داهمت القوات الخاصة القطرية منصة نفط تسيطر عليها قوات معادية، وأنقذت رهائن على متن طائرة ركاب، واقتحمت أحد قطارات المترو، وأخلت شوارع إحدى المدن.
وكل هذه العمليات هي محاكاة لأزمات تحدث على أرض الواقع، جرت في إطار تمرين االحارس المنيعب لعام 2025؛ وهو تمرين لمكافحة الإرهاب، أثبت فيه منتسبو قوات العمليات الخاصة القطرية والأمريكية من جديد أنهم قادرون على العمل معاً كشركاء لتعزيز الأمن الإقليمي.
استضافت قطر تمرين االحارس المنيعب في الفترة من 13 إلى 17 نيسان/أبريل 2025، وهي المرة الثالثة خلال ست سنوات التي تدعو فيها القوات الأمريكية للمشاركة في هذا التمرين العسكري المشترك. وقد ركز التمرين السابق الذي أُجري في عام 2021 على تأمين بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي استضافتها دولة قطر.
قال العقيد في الجيش الأمريكي لي بريرد، مدير تمرين االحارس المنيع 25ب من الجانب الأمريكي في نيسان/أبريل 2025: سوُضعت خطط وسيناريوهات تمرين االحارس المنيع 25ب على مدار العام الماضي لدمج جميع الأجهزة ضمن قوات العمليات الخاصة القطرية، والحرس الأميري، وقوة الأمن الداخلي للتدرب براً وبحراً وجواً مع شركائهم من الولايات المتحدة.ز
واستطرد قائلاً: سلقد فعَّلنا مركز عمليات مشتركاً لإدارة عمليات الاستجابة على مدار الساعة، ونجحنا في تدريب ضباط الأركان الأمريكيين والقطريين على مهام القيادة والسيطرة التي لا غنى لهم عنها.ز

عملت القوات في ضوء سيناريو لمكافحة الإرهاب، إذ تسللت خليةٌ إرهابيةٌ إلى قطر، وبحوزتها موادٌ بيولوجيةٌ كانت تعتزم استعمالها ضد منشآت قطرية وأمريكية. وتضمنت المهمة التصدي لهذه الهجمات والقبض على العالِم المُكلَّف بتجميع الأسلحة البيولوجية وتفعيلها.
حضر الجنود المشاركون محاضرات نظرية على مدار يومين، أعدتهم لمهام التمرين، فمنهم من شارك في الاشتباكات الميدانية، ومنهم من تولى العمل في مركز العمليات المشتركة في مشروع 401 لتدريب القوات الخاصة، وقد افتُتح هذا المشروع مؤخراً في قطر، ويحتوي على قرية وهمية وهيكل طائرة ركاب من طراز اإيرباص 300ب للتدريب.
أجرى مشاة البحرية الأمريكية التابعون لفريق أمن الأسطول لمكافحة الإرهاب في القيادة المركزية الأمريكية تدريباً مع القوات القطرية على مكافحة الشغب وإطلاق النار بالذخيرة الحية. وحضر الجنود القطريون محاضراتٍ قدمها جنودٌ من الجيش الأمريكي من قيادة مكافحة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والمتفجرات التابعة لقوة المهام اسبارتانب وعلماءٌ من وحدة التحليل والمعالجة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والمتفجرات التابعة للجيش الأمريكي.
وفور بداية السيناريو الفعلي، نفذت قوات العمليات الخاصة الأمريكية من مجموعة القوات الخاصة الخامسة والقوات الخاصة المشتركة القطرية مداهمات لإحباط خطط الإرهابيين لسفك الدماء.

وقال الرائد ناصر عربيات، من القوات الخاصة المشتركة القطرية، رئيس فريق التخطيط لتمرين االحارس المنيعب: سلقد كان نجاحاً باهراً، وقد اطلع الفريق الأمريكي على منهاج القوات الخاصة القطرية في عملها، وبنينا الثقة بين القوات، وكان السيناريو محكم الإعداد، فكان منطقياً، وقابلاً للتطبيق، ومفهوماً من حيث التهديدات التي تواجهها المنطقة. والتوافق العملياتي شديد الأهمية، فقد جمعنا دولتين، ووحدتين، وثقافتين، ووحدنا صفنا لتبادل المعلومات والعمل معاً بنجاح.ز
وتضمنت مهام التمرين مداهمة مختبر يُشتبه بأنه مخصصٌ للأسلحة البيولوجية، إذ تمكنت القوات بفضل المعلومات الاستخبارية التي جُمعت في الموقع من ملاحقة العناصر المتبقية من الخلايا الإرهابية، ولكن بعد تطهيرهم من التلوث الناتج عن التعرض لعوامل يُحتمل أن تكون ضارة.
وتكللت فعاليات تمرين االحارس المنيعب بمداهمة قطرية أمريكية مشتركة عند الفجر للقبض على العالِم الذي كان من المفترض أن يُفعِّل الأسلحة البيولوجية، ونُفذت هذه المداهمة في مركز بروق للتدريب على الساحل الغربي لقطر.
وحضر لفيفٌ من كبار الزوار، مثل العميد فهيد راشد المري، رئيس هيئة التدريب بالقوات المسلحة القطرية، ختام المهمة في معسكر بروق. ونوَّه عددٌ من كبار الضباط إلى أن التمرين أثبت قيمة التعاون العسكري بين قوات الدول الشريكة. فقد نجحت القوات القطرية والأمريكية في الارتقاء بأداء الفريق بفضل بناء الثقة وتوحيد القدرات.
وقال العقيد بريرد: سسيكون للدروس المستفادة والشراكات التي تكونت خلال هذا التمرين أثرٌ ملموس في قابل الأيام والسنين، وما حققته الولايات المتحدة في تمرين االحارس المنيع 25ب من نجاح مشترك مع شريكتنا ، قطر، قد عزز التوافق العملياتي والردع المتكامل في منطقة الخليج.ز
