Getting your Trinity Audio player ready...
|
أنشأت اليمن قوات العمليات الخاصة لإحباط مخططات الجهات الهدامة التي عقدت العزم على زعزعة استقرارها، وذلك في ظل التهديد الناجم عن التنظيمات الإرهابية التي تبتغي موطئ قدم لها على سواحل البحر الأحمر والمحيط الهندي.
ورقى اليمن واحداً من أمهر قادته لقيادة هذه الوحدات العسكرية المتخصصة، وهو اللواء إسماعيل حسن عبد الله زحزوح الذي بدأ مسيرته العسكرية ضابطاً في القوة الجوية اليمنية، وقد تولى هذا المنصب المهم لحماية البلاد في خضم الحرب الأهلية الطويلة التي أشعل فتيلها الحوثيون الذين تساندهم إيران.
ويقول اللواء زحزوح: ”لقد تمكنت قوات العمليات الخاصة من الحد من نطاق التهديدات الدولية التي تشكلها التنظيمات الإرهابية انطلاقاً من موقع اليمن الذي أمسى مركزاً لعبور العناصر الإرهابية وتصديرها؛ وقُلص حجم التنظيمات الإرهابية بفضل العمليات التي نفذتها قوات العمليات الخاصة بالتعاون مع القوات اليمنية المشتركة وإخواننا في التحالف العربي فاستهدفت أوكارها وألقت القبض على عدد من عناصرها.“
وتضمنت المهام التي قامت بها على مر السنين القضاء على الخلايا الإرهابية والقبض على قادتها ومكافحة قطاع الطرق والتهريب الذي يدعم ويمول ويجهز أعمال العنف المتطرف.
وأضاف اللواء زحزوح: ”تقوم قوات العمليات الخاصة بدور محوري، لأنها تساهم في تجفيف منابع تمويل جماعة الحوثي الإرهابية بمكافحة تجارة الأسلحة والمخدرات؛ فتانك إثنتان من مصادر دعمها المالي.“

وُلد اللواء زحزوح في الحديدة، وتخرج في كلية الطيران والدفاع الجوي اليمنية، وواصل دراسته النظرية بالحصول على درجة الماجستير، ودراسة الدكتوراه في معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة. وتلقى في دراسته دورات في التحكيم الدولي وحل النزاعات، وهما من العلوم النافعة في دولة تعاني حرباً أهلية.
وتدرج في صفوف قوات العمليات الخاصة اليمنية، فبدأ برئاسة دائرة الرقابة والتفتيش في عام 2011، وعُين في عام 2013 وكيلا لضابط حركات اللواء الأول مشاة جبلي التابع لقوات العمليات الخاصة، وأبلى بهذا المنصب بلاءً حسناً أسفر عن ترقيته بعد عدة أشهر إلى قيادة شعبة الاستخبارات والأمن.
ورُقي إلى رتبة عميد في عام 2015، وتزامن ذلك مع تعيينه رئيساً لعمليات المنطقة العسكرية الخامسة، ثم رُقي بعد سنةٍ واحدةٍ إلى رتبة لواء.
وتولى في عام 2018 قيادة قوات العمليات الخاصة، وحقق في هذا المنصب إنجازات أصبح بفضلها عضواً في اللجنة العسكرية والأمنية العليا للجمهورية اليمنية.
ولا يمكن أن نتناسى نبرة الإحباط في صوت اللواء زحزوح وهو يتذكر كيف توقف نجاح اليمن في اجتثاث الجماعات الإرهابية مثل القاعدة بسبب استيلاء ميليشيا الحوثي على الحكم في صنعاء في عام 2014.
فكان اليمن قد نجح قبل إنقلاب الحوثيين في القضاء على معظم القيادات الإرهابية فيه أو القبض عليهم وسجنهم، وكان سجن جهاز الأمن السياسي وحده يضم 450 من عناصر القاعدة. وتبدد كل ذلك حين أطلق الحوثيون سراح معظم هؤلاء السجناء وأمروهم بتنفيذ هجمات إرهابية ضد الحكومة اليمنية الشرعية.

وانزلق اليمن إلى أزمة إنسانية قلت مثيلاتها في العالم على إثر الهجمات التي شنها الحوثيون وأتباعهم، وشهد العام الماضي تزايد هجمات الحوثيين على الشحن الدولي في البحر الأحمر وبالقرب منه لخدمة أجندتهم وأجندة النظام الإيراني.
وقال اللواء زحزوح: ”لقد رعى الحوثيون وشجعوا كل أشكال الإرهاب واجتهدوا في تحسين تكتيكاتهم وتوسيع نفوذهم لإحداث أكبر قدر ممكن من الضرر، محلياً ودولياً، فأكثروا من الإضرار بسمعة اليمن.“
واستطرد قائلاً: ”كانت توجد بعض المظاهر الأولية للعنف والإرهاب في السابق، إلا أن الحوثيين شجعوا وجود عناصر إرهابية معينة، وحولوا أعمال قطع الطرق والقتل التي كانت موجودة قبلهم إلى عمليات إرهابية باستغلال الدين ورعاية الفكر الشاذ، وكل ذلك بتمويل أجنبي.“
يتم اختيار المجندون في قوات العمليات الخاصة اليمنية بتمعن، فيجب أن يكون المجند رجلاً أعزب دون 22 سنة، ومعافى من الإعاقات الجسدية والعقلية، وليس من ذوي سوابق جنائية، ويجب ألا يكون من أنصار حزب أو جماعة معينة، لاسيما وانهم في بلد أدت فيه الحركات السياسية إلى انقسام المجتمع. واضافة الى اكتساب المهارات القتالية التي لا بدَّ أن يكتسبها كل جندي، فإن كل فرد من قوات العمليات الخاصة يتدرب تدريباً متخصصاً في مجالات مثل مكافحة الإرهاب وعمليات تطهير المدن.
وبما أن الحكومة الشرعية في اليمن خسرت الكثير من بنيتها التحتية العسكرية حين قام الحوثيون بالانقلاب، فكثيراً ما تعتمد قوات العمليات الخاصة اليمنية على الشركاء المحليين والتعاون مع قوات التحالف العربي المشترك في النقل والاتصالات المشفرة والإسناد الجوي.

وتمكنوا بفضل هذا التكاتف من تنفيذ مهام حاسمة لمكافحة تهريب اللاجئين من منطقة القرن الإفريقي والعمل خلف خطوط العدو وشن هجمات برمائية على قوارب المهربين.
ويرغب اللواء زحزوح في توسيع المهام التي تؤديها وحداته بزيادة المساعدات التي يقدمها الشركاء الدوليون، ولا يحتاج إلى المال فحسب، بل يحتاج إلى سبل الإمداد والتموين والقواعد والمعدات الجديدة وتكثيف التدريب لتمكين رجاله من القيام بمهام أشد تعقيداً.
وقال: ”تتسم قوات العمليات الخاصة بمرونتها العالية، وتتجلى هذه السمة عند المشاركة في العمليات التي تستهدف الجماعات الإرهابية.“ وأضاف قائلاً: ”وتتناوب الفرق على التنقل بين مواقع قتالية مختلفة وتُنشر سريعاً للتعامل مع التحديات المفاجئة في أقصر وقت ممكن.“