Getting your Trinity Audio player ready...
|
خلال تمرين الأسد المتأهب 24 الذي أقيم في الأردن، أجرت يونيباث مقابلة مع عطوفة العميد الركن حسن الخالدي من القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي. وناقش التحديات الحديثة لوضع منهج تدريبي فعّال للقوات الخاضعة لقيادته.
يونيباث: ما مدى أهمية التدريبات الدولية المشتركة مثل تمرين الأسد المتأهب للقوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي؟
العميد حسن: تهدف القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، في استراتيجياتها التدريبية والأمنية، إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع شركائنا من الدول الصديقة والشقيقة، ويُعد تمرين ”الأسد المتأهب“ أحد أهم نتاجات هذه الشراكات التي تعزز التعاون والتنسيق بين الدول المشاركة في كافة المجالات العسكرية.
الأسد المتأهب هو نتاج الجهود الاستراتيجية التي تبذلها القوات المسلحة الأردنية لتقوية وتعزيز العلاقات مع الدول المشاركة في جميع المجالات العسكرية، وخاصة تلك المتعلقة بالتدريب، وبالتالي تعزيز التوافق مع الدول الحليفة، ودعم التعاون المتبادل مع تعميق التنسيق بين القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة والمنظمات مثل المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات ضمن بيئة عمليات مشتركة حتى تتمكن القوات المسلحة الأردنية من مواجهة أي تهديد.
ومن خلال العمليات المشتركة نستطيع تحقيق النجاحات
التي نطمح إليها في مواجهة المخاطر الأمنية العالمية والإقليمية المحيطة بنا والتي تتطلب تضافر الجهود الدولية حتى ينعم
الجميع بالأمن والسلام.

يونيباث: كيف عدّل الأردن تدريباته كي تستجيب للتهديدات المتمثلة بالطائرات المسيّرة والهجمات السيبرانية؟
العميد حسن: لقد شكل التطور المتسارع في علوم التكنولوجيا في المجالات العسكرية والتنوع في استخدامها تحدياً كبيراً أمام راسمي الخطط والبرامج ما يتطلب إجراء المراجعة الدائمة للعملية التدريبية والتركيز على الاستخدام الصحيح للتكنولوجيا بالشكل الذي يسهم
في مواجهتها والتعامل معها.
كما أن القوات المسلحة تتبع سياسة تدريبية مرنة قادرة على مواجهة كافة المتغيرات وبناء قوات عسكرية ذات كفاءة عالية ومرنة وديناميكية للتعامل الكفؤ مع التحديات والمتغيرات المتسارعة.
شهد العالم تطوراً ودوراً فاعلاً ومتزايداً للطائرات المسيرة، (UAVS) وباتت تشكل إحدى أدوات الحروب الحديثة وخياراً استراتيجياً فعالاً في كثيرٍ من الحالات والمهام العسكرية، بدءاً من الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وصولاً إلى الضربات الجوية الموجهة، أما في مجال الهجمات السيبرانية فقد شكلت أيضاً تهديداً واضحاً وممنهجاً من خلال التحكم في أنظمة تشغيل مؤسسات الدولة الحيوية أو تعطيلها أو تدميرها وفقاً لأهداف محددة والهجمات السيبرانية أيضاً واحدة من أبرز تكتيكات الحروب الحديثة.
لذا وبناءً على جميع هذه الحقائق، جاء تمرين الأسد المتأهب 24 لتحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية والعملياتية والتعبوية ومنها زيادة القدرة في مجال العمليات المعلوماتية والذكاء الصناعي وعمليات الأمن السيبراني ومقاومة تهديدات منظومة الطائرات المسيرة.
يونيباث: ما التخصصات التي يركز عليها الجيش الأردني في خطط التمارين؟
العميد حسن: تتبع القوات المسلحة سياسة تدريبية تُعنى برفع المستوى التدريبي بمختلف صنوفها في المجالات التعبوية، الفنية، واللوجستية والتي تخدم عقيدتها العسكرية المرنة والقادرة على مواجهة كافة المتغيرات، والتي تهدف إلى بناء قوات عسكرية ديناميكية وذات كفاءة عالية بحيث تكون قادرة على التكيف مع مختلف الظروف، ومواجهة التحديات، والتعامل الكفؤ مع التحديات والمتغيرات الطارئة داخلياً وخارجياً، كما تهدف السياسة إلى إعداد القوات والأفراد للتعامل مع وتيرة الأحداث المتسارعة بشكل مطرد وأنماط الحروب المتغيرة وتنوع التهديدات ورفع وحدات وتشكيلات الجيش الأردني إلى أعلى مستويات الجاهزية القتالية من أجل تنفيذ المهام والواجبات المُوكَلة إليها.
يرتبط التدريب ارتباطاً وثيقاً بالتوجه السياسي للدولة الذي يرسم العقيدة العسكرية لها حيث يستقي التدريب منهجه من تلك العقيدة التي تحدد ماهية الحرب المحتملة وأهدافها وكيفية إعداد الدولة والقوات المسلحة لخوضها في أفضل الظروف وبأحدث الوسائل والأساليب المتاحة.

جندي متخصص تايلر بيكر/ الجيش الأمريكي
يتولى القادة من مختلف المستويات مسؤولية التخطيط للتدريب الذي يجب أن يكون تخطيطاً واقعياً ومنطقياً مع الأخذ بعين الاعتبار التقدم التكنولوجي المتسارع وتطور العقائد القتالية والتحديات والتهديدات المحتملة التي أفرزتها المتغيرات في البيئة الاستراتيجية فتساهم مثل هذه التغييرات في تحديد المتطلبات العملياتية والاستخبارية على المستويين العملياتي والتعبوي ومقارنتها بالإمكانيات المتاحة، الأمر الذي يستوجب وضع خطة تدريبية وتمارين مُحكمة تساهم في رفع الجاهزية القتالية للقوات المسلحة آخذين بعين الاعتبار التطور المستمر وترشيد الجهد من خلال إدارة الموارد والتكنولوجيا المتوفرة واستغلال الوقت على النحو الأمثل والالتزام بخطة التدريب.
لذا فإن المواضيع التي يتم التركيز عليها في مناهج التمارين كثيرة ومن أبرزها التهديدات التقليدية المحتملة على المدى البعيد والتهديدات غير التقليدية مثل عمليات التهريب والتسلل ومكافحة التنظيمات دون مستوى الدولة والتنظيمات الإرهابية والعمليات السيبرانية والعمليات المعلوماتية..
يونيباث: ما أهمية التقنيات والتجهيزات المتطورة للقوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي؟
العميد حسن: تلعب التقنيات والتجهيزات المتطورة دوراً أساسياً في استراتيجية الدفاع والأمن الوطني لأي دولة، فعلى مدى العقود القليلة الماضية، شهد العالم تحولاً هائلاً في المجالات التكنولوجية المتعلقة بالقوات المسلحة، وهذا التطور له تأثيرٌ كبيرٌ على طبيعة الحروب والصراعات العسكرية، إذ يؤدي إلى تعزيز قدرات القوات المسلحة في مواجهة التحديات الأمنية والتهديدات الجديدة والمتغيرة بمزيدٍ من الفعالية وتعزيز كفاءتها على مستوى تقنيات الأسلحة الذكية والصواريخ الدقيقة وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي والطائرات المسيرة والأمن السيبراني وغيرها من التقنيات.
ويسهم التحسين المستمر في التقنيات العسكرية في تعزيز القدرة التنافسية للدولة عالمياً وإقليمياً، إذ تعتمد قوة الدولة في كثيرٍ من الأحيان على قوة جيشها وقدرته على حماية مصالحها وتأمين حدودها.

الرقيب أول جاريد جيهمان/ الجيش الأمريكي
وبالتالي، فإن استثمار الدول في التكنولوجيا العسكرية يعزز مكانتها وتأثيرها كما يسهم في تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة في إدارة الموارد العسكرية، فعندما تتمتع القوات المسلحة بتقنيات أكثر تطوراً، فإنها تستطيع تحقيق أهدافها بكفاءةٍ أكبر وبتكلفةٍ أقل، سواء في التدريب أو الصيانة أو المعارك الفعلية.
والتطور التكنولوجي المتسارع في المجالات العسكرية والتنوع في استخداماته يشكل تحدياً كبيراً أمام واضعي الخطط والبرامج التدريبية، مما يتطلب إجراء المراجعة الدائمة للعملية التدريبية بالتركيز على التوظيف الصحيح للتكنولوجيا بالشكل الذي يسهم في تخفيف الجهد وتطوير التدريب وزيادة الموائمة والتنسيق بين مختلف الصنوف العسكرية، لذا قامت القوات المسلحة بإعادة التنظيم وتحديث بعض القدرات القتالية والمعدات والتقنيات واستيعاب الأسلحة الجديدة المتطورة على الساحة العالمية لمواكبة المتغيرات والتكيف مع التهديدات.
وللقوات المسلحة الأردنية دورٌ بارزٌ في مجال البحث والتطوير يظهر من خلال إنشاء المركز الأردني للتصميم والتطوير (JODDB) وهو مؤسسة حكومية تعمل ضمن نطاق القوات المسلحة في مجال التصميم والتطوير والانتقال إلى تصنيع النماذج الأولية من المعدات المدنية والعسكرية، ويمثل إنشاء هذا المركز نقطة تحول لهيكلة ومأسسة فعاليات التصنيع، وللمركز مشاركات مشرقة في المعارض العسكرية مثل معرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة في الأردن و المعرض والمؤتمر الدولي للدفاع في الإمارات العربية المتحدة وتقنيات الصناعة العسكرية الأردنية، كلٌ منها تسلط الضوء على تميز القوات المسلحة الأردنية في منطقة الشرق الأوسط.