الإداراتالسيرة الذاتية لقائد مهم خدمة المجتمع بواسطة Unipath في فبراير 11, 2019 شارك Facebook Twitter حينما قام أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني بزيارة واشنطن، جاء برسالة واضحة تقول: “إن قطر مستعدة للعب دور محوري وطويل الأمد في سبيل ضمان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.” هذا الدور تطلب الاعتماد على قوات مسلحة تحرص على حماية الوطن ومكتسباته واستراتيجية عسكرية دفاعية تسعى إلى الحفاظ على أمنه واستقراره. ولبناء قوات مسلحة قوية، اعتمد الأمير على فرسان ذوي خبرة وقوة عزم…وأهل صبر وهمَمُ…ونفوس ملؤهُا الفخر والشمَمُ…هؤلاء من يسمونهم بالمصطلح المحلي “راعي صملة”؛ والصملة هي كلمة تراثية قطرية تشير إلى المثابرة والاستمرار وتدل على القوة والصبر والتحدي والاستمرارية… يُعرف عن القطريين أنهم أصحاب صملة يعشقون التحدي ويواجهون التحديات بالإنجازات. التقت مجلة يونيباث بأحد هؤلاء الفرسان…فارس ذو صملة وعزم…ذو همة وإرادة حق لم تنهزم. هو الفريق الركن طيار غانم بن شاهين الغانم رئيس أركان القوات المسلحة القطرية. يتجلى رأي الفريق غانم في العلاقة بين المواطن والدولة في دعمه لمشروع الخدمة الوطنية، فالبلاد بحاجة إلى تجنيد أبنائها في الخدمة العسكرية لإكسابهم الجاهزية ويهيئهم للاستجابة لنداء الواجب في أي لحظة، مشيراً بحماس أن الدفعات الأولى التي تخرجت أظهروا استعدادًا جيدًا للخدمة واستفادوا من خبرات العديد من الدول. ونوه الفريق الركن غانم أنه يتوجب علينا كعسكريين أن نكون صادقين لكي نكون ناجحين أمام مجتمعنا. وقال: “حينما نكون صادقين مع أنفسنا سيكون لنا القدرة على الاستمرار. لأن أي كذب أو تلاعب سيكون عمره قصير وستكون آثاره سلبية على الشخص القائل والمتلقي على حد سواء.” وأضاف: “في عملنا الصدق هو أهم عوامل النجاح والاستمرار، حتى في حملاتنا الإعلامية نحرص أشد الحرص على المصداقية ولا نغير ما قلناه بمجرد مرور الوقت. هذا هو منهجنا مع الإعلام والناس وهذه طريقة ناجحة ومنهج نتبعه لسنوات وليس وقت الأزمات. هذا المنهج الذي اتبعناه في الماضي والحاضر ضمن لنا استثمار النجاح في المستقبل.”وأكد الفريق الركن غانم أن المصداقية تتتطلب تضافر الجهود بين جميع أبناء الوطن، سواء السياسيين أو الاقتصاديين أو الإعلاميين أو المسؤولين الأمنيين. وقال: “إن تلك الجهود كلها تفضي بالنهاية إلى بناء الوطن.” ولد الفريق الركن غانم في قطر عام 1955 وتخرج من الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست في بريطانيا عام 1975. وتلقى تدريبه التأسيسي كطيار بالمملكة العربية السعودية حيث أنهى التحول العملياتي على الطائرة ال. وتقلد الفريق مجموعة من الوظائف المهمة بعد وظيفته كطيار في القوات الجوية تم تعيينه قائداً للسرب السابع لطائرات الميراج إف 1، بعدها انتقل لقيادة عمليات قاعدة الدوحة الجوية وقيادة الدفاع الجوي. ثم تم تعيينه قائداً لمركز العمليات الجوية وثم مدير العمليات الجوية، حيث انتقل للقيادة العامة للقوات المسلحه وتم تعيينه مساعداً لرئيس الاركان للعمليات والتدريب. وفي 27 يونيو 2017، تم تعيينه رئيساً لأركان القوات المسلحة. ومن الجدير بالذكر أن الفريق الركن غانم حصل على بكالوريوس في العلوم الجوية وحصل على زمالة كلية الحرب الجوية الباكستانية. كما شارك في الكثير من الدورات التدريبية والمنتديات والاجتماعات في المملكة المتحدة، فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية ودول اخرى. في معرض إجابته على سؤال مجلة يونيباث عن سبب انخراطه في صفوف القوات المسلحة أشار الفريق الركن “حينما بدأت المشوار كان جزءا من عملية تحقيق الذات، فكما تعلمون التربية بيئتنا العربية تقوم على أساس قبول التحدي والصبر والمثابرة، أو كما يقولون بالمفهوم المحلي “خلك راعي صملة” أي تحمل وثابر.” وأضاف: “تربينا في بيئة شهدت تحولاً وتطلبت الكثير من الصبر والتحمل. ستجدون ذلك واضحاً حتى في أمثالنا الشعبية المتداولة “اللي ما يصبر ما هو بريال.” لذلك نشأنا على ضرورة التحمل، وبدينا المشوار العسكري منذ البداية وجزاهم الله خيراً شيوخنا منحونا ثقتهم والكثير من الصلاحيات والمسؤوليات منذ بداية مسيرتنا العسكرية.” ويذكر الفريق بفخر الثقة التي وضعها الأمير تميم في حينما سلمه مسؤولية العمليات في الألعاب الآسيوية 2006…قلت له طال عمرك أشكركم أنكم صبرتوا على جهلنا والتحديات التي واجهتنا ومنحتوا الفرصة لنصبح أناساً مفيدين ننفع مجتمعنا ووطننا.” وضمن نصائحه للضباط الشباب أشار الفريق الركن إلى عمليتين مهمتين هما الثقة بقرارات القيادة والانضباط في أداء المهم الموكلة إليهم. وقال: “حينما يركز الضباط الشباب على هاتين العمليتين يستطيعوا أن يقطعوا مراحل كبيرة في عملهم، كما يجب عليهم أن يولوا أهمية للتعليم والتطور بشكل مستمر، وإن لا يقفوا عند حد الحصول على الشهادة الجامعية أو التخرج من كلية القيادة والأركان أو التخرج من الكلية الحربية أو التخرج من الدفاع الوطني غيرها من المؤسسات العسكرية. فالتعليم عملية مستمرة تضمن تنمية قدراتهم وصقل مهاراتهم.” للفريق غانم حكمة قوية تتعلق بدور القادة العسكريين في تعاملاتهم مع قواتهم. وهي تبدأ بإحساس قوي بالواجب تجاه جنودهم في جميع نواحي حياتهم. إذا كان لدى القوات ثقة محدودة في قادتهم، فكيف يمكنهم أداء واجباتهم بفعالية. ”هدفنا هو الجندي. هذا الجندي الذي يعرف واجباته جيداً ولديه تعليمات واضحة صريحة، يعرف أنه سيحصل على الاهتمام الذي يستحقه ليس بمكان عمله فحسب، بل في كل مكان. هذا الجندي، ينبغي أن يكون آمناً مطمئناً على أهله وأسرته لأن كل تلك العوامل ستؤثر على فعاليته في أداء واجبه.” وشدد الفريق: “لسنا مسؤولين فقط عن تزويد هذا الجندي بالسلاح والذخيرة أو توجيه التعليمات ووضع الضوابط؛ بل نحن مسؤولين عن كل شئ يؤثر على تفكير هذا الجندي لكي يؤدي عمله بطريقة صحيحة ووفقاً للأوامر الصادرة إليه. والأهم من ذلك كله، يجب منح هذا الجندي الثقة والأمان للتحدث دون خوف من العقوبة إذا ما انتقد ظاهرة ما أو عبر عن خلل ما.” وأشاد الفريق غانم بحكمة قادة قطر في تركيزهم على بناء المؤسسات العسكرية والأمنية لضمان سلامة واستقرار البلاد. يتضمن هذا الجهد توطيد الإحساس بالهدف بحيث يوجه طاقتهم نحو تحسين المجتمع. وقال: “حرصت القيادة الرشيدة على على الاستثمار الحقيقي في نفوس الشباب ليصبحوا من عناصر فعالة تسهم إيجاباً في مجتمعهم. ونحن نعلم أن زرع الأمل لن يتم خلال يوم، علينا أن نراعي زرع الأمل ونحافظ عليه من الرياح العاتية والأجواء العاصفة لكي ينبث ويزهر ويؤتي ثماره لتكون بذوراً جديدة.” Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.