تحت المجهر مواجهة الغزو المعلوماتي بواسطة Unipath آخر تحديث يونيو 10, 2019 شارك Facebook Twitter مديرية الإعلام والتوجيه المعنوي في القوات المسلحة الأردنية تكافح الخطاب الإرهابي أسرة يونيباث لم يكن سرا نشاط المجاميع الإرهابية على بعض صفحات الأنترنت المعزولة، لكن اجتياح داعش لمواقع التواصل الاجتماعي عام 2014 وظهور مؤسسات إعلامية وجيش الكتروني على توتير كان بمثابة صدمة للأجهزة الأمنية في العالم. حيث غزا المروجون لداعش صفحات التواصل الاجتماعي بحملة غير مسبوقة حين بدأوا ينشرون آلاف الرسائل والصور وتنسخ لمرات عديدة من قبل حسابات أخرى تابعة للتنظيم لضمان وصولها لأكبر عدد من المتابعين. مارس داعش حملة إعلامية وحرب نفسية واسعة على الفيس بوك وتوتير، لذلك كان لابد من فتح جبهه الكترونية لهزيمة الإرهاب متزامنا مع المعارك الدائرة في سورية والعراق. التقت مجلة يونيباث مع العميد عودة شديفات، مدير الاعلام والتوجيه المعنوي في القوات المسلحة الأردنية حيث حدثنا عن دور الأردن في فضح أكاذيب داعش وعدم السماح لهم من استخدام صفحات التواصل الاجتماعي للتغرير بالشباب. وعن قلق العالم إزاء مخاطر ما يسمى بأشبال الخلافة. يونيباث: هل لك ان تتحدث عن دور الأردن في فضح الفكر الإرهابي على صفحات التواصل الاجتماعي؟ العميد عودة: لقد كانت المملكة الأردنية الهاشمية من أوائل الدول التي حذرت من هذا الفكر المتطرف، حيث خاطب جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المجتمع الدولي في أكثر من محفل وحذر من مخاطر هذا الفكر الذي بدأ يغزو شبكات التواصل الإجتماعي من قبل المروجين والمتعاطفين لتنظيم داعش الإرهابي. أذ استهدف داعش جيل الشباب بالتحديد وأصبح يبث لهم الكثير من المغريات والأفكار المظللة الخارجة عن كل الشرائع السماوية. وأستغل أوقات الفراغ عند فئة كبيرة من الأحداث وأستغل الفقر المادي في مكان وأستغل الشباب المهمش في بعض الدول وبالتالي اوجد له جمهور واسع على شبكة الأنترنت. ونشر أفكاره المضللة والإقصائية التي تتناغم مع جمهوره المستهدف على شبكات التواصل الاجتماعي لاجتذاب اكبر عدد ممكن من المناصرين والمتعاطفين وتجنيدهم للقيام بالأنشطة الإرهابية. تلك الأعمال الإرهابية التي تنافي الأعراف الدينية والإنسانية وتتنافى مع تقاليد المجتمعات. ومن هنا كانت المملكة الأردنية الهاشمية مبادرة بمحاربة هذا الفكر فوضعت الخطط والدراسات في برامجها في الوزارات الأمنية أضافة الى العمل على الصعيد الدولي حيث نسقت مع الدول الشقيقة والصديقة في الإقليم وخارج الإقليم وكان هناك جهد كبير بين الولايات المتحدة الأمريكية والأردن لمواجهة التهديدات الإرهابية والوقاية من هذه الآفة التي حاول داعش الدخول من خلالها لكل الدول. يونيباث: ماهو دور مديرية الإعلام والتوجيه المعنوي في فضح خطاب داعش؟ العميد عودة: منذ بداية ظهور هذه العصابات الإرهابية سواء على الأرض او من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، بدأت مديرية التوجيه المعنوي في القوات المسلحة الأردنية، وهي الجهة المعنية بالإعلام والحرب النفسية والاتصال الإستراتيجي في القوات المسلحة الأردنية، والعمل على متابعة كل ما ينشر من قبل عصابات داعش لأنهم استخدموا كل وسائل الاعلام المتاحة وحتى الاعلام الجماهيري مثل الخطب والمساجد و المنتديات الشعرية والأنشطة الاجتماعية. بدأت مديرية التوجيه المعنوي بتتبع وتحليل كل المنشورات والرسائل وبالتعاون مع جميع الجهات المختصة في المملكة الأردنية وقمنا بصياغة رسائل مضادة توضح مدى ظلامية هذه الأفكار ومدى بعدها عن الواقع والأنسانية وعن الدين الأسلامي. لقد قام المروجون بإجتزاء بعض النصوص وفبركة تفسير الأحاديث وإستخدامها من اجل التغرير بالشباب وخداع الأميين وعامة الناس. ولكن كان هناك جهد كبير جدا من خلال فريق عمل متكامل في المركز الاعلامي ووحدة الاتصال الاستراتيجي وبدأنا نتتبع كل ما ينشر وأرسال رسائل مضادة لتوعية المجتمع محليا ورسائل لفضح اكاذيب وجرائم هذه العصابات الإرهابية. كان هناك تعاون كبير مع شركائنا الأمريكيين في مجال العمليات المعلوماتية لمواجهة أكاذيب داعش برسائل تستند على قواعد علمية. تبادل المعلومات والأفكار ضروري كما ان صناعة محتوى فعّال ضروري جدا، لأن هذا الغزو الفكري لم يقتصر على إقليم أو دولة معينة، إنما هو اعلان العداء لجميع دول العالم. وشرور هذه الفئة الضالة وصلت الى مختلف دول العالم. وانا أشير هنا الى ان ما تبقى من الدواعش على الأرض والأجيال التي تربت في كنف داعش وما يسمى بـ “أشبال الخلافة” هؤلاء يحتاجون الى متابعة وإعادة تأهيل ورسائل متقنة، بامكاننا العمل مجتمعين كقوات حليفة وصديقة ودول متحابة ومتقاربة كي نقتلع البذرة الشريرة من الأرض قبل ان تتجذر. يونيباث: كان لداعش ماكنة إعلامية ضخمة اجتاحت صفحات التواصل الاجتماعي آنذاك، ماهي الخطوات التي اتخذتموها لمنع عودتهم مجدداً؟ العميد عودة: إن صفحات التواصل الاجتماعي هو إعلام حديث المنشأ انتشر بسرعة فائقة وهو متوفر لجميع الفئات العمرية. مما تطلب منا ان ننشئ إعلاماً ضمن هذا الاعلام يشتمل على صفحات خاصة بالقوات المسلحة وصفحات لمن يساند القوات المسلحة الأردنية ومؤسسات الدولة الأخرى بخطاب موحد يحث على التسامح والتعايش السلمي ورفض العنف والإقصاء. إذ حاربناهم بنفس الوسائل التي يستخدمونها لنشر الأفكار الأرهابية والتغرير بشبابنا. لم نكن نعمل بمفردنا بل بالتعاون والتنسيق مع الوزارات والمجتمع المحلي والمنظمات الدولية والقوات الصديقة والتي نتشارك معها في التمارين وتبادل الخبرات. انشأنا وحدة متخصصة بالاتصال الأستراتيجي تقوم بمتابعة خطاب الإرهابيين وتحليله وتقوم بارسال رسائل للمجتمع المحلي ودول المنطقة وأيضا للمجتمع الدولي تبين من خلالها مبادئ الدين الأسلامي وتبين اعتدال ووسطية هذا الدين الذي جاء من اجل كرامة وإنسانية الانسان وقد استغله الخوارج وأساؤوا اليه بممارساتهم اللاإنسانية. وهنا اود ،باسمي وبإسم مديرية التوجيه المعنوي بكل كوادرها ومنتسبيها، أن اوجه الشكر والتقدير للأصدقاء بالقوات الأمريكية اللذين لم يقصروا في ابداء الأفكار والمساعدة في كل التقنيات لإيصال الرسائل للمجتمع الدولي ورسائل لفضح أكاذيب الفئة الضالة التي تستهدف الشباب وتزجهم في العمليات الإرهابية. يونيباث: ذكرت موضوع أشبال الخلافة، حيث أن هذا التحدي يواجه العالم باسره، ماهو بنظركم الحل الأفضل؟ العميد عودة: من خلال عملي ومتابعتي للأحداث، اعتقد بأن الموضوع مؤرق جدا وهنا في الأردن نتابعه بكل أهتمام وحذر. أشبال الخلافة هم أطفال تربوا في ظل فكر منحرف، وأغلبهم الآن أطفال بلا أسر وبلا آباء او أمهات. لقد تربوا على القتل والتعذيب وكل الأنتهاكات والجرائم وقد زرع بعقولهم الصغيرة بأن هذا الفكر الداعشي هو الذي سينقذ العالم. هم يكفرون الآخر ويعتبرون انفسهم بأنهم على حق وهم من يقود العالم نحو الخلاص. ومن هنا انا أرى انه لابد من التركيز بشكل كبير على برامج دقيقة لتأهيل هؤلاء او بعضا منهم وتنظيف عقولهم من هذه الأفكار الإرهابية التي تلقوها من خلال غسيل الأدمغة. وأن تتكاتف جهود كل الجهات المعنية في الدول الشقيقة والصديقة المهتمه بهذه المشكلة لإيجاد مناهج وطرق وأفكار للعناية بهذه المجموعات. وتفعيل المحتوى الاعلامي في وسائل التواصل الاجتماعي بما يخدم الأهداف والغايات التي يسعى العالم الوصول لها. هذه معضلة وعلى العالم الانتباه لها. هؤلاء أذا تركوا يمكنهم ان يتسللوا لكل دول العالم. خاصة وإن قسما منهم أبناء غير شرعيين او لا يعرفون من هم ابآئهم وقد يسموا بأسماء مختلفة مما يمكنهم من التمويه والاختفاء. يجب ان نكون اكثر حذرا في التعامل مع خطورة هذا الجيل والذي ربما يكون أسوأ من داعش. انها مشكلة دولية ويجب ان تعالج دوليا لأن من المستحيل حلها على مستوى محلي فهي ليست شأن العراق او الأردن او سورية او أي دولة أخرى بمفردها انما هي شأن عالمي. أن على العالم أن يلتفت الى أفريقيا، ربما تكون الموقع البديل لهم هناك بسبب وجود حاضنة لهم في بعض الدول الأفريقية من خلال تواجد مجاميع إرهابية ولائها لداعش وربما ستجد في هؤلاء الأطفال مشروع إرهابي مستعد لقتل الأبرياء. خاصة وأن بعض هذه الدول تتوفر فيها بيئة جغرافية وسياسية وعرقية ودينية معقدة. أتمنى على كل دول العالم وعلى منظمات المجتمع المدني ان تلتفت لهذه المشكلة وتعمل على ايجاد حلول جذرية ودولية. يونيباث: ذكرت الشراكة الدولية، ماهو دور الشراكة في تطوير القدرات القتالية للقوات الصديقة وضبط الأمن في المنطقة؟ العميد عودة: في الحقيقة، نحن نتعامل مع القوات الأمريكية الصديقة منذ فترة طويلة وتربطنا بهم علاقات سياسية وعسكرية متجذرة. وهناك علاقات على المستوى العسكري، و دعم وتعاون كبير فيما بيننا. إضافة الى الشراكة من خلال التمارين وتبادل الخبرات والتعايش الميداني. لقد عملنا مع القوات الأمريكية في أكثر من موقع في العالم. قدمنا لهم خبرات كثيرة يحتاجونها في الأقليم لأننا الأقرب وأكثر معرفة بالعادات والتقاليد ونعرف الرسائل الفعالة التي يمكن ارسالها للجمهور وبالمقابل هم أيضا قدموا لنا الخبرات العسكرية من خلال التدريبات المشتركة والتسليح والتدريب على القتال غير التقليدي وحرب العصابات. وهناك تعاون كبير في كل المجالات اللوجستية والتكتيكية والتقنية مع الجيش الأمريكي الذي نكن له كل الاحترام والتقدير ونعمل معا لما فيه مصلحة بلدينا. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.