تحت المجهر في ذكرى الفقيد اللواء فاضل برواري بواسطة Unipath آخر تحديث فبراير 11, 2019 شارك Facebook Twitter تنعى مجلة يونيباث، اللواء فاضل جميل برواري، قائد الفرقة الذهبية للعمليات الخاصة العراقية. اللواء برواري كان رمزا للوحدة الوطنية والشجاعة حيث كان يقاتل في خطوط المواجهة مع جنوده. كان معروفا بتواضعه وكرمه ووطنيته، لم يعرف عنه الأنحياز لطائفة أو لقومية بل كان معروفا عنه حبه للعراق. هذه المقالة نشرت في مجلة يونيباث في أكتوبر ٢٠١٥. قيادة الفرقة الذهبية اللواء فاضل جميل البرواري يعزز الوحدة الوطنية المقالة والصور لأسرة يونيباث اللواء فاضل جميل البرواري من الشخصيات التي عَبَرَت الحدود الطائفية والعرقية بالإعجاب والاحترام؛ فشباب العراق من جنوبه إلى شماله يحبونه ويعتبرونه مقاتلٌ شجاع ويتابعون بشغف صفحة الفيس بوك التابعة للفرقة الذهبية. ليس للواء برواري أي ميول طائفية أو عرقية، وقوته جمعت كل أطياف العراق تحت لواءها. في أيام رمضان الاعتيادية، يقيم اللواء فاضل مأدبة إفطار يوميًا في بيته ويدعو وجبة من جنوده وضباطه للإفطار معه. تجده عند مدخل البيت يعانقهم ويستقبلهم بكرم الشيخ الكردي الأصيل. كل يوم يدعو عددًا كبيرًا من المقاتلين حتى يكون قد دعا الجميع للإفطار قبل نهاية الشهر الكريم. تجد بين المدعويين أبناء الرمادي والموصل والبصرة وديالى وأربيل، فهو لا يفرّق بين مدينة أو طائفة دون أخرى، الجميع لهم نفس التقدير والاحترام. تراهم كالأخوة يجرون أطراف الحديث ويتسامرون على مأدبة قائدهم. أما اللواء برواري فتجده يتجول بينهم ليتأكد بنفسه أن كل الضيوف لا ينقصهم شىء. رجلٌ في غاية التواضع والكرم. ”علاقتي بالجنود والضباط هي علاقةٌ اخوية، فنحن داخل وخارج المعسكر أصدقاء وإخوة لا تفرقنا الإنتماءات الطائفية والإثنية. أدعوهم للعشاء في بيتي وأذهب لزيارة عوائلهم. أنا ولدت في بيتٍ له علاقاتٌ خاصة بأهل الجنوب، وكان يتردد علينا أصدقاؤنا من بغداد وصلاح الدين والأنبار. ولأنني عشت طفولتي بين كل أطياف العراق، لا أحب التعامل مع الآخرين على أساس الإنتماءات. كما أننا نُطبق تعليمات القيادة لكل منتسبي جهاز مكافحة الإرهاب التي تمنع التخندق الطائفي والعرقي، وأتمنى أن تطبق هذه السياسة في كل دوائر الدولة للحد من المحسوبيات والفساد.” لقد أصبح اسم اللواء فاضل برواري معروفًا لدى كل العراقيين لشجاعته وحبه للعراق وعلاقته بجنوده. تجده دائمًا بين المقاتلين، يحمل سلاحه ويقاتل أعداء العراق. فصورته على صفحات التواصل الإجتماعي في الرمادي يصب حمم مدفع الهاون على فلول داعش، وصوره أخرى وهو حاملًا بندقيته و يراقب بحذر بين نخيل بيجي، بينما تراه في صورة ثالثة يتجول مع جنوده ويتحدث مع الأطفال في شوارع تكريت فقد حصلت صفحة التواصل الإجتماعي الخاصة بالفرقة الذهبية على أكثر من 558,039 إعجابًا في شهر أغسطس 2015. ”لقد انخرطت بصفوف العمليات الخاصة منذ بداية تأسيسها، وعملت كآمر سرية وشغلت عدة مناصب ضمن قوات العمليات الخاصة منذ 2003. فأنا أعرف المقاتلين بالإسم وأعرف عوائلهم وهمومهم وأشاركهم في أفراحهم وأحزانهم، ومكتبي مفتوح للجميع. لي الشرف أن أكون قائد الفرقه الذهبية لأنها قبضة العراق الفولاذية لضرب كل من تُسوّل له نفسه محاولة العبث بأمن العراق. كان لنا شرف المشاركة بالفلوجة الأولى والثانية وضرب العصابات المسلحة في النجف الأشرف عام 2004، وضرب أوكار الإرهاب في جنوب العراق وشماله وغربه. فقد حررنا محافظة البصرة العزيزة من عصابات الجريمة المنظمة ومهربي النفط سنة 2008 في عملية صولة الفرسان، وضربنا مخابئ الزرقاوي في ديالى ولنا عمليات ضد المجاميع المسلحة شرق بغداد، وأيضًا قمنا بعمليات أخرى ضد داعش في صلاح الدين وكركوك والأنبار وجرف الصخر.” في كل عملية عسكرية، يلمع اسم — الفرقة الذهبية، فدخولهم للمعركة يعني النصر. هذه القوة هي جزء من قوات مكافحة الإرهاب التي تعتبر القوة الضاربة في صفوف القوات المسلحة العراقية. في أيام السلم، تجد رجال الفرقة الذهبية يقضون وقتهم بالتدريب والتمارين الرياضية والمشاركة ببطولات كرة القدم والساحة والميدان؛ أما في المساء فلديهم مطاعم ومقاهي داخل المعسكر للترفيه وقضاء أوقات مع الأصدقاء، لكن معسكراتهم اليوم شبه خالية بسبب كثرة الواجبات القتالية فهم جاهزون للتوجه للواجب بأي لحظة. ”أنا أركز على التدريب وإعداد المقاتلين لنكون قوة مهنية، لكنني أيضًا أشجع على توفير بيئة إجتماعية للمقاتلين، حيث شجعت على فتح مطاعم ومقاهي لاستراحة المقاتلين. فهذه الأماكن تقوي أواصر الصداقة بينهم. وقد ساعدت علاقة التآلف والأخوة بين المقاتلين على تماسك القوة وتعاون المقاتلين في دحر داعش. فمنذ بداية الهجمه الإرهابية الأخيرة ونحن نقاتل داعش في بيجي وتكريت والأنبار، نتنقل بين جبهات القتال حسب أوامر القيادة ولدينا الاستعداد النفسي والعسكري لتنفيذ الواجب. لقد تدربنا على أسوأ الظروف ونملك قدرة تحمل عالية لذلك لم تنهكنا المعارك. لقد قدمنا نخبةً من رجالنا شهداء من أجل العراق ونحن فخورون بأن نكون الرجال الذين يسهرون على سلامة المواطنين.” سلامة أرواح المواطنين وممتلكاتهم هي ما يشغل اللواء فاضل برواري حيث قال:”هناك بعض الأصوات التي تتسائل لماذا لم تتمكن الفرقة الذهبية من تحرير الأنبار بسرعة؟ للأسف الشديد لا يعرف المتسائل أن ما يبطئ عملية تحرير المدن هو حفاظنا على أرواح الناس. نحن لسنا كارهابيي داعش ندمر كل شي في طريقنا دون الأكتراث لسلامة ارواح المدنيين. هؤلاء القتلة لايهمهم قتل الأطفال والنساء وتدمير المنازل ودور العبادة، فقط همهم هو تحويل المدن الى خراب. ما يشغلني أثناء المعركة هو سلامة أرواح المدنيين، حيث أن السكان لم يستطيعوا مغادرة منازلهم وهم الآن محاصرون ولا يملكون الماء والطعام. لدينا معلومات دقيقة عن البيوت المسكونة والمهجورة وعدد وأعمار السكان المحاصرين. لذلك أنا أؤكد على المقاتلين بتجنب إطلاق النار على البيوت وجر القتال لأطراف المدينة. طبعًا هذا يأخذ وقتًا أطول لتحرير المدن ويجعلنا في الأرض المكشوفة، لكننا لا نريد تدمير المدينة وقتل الأبرياء. والحمد لله تمكنا من تحرير عدة مدن بهذه الطريقة وقمنا بتوفير الماء والطعام للسكان الذين استقبلونا بالعناق والدموع. “ اللواء فاضل جميل البرواري أما عن وحشية الإرهابيين، فيقول:”لقد وجدنا دمارًا كبيرًا في القرى بعد تحريرها من الأرهابيين وكأنها بقايا مدينة خرجت من زلزال كبير، حيث كانوا يفجرون البيوت ويحرقون البساتين ويقطعون الطرق. ومارس الإرهابيون أساليب انتقامية ضد الناس، إذ فجروا منازل المواطنين الذين رفضوا التعاون معهم، ومنازل من كانوا يعملون بأجهزة الدولة وقتلوا من فيها، قتلوا حتى الموظف البسيط في دائرة الماء والكهرباء واعتبروه مرتداً. وجدنا مقابر جماعية تضم رفاة اطفال ونساء قتلوا بطرق بشعة. ووجدنا غرف تعذيب داخل البيوت التي استولوا عليها، فيها آثار جرائم بشعة ودماء وأطراف مقطوعة. هؤلاء المجرمون فاقوا بوحشيتهم هولاكو ولم تسلم من حقدهم حتى المتاحف والآثار ودور العبادة.” يعتبر اللواء فاضل التعاون الدولي والإقليمي هو المفتاح لهزيمة الإرهاب:”داعش ليست دولة حتى نستطيع هزيمتها بالطريقة الكلاسيكية للحروب، هي منظمة إرهابية دولية تعيش على التمويل السري من قبل بعض الجهات المشبوهة والمخدوعين بالفكر الضال. وهي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على تجنيد الشباب ذوو الثقافة المحدودة في المناطق النائية. لذلك نحن بحاجةٍ إلى التكاتف الدولي لقطع التمويل والتجنيد خارج العراق، أما داخل العراق فنحن كفيلون بهزيمتهم. أود أن أشكر حلفاءنا في القوات الأمريكية على الدعم المتواصل لنا سواء بالمستشارين العسكريين أو بالضربات الجوية، وأشكر الدول الشقيقة التي شاركت بالتحالف الدولي ضد داعش، لأن هذا التنظيم يمثل خطرًا على السلام العالمي ولا بد من تظافر الجهود لهزيمته.” Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.