نحو أوزبكستان آمنة
سفير أوزبكي يسلِّط الضوء على إنجازات بلاده في الذكرى الثلاثين لاستقلالها
السيد جاڤلون ڤاخابوڤ، سفير أوزبكستان لدى الولايات المتحدة
ربما تبدو 30 عاماً بمثابة هُنَيْهة من الزمن، ولكن فيما تحتفل أوزبكستان بالذكرى الثلاثين لاستقلالنا، يتبادر إلى ذهني الكثير من النجاحات والإنجازات والانتصارات وحتى المآسي التي عاشتها دولتنا خلال هذه السنوات، وأتذكر المرحلة التي وصلنا إليها كأمة فتية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ منذ قرون من الزمن.
في غضون ثلاثة عقود، انتقلت أوزبكستان من دولة سوفيتية زراعية لا تزرع إلَّا محصولاً واحداً إلى دولة ذات سيادة تتمتع بالاكتفاء الذاتي؛ ونجحنا خلال هذه الـ 30 عاماً في تحرير اقتصادنا بدرجة كبيرة، وانضمت أوزبكستان مؤخراً إلى قائمة الاقتصادات الخمسة الأسرع نمواً في العالم، ويتطلع المستثمرون الأجانب إلى الاستثمار في أوزبكستان بفضل ازدهار قطاعها الصناعي وكثرة مجمعات تكنولوجيا المعلومات والمناطق الاقتصادية الحرة في ربوعها.
وبات الحرص على إقامة الحكم الرشيد أولوية من أولياتها، وتجدَّد جهاز الدولة برمته، كإجراءات تحسين بناء القدرات البشرية وتبسيط الإجراءات البيروقراطية بشدة، ويلعب المجتمع الأوزبكي الآن دوراً حاسماً في رسم معالم سياسات الدولة في جميع المجالات.
وخطونا خطوات هادفة لضمان سيادة القانون وحقوق الإنسان، وشطب أوزبكستان من مختلف التقارير التي دمغتها بدمغة الدولة المثيرة للقلق، ويعتبر الاعتراف بعضويتها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى خير دليل على التقدم الحقيقي الذي أحرزناه.
وبفضل حرصنا على حسن الجوار والالتزام بسياسة خارجية متوازنة ومنفتحة وبناءة، نجحنا في حل جميع خلافاتنا، حتى في الأمور شديدة الحساسية، ووصلنا إلى مستويات من الصداقة والثقة في المنطقة لم نصل إليها فيما مضى، وعززنا علاقاتنا مع شركائنا في كل أصقاع العالم.
تواصل أوزبكستان توسيع نطاق إصلاحاتها الطموحة لتحقيق أحلام وتطلعات شعبها الذي يبلغ تعداده 35 مليون نسمة.
وفي هذه الذكرى الثلاثين، يمكن لشعبنا أن يفخر ببناء «أوزبكستان الجديدة» التي وصفها الرئيس شوكت ميرزاييف بأنها “دولة سائرة في طريق التنمية والبناء وفق مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات المعترف بها عالمياً، وحريصة على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون مع المجتمع الدولي؛ وذلك لتوفير حياة حرة وكريمة ومزدهرة لشعبنا.”
وفيما نحتفل باستقلالنا، نتقدم بخالص الشكر للشعب الأمريكي، ولنوابه في الكونغرس، ولرؤسائه بداية من جورج بوش وحتى جو بايدن على كل ما قدموه لنا من دعم ومؤازرة على طول الطريق؛ ونشكر الولايات المتحدة على كل ما فعلته من أجل أوزبكستان أقوى وأأمن وأسرع تعافياً.
فقد وقفت الولايات المتحدة بجانب أوزبكستان بشتَّى السبل لأكثر من 30 عاماً، فساندت سيادتها واستقلالها، ولم تنفك عن تشجيع هذه الأمة الفتية والإسهام في نجاحها. وقد نما هذا التعاون منذ عام 2016 نمواً كبيراً في جميع مجالات تعاوننا الثنائي والإقليمي، ودخلت علاقتنا “حقبة جديدة من الشراكة الاستراتيجية” تجدَّدت من خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس ميرزاييف إلى الولايات المتحدة في أيَّار/مايو 2018.
وتستمر شراكتنا الاستراتيجية في اكتساب الزخم، وبوسعي القول إنَّ علاقاتنا لم تتمتع من قبل بمثل هذا العمق والاتساع.
ولخص الرئيس بايدن ذلك خير تلخيص حين قال في برقية التهنئة التي بعث بها لقيادة أوزبكستان: “لقد نَمَت علاقتنا نمواً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، ونتطلع إلى تعميق شراكتنا الاستراتيجية، وكذلك تعاوننا لضمان نشر السلام والاستقرار والتواصل في ربوع المنطقة.”
والحق أنَّ مشاركتنا السياسية شهدت تطوراً كبيراً ووصلت إلى آفاق جديدة؛ فالارتقاء بالمشاورات السياسية السنوية، التي انطلقت لأول مرة في عام 2009 إلى مستوى «حوار الشراكة الاستراتيجية» والمقرر عقد جلسته الافتتاحية في طشقند في كانون الأول/ديسمبر 2021، يخلق فرصاً جديدة لتعزيز أواصر التعاون في كافة المجالات ذات الأولوية.
فنحن شركاء استراتيجيون في مجال الأمن، وتجمعنا أهداف مشتركة في سبيل نشر السلام والاستقرار في ربوع وسط آسيا، ونخصص الموارد والخبرة التدريبية لدعم الحرب على الإرهاب.
وتستمر شراكتنا التجارية بالنمو، حتى لقد غدت أوزبكستان يوماً بعد يوم هدفاً استثمارياً جذاباً للشركات الأمريكية الراغبة في تكثيف وجودها في المنطقة من خلال استكشاف الفرص غير المستغلة.
ونحن شركاء راسخون في مجالي التنمية والتعليم، وقد تعزَّزت هذه الشراكة بتأسيس بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المتكاملة في أوزبكستان، إذ عملت الوكالة على تدشين عمليات مثل المجلس الدولي للبحوث والتبادلات، ومؤسسة فيلق الرحمة، ومؤسسة «وينروك»، ومعهد المثلث البحثي الدولي، علاوة على مؤسسة المجالس الأمريكية، بهدف دعم الإصلاحات والتنمية في أوزبكستان.
وفي هذه المناسبة الخاصة، أود أن أعرب عن خالص امتناني للحكومة الأمريكية لمساعدتها ومساهمتها الهائلة في هذا الوقت العصيب لمكافحة جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19)؛ فقد تبرَّعت الولايات المتحدة مؤخراً بعدد 3 ملايين جرعة من لقاح «موديرنا»، فعزَّزت تلك الجرعات الثقة بين المواطنين، وحفزت عملية التطعيم الشامل في أرجاء أوزبكستان. كما نتقدم للولايات المتحدة بخالص الشكر والتقدير على تبرعها بعدد 1.2 مليون جرعة إضافية من لقاح «فايزر».
التعليقات مغلقة.