتشرة في البحر وربطها ببعضها البعض، ثم تُستخدم هذه البيانات لبناء قاعدة بيانات تُسمى «نمط الحياة» في العلوم البحرية، ويمكن بعد ذلك تحليلها واستخدامها لتطوير عمليات الردع والدفاع والقضاء على التهديدات. كما أثبتت التجارب السابقة منافع هذه الأنظمة في أغراض أخرى، مثل عمليات إجلاء المصابين.
ومع أن مركز الأنظمة المسيَّرة لم يُنشأ إلا مؤخراً، فإن ربطه بمركز العمليات البحرية يوفر لنا بيانات تتجاوز قدراتنا المعهودة، كما يوفر سجلاً واسع النطاق لحركات السفن ورؤيتها في مناطق ذات أهمية خارج مياهنا الإقليمية.

داوسون روث/البحرية الأمريكية
وأمسينا على أعتاب ثورة تكنولوجية في مجال المسيَّرات، وقد أدركت القوات المسلحة الأردنية ذلك مبكراً، ولا تفتأ تعمل على استغلال هذه الأنظمة في مهام المراقبة والاستطلاع في أجوائنا وبحارنا (على السطح وتحت السطح). وقد أدخلت البحرية الملكية الأردنية بالفعل تكنولوجيا المراقبة تحت الماء حين بدأت باستخدام الغواصات المسيَّرة، وذلك قبل إنشاء مركز الأنظمة المسيَّرة. وتُستخدم المسيَّرات البحرية في الدوريات التي تُجرى على مدار الساعة، فارتقى ذلك بقدرتنا على مراقبة حركة السفن القادمة إلى مياهنا الإقليمية والمغادرة لها. كما عملت هذه المسيَّرات خارج مياهنا الإقليمية للمشاركة في التمارين المشتركة المختلطة لتحديد التهديدات المحتملة. وهذا هو العرف السائد مع جميع وحدات القوات المسلحة الأردنية التي تستخدم أنظمة مسيَّرة.
وكل هذه الابتكارات تجسد شراكة وثيقة بين الأردن والولايات المتحدة، وأهم سبب في ذلك هو الخبرة العالمية التي تتمتع بها البحرية الأمريكية في العمليات البحرية وتمركز القوات البحرية الأمريكية في القيادة المركزية/الأسطول الأمريكي الخامس في الشرق الأوسط. وكل ذلك بجانب ما تقوم به البحرية الملكية الأردنية من دور بارز في قيادة القوات البحرية المشتركة التي تقودها الولايات المتحدة.
والأردن، ممثَّلاً بالبحرية الملكية الأردنية، عضو بارز في هذا التحالف منذ تأسيسه في عام 2008، وأثبتت هذه المشاركة الدور المؤثر الذي تنهض به البحرية الملكية، وقدمتها في أفضل صورة تليق بها، ولا ريب أن مثل هذه المشاركة ساهمت في الحفاظ على الأمن البحري الدولي وفي تطوير صفوف البحرية الملكية الأردنية. ويتحقق ذلك بتبادل الخبرات مع دول التحالف والتعرف على عمليات وقيادة القوات البحرية الدولية.
وقد دعمت البحرية الملكية الأردنية بالشراكة مع القوات البحرية الأمريكية في القيادة المركزية تشكيل قوة المهام 59 المسؤولة عن عمليات المراقبة والاستطلاع وجمع المعلومات باستخدام تكنولوجيا تدمج أنظمة الذكاء الاصطناعي والأجهزة التي تعمل بالتحكم فيها عن بُعد. وللأردن دور بارز في الأمن البحري الإقليمي والدولي، ولهذا السبب أُنشيء مركز الأنظمة المسيَّرة (مركز الروبوتات).
أما التقنيات الحديثة، فقد كان الأردن من أوائل الدول التي استخدمتها، وينبغي أن نعلم أن العلاقات الوثيقة والشراكات الوطيدة والصداقات الحميمة والقيادة المشتركة هي الأسس التي ينبغي أن تحكم العلاقات بين الدول الصديقة، وإن قواتنا البحرية تلتزم بدعم النظام الدولي القائم على القواعد، وتنير لنا الطريق لنغدو قوة أشد بأساً وأعظم أثراً، قوة يمكننا قيادتها بزمام مشترك. لذلك فإننا ندعم جميع المفاهيم التي تسهم في الحفاظ على الأمن البحري الإقليمي والعالمي، وكل دولة هي التي تقرر أي تكنولوجيا تأخذ وأيها تدع، ولكن جدير بالذكر أن الكثير من الدول الصديقة أرسلت ضباطاً للمشاركة في التدريب على الأنظمة المسيَّرة.
أما المتطلبات الرئيسية لهذا التدريب، فهي القدرة على قراءة البيانات التي ترسلها الأنظمة المسيَّرة وتحليلها، والإلمام بمجموعة من التقنيات والمناهج، وإتقان اللغة الإنجليزية.
والأردن نفسه يستفيد من التدريب مع الشركاء لأنه حديث عهد بعالم المسيَّرات، ويجري التدريب والتأهيل على المسيَّرات في الغالب داخل البلاد، لكننا أرسلنا بعض أفرادنا أيضاً إلى الولايات المتحدة للتدريب على استخدام الكاميرات المسيَّرة تحت الماء، فضلاً عن عدد من التمارين التدريبية على المسيَّرات البحرية داخل المملكة وخارجها، ويُذكر أن أول ضابطة بحرية أردنية في مجال الروبوتات كانت تخرجت في الأكاديمية البحرية الأمريكية.