مسيَّرة وخطيرة
أسرة يونيباث | الصور بعدسة النقيب لوك جان/الجيش الأمريكي
حلقت طائرة مسيَّرة في سماء المنطقة وصوتها ينذر بكارثة.
فأطلق جنود مصريون النار من بنادقهم، فأسقطوها في الصحراء، لكنها كانت قد رشَّت سرية مشاة مصرية ومركباتها الخمس بمادة مجهولة.
اقترب المحققون بحذر من حطامها الأبيض الأملس، وبينما قامت مركبة عسكرية مصرية بتمييز موقع حطامها بأعلام تحذيرية صفراء، ارتدى فريق استطلاع متعدد الجنسيات بدلات واقية.
تضمنت الخطوة الأولى إرسال مركبة مجنزرة تسير بالتحكم فيها عن بُعد ومزودة بذراع آلية وكاميرا لاستكشاف الحطام بحثاً عن متفجرات وكاميرات؛ ذلك لأن بعض الطائرات المسيَّرة تُسمى طائرات انتحارية، إذ تكون مفخخة بقنابل لتنفجر في القوات عندما تقترب منها.
اقترب أعضاء فريق الاستطلاع من المُسَيَّرة سيراً على الأقدام بعد تيقنهم من تعطل حطامها، وأخذوا يبحثون عن آثار أسلحة كيميائية أو بيولوجية أو إشعاعية أو نووية، وكان أحد الجنود يحمل جهاز أشعة سينية محمولاً للتعمق داخل الحطام، واستخدموا عداد غايغر بحثاً عن دلائل الإشعاع.
واشتكت سرية المشاة المصرية التي رشتها الطائرة المسيَّرة بالمادة الغريبة من أعراض جسدية تشمل العطس والتهيج والكدمات الجلدية وعدم انتظام التنفس؛ وكلها علامات على التعرض لمواد كيميائية.
فسارع فريق إزالة التلوث إلى العمل، وشكل العشرات من القوات متعددة الجنسيات منطقة مخصصة لتنظيف الضحايا وعتادهم من المواد الكيميائية الخطرة. وشكل مشاركون من مصر والسعودية والأردن والولايات المتحدة والهند فرقاً للتعامل مع المراحل المختلفة لعملية إزالة التلوث، وكلهم كانوا يرتدون بدلات وأغطية رأس واقية.
فقام الخط الأول من القوات بغسل العتاد والجنود الملوثين، وانتقلوا إلى محطة ثانية لإجراء تنظيف عميق بمواد مثل الكلور للتخلص من آثار العوامل الكيميائية. ثم غُسل الأفراد والشاحنات مرة أخرى، ثم فُحصوا للتأكد من عدم وجود أي آثار ضارة.
كان تمرين مكافحة المخاطر الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية ركناً مهماً من أركان تمرين «النجم الساطع 23»، وأشرفت عليه فرقة مكافحة أسلحة الدمار الشامل التابعة للقيادة المركزية الأمريكية. وحضرت القوات محاضرات في قاعات الدراسة يومين للتعرف على طرق مكافحة العوامل الكيميائية والنووية قبل أن تنزل إلى الميدان للتصدي لهجوم الطائرة المسيَّرة.
كما تضمنت الاستعدادات دخول «غرفة اختبار الأقنعة»، وهي غرفة متنقلة طمأنت الجنود بأن أقنعتهم وبدلاتهم الواقية لن تسرب وتعرضهم لضرر في حالة وقوع هجوم فعلي.
وإذ تتزايد تهديدات ساحة المعركة بسبب المسيَّرات، سيظل مثل هذا التدريب على مكافحة الطائرات المسيَّرة والمواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية ركيزة من ركائز تمرين «النجم الساطع» وغيره من التمارين متعددة الجنسيات.
التعليقات مغلقة.